حوار الدكتور محمد الحضيف، مع منتدى (الاعـلاميــة
مـاهو الـزمن ..؟
هل هو فقط .. كر الجديدين، وتعاقب الليل والنهار ..؟!
الزمن (وقائع)، تفعل فعلها في حياتنا .. نجاحا وفشلا، فرحا وحزنا ..! ليس (الزمن) .. إلا (أحداثا) نعيشها، تلقي بتبعاتها ونتائجها، على حياتنا.حينما نفقد (حبيبا) مثلا .. بأي شكل من الأشكال، في لحظة من (زمن)، لا يكون الأمر زمنا .. ساعات أو أسابيع تمر، بدون هذا الحبيب. إنها مشاعر تموت بموته، و (حياة) تختفي بغيابه..
أو هي أجزاء من حياتنا نفقدها ..!تخيلي ..كأنك تراجعين (شريط) حياتك، وتجدين (جزءاً) مفقودا، أو تقرئين في دفتر يومياتك، فتكتشفين وجود صفحات (مطموسة) تماما.. بـ(السواد).
سواد الصفحات المطموسة في دفاترنا، والأجزاء المفقودة، في شريط حياتنا .. ليس إلا (سواد) الحزن، والفقد، والفشل، والخيبات .. في مسيرة حياتنا ..!مثلما أن (وقائع) الفرح والنجاح، التي نسجلها .. تلمع في دفاتر يومياتنا، ونضع في أعلى الصفحة، نجوما وملصقات، لنجعلها تبدو أكثر بهجة وضياءً .. كذلك هي في حياتنا، محطات مشرقة، نعود إليها، ونلوذ بها .. كلما أعتم الأفق أمامنا، وأظلتنا غمامات الحزن (السوداء) ..!إن كنت تعنين بـ(الفترة الأخيرة)، رحيل هديل رحمها الله، فقد خلفتني .. قلبي هواء..!
مرة أخرى .. إنها ليست (تقلبات الزمان). بل (امرأة) شاركتني بكثير من (تفاصيلها) الصغيرة.. وكانت (حلما) ومشروعاً، ترحل وتتركني وحيدا: فهو الحزن يفري .. ولا ثمة إلا (الذكريات) ..!كل ما أكتب من (سرديات)، له سند من الواقع .. بدرجات متفاوتة. هناك مواقف ومشاهد في الحياة، أعيشها، أو أمر بها .. ألتقطها، ثم أؤلف بينها. ثمة (خيال) كثير بينها، لكنه يمكن أن يقع ..!
أن تحمل سردياتي صفة (الواقعية) .. لا أدري ..! اسألي النقاد. أنا أكتب، دون أن أكون معنيا، بقواعد القص والكتابة الإبداعية، التي يعتمدها النقاد. لاتهمني اراؤهم .. فيما إذ كنت (ملتزما) بآليات متفق عليها بينهم. أنا في حياتي كلها، لم أخضع لقانون وضعه بشر. حتى في (السجن)، كنت أخالف (القانون) ..!
قالوا لي : ” القلم والورق ممنوعان .. والكتابة محرمة” ..! هرًبت القلم، إلى داخل زنزانتي، وجعلت أغلفة قناني المياه الصحية، وكراتين البسكوت (أوراقا)، واجترحت (الحرام) .. فكتبت ..!
قد يدهشك .. أن عددا من سردياتي، كتبت مسوداتها الأولى في السجن ..!تقولين : ” لا أدري لمَ التركيز على المرأة بالذات” ..!
(أنا) لا أدري ..! أعني أني لا أمارس فعلا مقصوداً، عن سابق نية (مبيتة)، أو سبق إصرار وترصد ..! تسيطر علي فكرة (النص) .. فأتركها تتفاعل في عقلي .. لوقت يطول أو يقصر، قبل أن أنزلها على الورق. لا أحاول.. حينما تكون الشخصية الرئيسة (امرأة) أن أتدخل، فأغيرها .. لأنفي عن نفسي (تهمة) ..! بل أجدني أبدأ بمراكمة الأحداث، وفق الرؤية التي تشكلت لدي، بما يخدم الفكرة، ولا يخل بانسياب الأحداث، ويحقق (الإبداع) .. لأصل إلى مرحلة (الفناء) التام في أحداث النص..!
مـاهو الـزمن ..؟
هل هو فقط .. كر الجديدين، وتعاقب الليل والنهار ..؟!
الزمن (وقائع)، تفعل فعلها في حياتنا .. نجاحا وفشلا، فرحا وحزنا ..! ليس (الزمن) .. إلا (أحداثا) نعيشها، تلقي بتبعاتها ونتائجها، على حياتنا.حينما نفقد (حبيبا) مثلا .. بأي شكل من الأشكال، في لحظة من (زمن)، لا يكون الأمر زمنا .. ساعات أو أسابيع تمر، بدون هذا الحبيب. إنها مشاعر تموت بموته، و (حياة) تختفي بغيابه..
أو هي أجزاء من حياتنا نفقدها ..!تخيلي ..كأنك تراجعين (شريط) حياتك، وتجدين (جزءاً) مفقودا، أو تقرئين في دفتر يومياتك، فتكتشفين وجود صفحات (مطموسة) تماما.. بـ(السواد).
سواد الصفحات المطموسة في دفاترنا، والأجزاء المفقودة، في شريط حياتنا .. ليس إلا (سواد) الحزن، والفقد، والفشل، والخيبات .. في مسيرة حياتنا ..!مثلما أن (وقائع) الفرح والنجاح، التي نسجلها .. تلمع في دفاتر يومياتنا، ونضع في أعلى الصفحة، نجوما وملصقات، لنجعلها تبدو أكثر بهجة وضياءً .. كذلك هي في حياتنا، محطات مشرقة، نعود إليها، ونلوذ بها .. كلما أعتم الأفق أمامنا، وأظلتنا غمامات الحزن (السوداء) ..!إن كنت تعنين بـ(الفترة الأخيرة)، رحيل هديل رحمها الله، فقد خلفتني .. قلبي هواء..!
مرة أخرى .. إنها ليست (تقلبات الزمان). بل (امرأة) شاركتني بكثير من (تفاصيلها) الصغيرة.. وكانت (حلما) ومشروعاً، ترحل وتتركني وحيدا: فهو الحزن يفري .. ولا ثمة إلا (الذكريات) ..!كل ما أكتب من (سرديات)، له سند من الواقع .. بدرجات متفاوتة. هناك مواقف ومشاهد في الحياة، أعيشها، أو أمر بها .. ألتقطها، ثم أؤلف بينها. ثمة (خيال) كثير بينها، لكنه يمكن أن يقع ..!
أن تحمل سردياتي صفة (الواقعية) .. لا أدري ..! اسألي النقاد. أنا أكتب، دون أن أكون معنيا، بقواعد القص والكتابة الإبداعية، التي يعتمدها النقاد. لاتهمني اراؤهم .. فيما إذ كنت (ملتزما) بآليات متفق عليها بينهم. أنا في حياتي كلها، لم أخضع لقانون وضعه بشر. حتى في (السجن)، كنت أخالف (القانون) ..!
قالوا لي : ” القلم والورق ممنوعان .. والكتابة محرمة” ..! هرًبت القلم، إلى داخل زنزانتي، وجعلت أغلفة قناني المياه الصحية، وكراتين البسكوت (أوراقا)، واجترحت (الحرام) .. فكتبت ..!
قد يدهشك .. أن عددا من سردياتي، كتبت مسوداتها الأولى في السجن ..!تقولين : ” لا أدري لمَ التركيز على المرأة بالذات” ..!
(أنا) لا أدري ..! أعني أني لا أمارس فعلا مقصوداً، عن سابق نية (مبيتة)، أو سبق إصرار وترصد ..! تسيطر علي فكرة (النص) .. فأتركها تتفاعل في عقلي .. لوقت يطول أو يقصر، قبل أن أنزلها على الورق. لا أحاول.. حينما تكون الشخصية الرئيسة (امرأة) أن أتدخل، فأغيرها .. لأنفي عن نفسي (تهمة) ..! بل أجدني أبدأ بمراكمة الأحداث، وفق الرؤية التي تشكلت لدي، بما يخدم الفكرة، ولا يخل بانسياب الأحداث، ويحقق (الإبداع) .. لأصل إلى مرحلة (الفناء) التام في أحداث النص..!
أحيانا .. أحيانا فقط، أعزو ذلك إلى (خط) بدأتُهُ، ورأيتُ أني (نجحت) فيه .. فصرت (أسيره)..! كتبت (ديمي)، ثم كتبت (موضي).. واستمر الأمر هكذا. كل كاتب.. في الغالب، (أسير) لنمط معين. ربما ينفع هذا (التفسير).. ربما ..!
” الرومانسية .. مع أنك كاتب إسلامي ” ..!
هل يتناقض الإسلام مع الرومانسية ..؟! أظن أن هناك (صورة ذهنية)، يرسخها بعض (المتدينين) عن الإسلام، وهي أن الدين (ضد) الحب، و(يكره) البوح الجميل ..!
الدين ضد الفاحش من القول والعمل فقط.
من قال إن الكاتب (الإسلامي)، ليس بشراً يحب ويعشق .. و يجذبه الجمال..؟!
هل هذا سيدخلنا في (مأزق) مصطلح الأدب الإسلامي ..؟!
هذا .. حديث طويل ..!
تبدو الرسالة الإعلامية (السامية)، موضع جدل .. حول : ما هو السامي ..؟أحيانا .. بل ربما كثيرا، ما تكون التباينات (الحزبية) و الإقليمية، وسيلة لوضع (معايير) للمفاهيم (السامية). فالذي عليه (أنا) ومن معي .. وما نحمله، يمثل (رسالة سامية) .. مقابل أن الذي يقدمه (الآخر)، ليس إلا (بدعة) وضلالاً .. أو فكراً (متطرفاً)، يحمل بين طياته، بذور (الإرهاب) ..!هكذا هو فضاؤنا الإعلامي. بالتأكيد .. هناك ثوابت وقطعيات (أخلاقية) .. لا يمكن الاختلاف عليها، لكننا كثيرا ما ندخل .. فيما بيننا في (معارك) هامشية.. بعيدا عن (المتفق) عليه ..!قدمت مرة، في واحد المؤتمرات العلمية، الذي دعيت إليه .. ورقة. قلت فيها : دعونا نتكلم عن ” إعلام (نقي) .. بعيدا عن الأدلجة، لأن الحق واحد ” ..!
هذا الإعلام (النقي)، هو الذي سيصد سيل الرذيلة، الذي تصبه (بعض) الفضائيات في عيوننا..!• فيما يتعلق بالجزء الآخر من سؤالك ..!
• أرجو أن تعفيني ..! أنا أكره (الجغرافيا)..
وشققت لنفسي، في حياتي ..طريقا،
بعيداً عن (القولبة) والتنميط، على أساس
من عرق، أو لون، أو منطقة.الناجح يا سيدي .. يفرض نفسه ..!
أعلم أنه .. إزاء (مسائل) كبرى، كالتي تطرحها هنا، لا يملك الأشخاص العاديون مثلنا .. شيئا، ولو قليلا ليقدموه.. لإحداث (تغيير) حقيقي.
لكن ..! ليس هناك .. في الدنيا، شر محض، و لا خير مطلق.
من هنا .. فإن استشراف المستقبل، بالبحث والإطلاع، على الجوانب الإيجابية.. في أي مسألة، يساعد الإنسان على النظر إلى الأمور، بمنظور أكثر اعتدالا، و أكثر وضوحا .. وهو ما سينعكس إيجابيا، على منهجه في التفكير، وأسلوب معالجته للقضايا، وحكمه على الأشخاص والأحداث .. وطريقته في الحياة، بشكل عام.الواقع السياسي، والاجتماعي، الذي أفرزه الاحتلال الأمريكي للعراق .. كارثي جدا. أمريكا لم تحتل العراق، وتسقط نظامه السياسي، وتدمر مقدراته .. فقط..! بل دمرت مجمل (النظام).. لدولة حديثة.
أعاد الاحتلال الأمريكي، العراق 50 سنة إلى الوراء :
تم إسقاط النظام، فلا توجد حكومة مركزية.
دمر الاقتصاد بالكامل.
تم حل الجيش.
تمت تصفية الأجهزة الأمنية.
نشأت ميليشيات طائفية، تقتل على الهوية، فتحول العراق إلى (غابة)، و بلد عصابات ..!
تمت تصفية الكفاءات الوطنية.. قتلا أو تهجيرا، باسم (اجتثاث البعث).مكن الاحتلال الأمريكي.. النظام الإيراني، من خلال الفئات الطائفية، من التغلغل في العراق العربي، والإمساك بجميع (مفاصلة). بل قامت الاستخبارات الإيرانية، والإسرائيلية، بتصفية كثير من الكفاءات والعقول العراقية العربية .. (السنية).
انطلقت إيران في استراتيجيتها، وحربها الإستخباراتية في العراق، من موقف قومي فارسي (شوفيني)، يكره العنصر العربي .. الذي أسقط حضارة (فارس)، على يد الفاتحين العرب. استعملت لذلك، للتضليل على العراقيين (الشيعة).. الغطاء (الطائفي) الشيعي ..! بل إن (الأحزاب) العراقية الكبرى ..(الشيعية)، المهيمنة على المشهد السياسي العراقي الآن، يقف على رأسها، أشخاص من أصول إيرانية ..!
أيضا .. أقامت إيران (ميليشيات) طائفية، مهمتها قتل العراقيين (العرب)، ممن يشك في ولائهم للعراق، وليس لإيران..! بل ذهب الحقد الإيراني، لأبعد من ذلك. مثلا : تم تتبع الطيارين العراقيين، ممن شاركوا في الحرب ضد إيران.. وقتلهم. أيضا .. تمت تصفية أساتذة جامعات، وعلماء عراقيين، ممن ترى إيران، أنهم (عملوا) لمصلحة النظام السابق ..!
كذلك ..أي شخصية عراقية، ذات توجه ونزعة عروبية .. مناهضة للهيمنة الإيرانية في العراق، تتم تصفيتها، بغض النظر عن انتمائها الطائفي. قتل عددا من زعماء العشائر العربية، ممن ينتمون للمذهب الشيعي، على يد هذه الميليشيات..!الموساد .. المخابرات الإسرائيلية، قامت بدورها، بتصفية عددا من علماء العراق، في مجال الذرة، والبحوث الكيميائية والبيولوجية.الذي أريد أن أؤكد عليه، هو .. أن الاختراق الإيراني في العراق، لم يكن ليحدث، لولا (سقوط) النظام العربي. بدأً من .. احتلال الكويت، ثم التدخلات و(العبث) الغربي في السودان ..إنتهاءً باحتلال إثيوبيا (الهزيلة)، لدولة عربية عضو في (جامعة الدول العربية) .. هي الصومال ..!
غياب مفهوم (الأمن القومي) العربي خطير جدا، وهو سبب لهذه التداعيات المدمرة في المنطقة.. التي أضعفت النظم السياسية، وأفقدتها (مصداقيتها)، أمام شعوبها .. فحولتها، إلى مجرد أجهزة بوليسية قمعية (كبيرة)، مما فاقم من ظاهرة العنف والإرهاب .
(الفيتو) الأمريكي، ضد أي تدخل، أو وجود فاعل في العراق .. لدول عربية (كبيرة)، لموازنة وردع الاختراق الإيراني، بوجهه الطائفي، و أطماعه القومية الفارسية. إضافة .. إلى تحول دولة عربية مهمة، مثل (سوريا)، إلى (جمهورية موز)، في خدمة السياسات والأطماع الإيرانية في المنطقة. كل ذلك .. يقود المنطقة إلى مزيد من الانهيارات .. الأمنية، والسياسية، ونذير شر، يبعث على (التشاؤم)..!لست بصدد تبرير (تشاؤمك)، أو تفنيده .. ولا تشجيعك على الاستمرار عليه ..!
لكني .. لا أظن أن الأمور ستسير وفق ما تريد أمريكا، أو تطمح إليه إيران ..! أمريكا (دُحرت) في العراق .. وستخرج راغمة. هناك استنزاف، وخسائر بشرية ومالية كبيرة جدا، لن تكون الإدارة الأمريكية، قادرة على تحملها. الجبهة الأفغانية تتطور بسرعة، لصالح طالبان، و(حلفاء) أمريكا الغربيين، يرفضون الدفع بمزيد من جنودهم، للمحرقة الأفغانية.
النظام الإيراني، لن يستتب له الوضع في العراق، رغم هيمنة (الميليشيات) الطائفية المرتبطة به.. عسكريا وسياسيا .. لسببين ..! الأول.. له علاقة بطبيعة (عقيدة) النظام السياسي، القائمة على الإقصاء، ونفي الآخر. النظام الإيراني، يعتمد عقيدة قومية شوفينية، ذات وجه (طائفي) تبشيري.. تعتمد كسب (الولاء)، من خلال ربط الفرد بـ(العقيدة) .. ببعدها الطائفي، الذي يقوم على (كره) الآخر المخالف له، في الوسط العربي السني .. والتربص به، وإثارة نعراته الطائفية، لتدمير نسيجه الاجتماعي، ولحمته الوطنية.
لن تنجح إيران، في مشروعها الطائفي في العراق، لأن (عقيدتها)، لا يمكن تطبيقها (سياسيا) في العراق.. العربي، الذي يمثل العرب(السنة)، نصف تكوينه السكاني، وينتمي إلى(عمق) سني عربي كبير ..! كما أن عشائر عربية (شيعية) كثيرة، ترفض الوجود الإيراني في العراق، وهيمنة الفرس .. عبر ممثليهم، من الأحزاب والميليشيات الشيعية. إضافة إلى استحالة ربط العراق .. ببعده الحضاري العربي .. تاريخيا وجغرافيا، بـ(منظومة) المصالح الإيرانية الفارسية.ختاماَ ..
لا أظنك ستموت جوعا .. إن شاء الله، ولست (اقتصاديا)، لأتحدث عن الاقتصاد وتبدلاته ..!
شكرا لك ..
بعض النصوص الدينية، كما يقول الفقهاء : ” حمال أوجه ” ..! لذلك .. تنشأ التفسيرات المختلفة، التي يعرف تأويلاتها (العلماء).. ويضعونها في محلها الصحيح. لكن بعض (الأتباع)، لأسباب مختلفة.. بعضها (شخصي)، يؤسسون عليها (طريقا) مختلفا .. ينتهي في الغالب، بحزب أو طائفة..!في تاريخ الأمم والشعوب .. بما في ذلك المسلمون، يبرز قادة عسكريون ومفكرون، بخصائص، وصفات، وقدرات متفوقة.. تميزهم عن بقية البشر العاديين. تخلد الشعوب غالبا، أثار هؤلاء الرجال وتاريخهم، وتصنع منه (ميراثا) .. ينقسم الناس، على أساس من فهمه وتفسيره.. فيتفرقون، إلى فئات وجماعات.تاريخيا .. إذا استثنينا الانقسام الواقع بين (السنة) و(الشيعة)، الذي يقوم على اختلافات، في بعض العقائد والأصول ..فإن التحزب والخلافات، بين بعض فئات المسلمين، سببه .. في الغالب، تعصب مذهبي، كالخلاف بين بعض أتباع المذاهب الأربعة : الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة .. حول الاجتهاد، في مسائل فقهية، في بعض أمور العبادات.في العصر الحديث.. في الربع الأول من القرن العشرين تحديدا، ظهرت.. إثر سقوط، وتفتت الخلافة العثمانية الإسلامية، الحركات الإسلامية .. أو ما يسمى (جماعات الإسلام السياسي)، كرد فعل على نشوء (الدولة الحديثة).. بتوجهها القومي والعلماني. اتفقت هذه الحركات، في برنامجها العام، على هدف رئيس .. هو عودة الإسلام إلى الحكم، من خلال المطالبة والسعي، إلى إعادة (حكم الشريعة). الذي (اختلفت) عليه هذه الحركات والأحزاب الإسلامية، كان (الوسيلة) والآلية، لتحقيق هذا الهدف. هذا الخلاف تكرس، مع مرور الوقت، وتم (تكييفه) شرعيا .. في مناسبات كثيرة، لمنحه صفة (القداسة)، مما أفرز تباينا وتحزبا، بين (الأتباع)، من عموم المسلمين .. وانقساما بين الجماعات الإسلامية ..!
كل الناس، يستطيعون أن يقولوا كلاما عاديا، لكن المبدع وحده، هو من يأتي بلغة (مدهشة) خلاقة .. قوامها، نفس الكلمات، التي يتحدث بها (كل) الناس ..!
كيف ..؟
هذا هو سر الإبداع ..!
المعادلة التي تطرحها هنا : إما أن تكون (غامضا)، أو أن تكون (مباشرا) ..! أنت بهذا، تجعل الإبداع قرينا للغموض .. وهذا توصيف غير دقيق. الغموض مسألة نسبية، تتفاوت بحسب (ثقافة) المتلقي. الرمز في العمل الأدبي .. مثلاً، بوصفه شكلا من أشكال الإبداع اللغوي، يستعصي فهمه على المتلقي .. محدود الثقافة .. فيعده (غامضا)، ويدهش المتلقي .. المتذوق، واسع الثقافة، فتزداد فتنته، وإعجابه بالنص.*
في سؤالك الثاني، لم أفهم ما تقصده تماما، بـ( الصور الفنية القديمة)..! لكن .. لا يمكن (اجترار) القديم، ثم الحديث عن (إبداع) ..! هل يمكن أن تتصور شاعراً (حديثاً)، يستعيد (صورا فنية)، قالها امرؤ القيس مثلا، عن الصيد وحمر الوحش، ويوظفها في قصيدته ..؟!مسألة (الإبداع) في العمل الأدبي، ليست مرتبطة فقط، بـ(مفهوم) الإبداع، بين زمن و آخر.. كما هو الحال، في مثال امرؤ القيس، وشاعر حديث. بل كذلك، بالفرق بين المعطيات (الثقافية) لكل بيئة. القيمة الفنية للعمل الإبداعي، تعتمد (معايير) ثقافية، للحكم على العمل الأدبي .. تصنعها البيئة نفسها، التي يوجد فيها (المبدع).
الشاعرعلي بن الجهم مثلا، القادم من (البادية). لم يرَ الخليفة العباسي في بغداد .. في شعره، المستوحى من عناصر الصحراء .. أي (قيمة) فنية، حينما قال :
عيون المها بين الرصافة والجسر *** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدريالزمن والبيئة مشترِكان، هما ما يحدد القيمة الفنية للعمل الأدبي. السياب والبحتري، شاعران (عراقيان). كلاهما عاش في بغداد، ووقف على ضفاف نهري دجلة والفرات، ورأى الماء، والخضرة.. والحِسَان. هل كان السياب، سيكون مبدعا، مذهلا .. في ( أنشودة المطر ) .. لو استخدم (مفردات) و (صور) البحتري ..؟!
الإبداع.. والقيمة الفنية، يُفهمَان ضمن السياق التاريخي، للعمل الأدبي. لذلك .. انتزاع أي عمل أدبي، من سياقه التاريخي .. لا يلغي قيمته الفنية والإبداعية. كما أن.. (إسقاط) مفاهيم إبداعية .. لزمن معين، على زمن، غير زمنها، لا يمنح العمل الأدبي، أي قيمة فنية، أو (إبداعية) ..!
لذا .. يبقى امرؤ القيس (مبدعا)، ضمن سياقه التاريخي، ومفردات بيئته، و في الوقت نفسه، لا يمكن لكاتب (معاصر)، أن يصنع عملا أدبيا، بقيمة فنية، وهو يستلهم لغة (ابن المقفع) ..!
هذا سؤالك (الأخير) :
المرأة ُ في ” ديمي ” ، و ” موضي ” ، و ” أم أحمد ” كيف َ كانت ْ هكذا ؟!
مجرَّد بؤس ٍ ، وانتظار َ قادم ٍ لايجيء ُ ، ودمعة َ عين ٍ تنهمر ُ !
حدثني عن المرأة ِ التي لاتشعر ُ معها بذلك ؟!حقا .. لم انتبه لذلك ..!
هل هو الرجل (المتواري)، خلف أمنيات كثيرة. يبحث عن (عالم) خاص به، و امرأة (مثال)، فيعيد (خلق) النموذج.. بإعادة تركيبه.. يلتقط أجزاء، من هاهنا وهناك ..؟
قبل 15 عاما كتبت : ” بانتظار .. الذي لابد أن يأتي ” .
في وهلة .. ظننت أني (أمسكته) ..!في “ديمي” .. كانت (العاشقة)، وفي “موضي” .. أرادها (البريئة) والتلقائية. أما “سارة” .. فهي (المُقاوِمَة). ثم كانت “عائشة” ..امرأة بـ(هدف)، لا تقبل الهزيمة، حتى لو خذلها الحبيب ..!
البؤس والخيبات .. وانتظار القادم، الذي لايجيء، و(إن كان) لابد أن يأتي .. وعين قرحها الدمع : هذا حديث (العاشق)، كما حكته ديمي. حين يحب بـ(براءة)، كما فعلت موضي. (يقاوم) السجن والسجان، كما صنعت سارة .. ويحمل (هدفه).. حبه وجرحه، ولا يقبل الهزيمة.. كالذي كانت عليه عائشة..!”حدثني عن المرأة التي لا تشعر معها بذلك ..؟! ” .
هي امرأة أشكلها الآن .. من :
ديمي، وموضي، وسارة، وعائشة. حشدت فيها كثيرا من المنى، لتعبر عن جمال مطلق .. لـ(نص) سأحتفل قريبا، بكتابته وقراءته .. وأشعر بنفسي معه .
•
• حين تزدهر (العــاميـــات) .. تتشظى الأمة، وتنقطع صلة أبناء الأمة الواحدة ببعضهم، ويضعف تواصل الأجيال، بتراثهم الحضاري ..!
• لا شك أن (اللغة)، هي أهم عناصر الهُوِيًة .. بعد الدين. لذلك .. يمثل فسح المجال لـ(العامية)، لتنمو وتنافس الفصحى، ظاهرة غير جيدة. يمكن أن يكون هناك اهتماما بالموروث الشعبي، لكن يجب حصره في نطاق محدود، لا يتجاوز التسلية والترفيه.• سؤال 4• قرأت للعـــــرب .. و غيـــر العــــــــــــــرب ..!*سؤال 5
ليس لي في النقد.. نصيب..!
أنا شخصيا، مع الانفتاح على كل مدارس النقد، ومصادر الفكــر عموما.
*سؤال 6
أنا قارئ متذوق .. أقرأ لأسـتمتع، ولست ناقدا ..!
اهتمامات الفرد، وتخصصه الأكاديمي .. تفرض عليه، وضع (أولويــات) لقراءاته.
• سؤال 7
لا أعرف أحداً، وإن كانت (الشللية)، في وسـائل الإعلام .. خصوصا الصحافة، تتعمد (الترويج) لكتــاب وأدباء معينين .. على حساب آخرين، دون اعتبار للقيمة الأدبية للشخص ..!
• سؤال 8
هذا حكم فيه تعميم، وتنقصه الدقة. نجيب محفوظ، روائي كبير ومتمكن ..!
• سؤال 9
أنا ضد الأسلمة في (كل) شيء ..!
في تقديري أن (المصطلح)، يمثل حاجزا، أمام انتشار العمل الإبداعي .. ورواجه. صحيح أن هناك (موقفا) إعلاميا، ضد (كل) ما هو إسلامي .. لأسباب (سياسية)، في المقام الأول. إلا أن (الجمهور)، كثيرا ما يتوجس من مفهوم الأسلمة، الذي تتم (شخصنته) في أحيان كثيرة. أمر آخر .. أن هناك (صورة ذهنية) غير جيدة، عن الأدب الإسلامي، من حيث قيمته الإبداعية، ومستواه الفني. ساهم في ترسيخ هذه (الصورة)، أعمالٌ (هزيلة) .. شعرا ونثرا، نسبت للأدب الإسلامي، لأسباب (شخصية) بحتة، لا علاقة لها بالإبداع ..!
أميل إلى (أدب) محافظ.. و(نقي)، يعزز منظومة القيم، التي أتى بها الإسلام، أو تلك التي كانت موجودة، قبل نزول الرسالة.. فدعى إليها، وأعلى من شأنها : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”..
دون الوقوع في (مأزق) الخطاب الوعظي المباشر ..!
**************
العزيزة كيزو .. أسعد الله أوقاتك،
شكرا عميقا لك .. هذا من حسن ذاتك ..!رحم الله هديل، كانت طيفا جميلا .. ما أسرع ما رحل ..!
والله .. لا أدري من الذي يحتاج، ليعلم الآخر الصبر. في (ظروف) معينة، تتبدل الأدوار ..!
الشجى يبعث الشجى ..لكن .. إذا تأملنا الذين حولنا، ممن (وصلوا) إلى أهدافهم، أعاننا ذلك على (المسير). في وقتنا الحاضر، هناك الكثير، مما نريد أن نحققه، لكن الوقت لا يكفي. أيضا .. زادت المنافسة، وكثرت الطرق غير (الشريفة)، التي يتوسل بها الناس، لتحقيق أهدافهم..!
أتصور أن معرفتنا بقدراتنا الشخصية : الذي لدينا، ونستطيع أن (نقدمه)، مقابل ما نقدر أن (نكونه).. يساعدنا في تحديد ما نريد، وكيف نبلغ ذلك الذي نريد. في أذهاننا.. جميعنا، أحلام وطموحات كثيرة. لكن .. ليس كل ما نطمح إليه، نستطيع أن نناله. هذه (الاستحالة) في بلوغ الأهداف والطموحات، جزء منها، له علاقة بإمكاناتنا وقدراتنا الفردية، وآخر لها علاقة، بمعطى اجتماعي أو سياسي في البلد.أحيانا .. تأتي المشكلة، حينما نستعجل قطف (ثمرة)، لم نحسن اختيار (بذرتها) ..! أي أننا لم نهيئ أنفسنا، لما نطمح إليه. مثلا : كيف يريد شخص، أن يكون كاتبا جيدا، وهو لا يقرأ..؟ كذلك .. نلوم من حولنا، لأنهم لا يدفعوننا إلى أعلى، دون بذل أي جهد من قبلنا ..لـ(ننهض) ..!
أمرٌ آخر، نحن .. أو أكثرنا، يدخل معترك الحياة، وهو يتخيل أن المعايير في بلدنا متكافئة ..! لا .. هذه ليست (جمهورية أفلاطون)، ولا (مدينة الفارابي الفاضلة)..! قد يكون لدينا (كل) المؤهلات، التي تخولنا لتحقيق هدف ما .. مثل الحصول على وظيفة، أو الفوز ببعثة دراسية. لكن الذي يحدث هو : ببساطة .. يحصل عليها، من هو أقل منك ..!
لا تبتئسي ..! هذه ليست نهاية العالم. لأن أكثر ما يقتل طموحاتنا، في بداياتها.. هو مثل هذا النوع من الإحباط، الذي يأتي من (جهلنا) بطبيعة مجتمعنا. مادمنا نملك الإرادة، وأعددنا أنفسنا جيدا، للهدف الذي نسعى إليه .. فسنصل، بإذن الله.
شكرا كثيرا لك .. ودعواتي.
*********************
أخي عبدالرحمن .. أسعد الله أوقاتك،بدأت لغة (التخوين)، منذ وجدت (الخيانة) ..!
في موروثنا العربي، كانت الخيانة .. يوم سار (أبو رغال) العربي، دليلا لجيش أبرهة الحبشي .. يقود الفيل، ليهدم الكعبة ..!في كتاب الله الكريم، ارتبطت (الخيانة) دائما.. بالنفاق : “ولا تكن للخائنين خصيما”، “و لا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم”. النفاق .. من حيث هو سلوك (خياني)، سلوك مزدوج، يقوم على (الولاء) المزيف، والمستتر أحيانا.. لجهة ما، مقابل تحقيق مكاسب مادية، وليس بسبب قناعات (أيدولوجية)..! لذلك .. نرى الناس يصفون المتزلف .. بأنه (منافق)، ولا يقصدون به المعنى (الشرعي) للكلمة.لو تأملت ..!
كم من (أبي رغال)، موجود الآن بيننا، يقودون .. بتوجيه من (أكثرمن أبرهة)، فيل الغزاة، إلى (ثغرات) في جدار بنياننا الثقافي، ومنظومتنا القيمية ..!
التخوين كذلك، سلوك (إقصائي) .. مثل التكفير..! يمارسه السياسيون كثيرا، ويوعز
ون لـ(أتباعهم) باستخدامه، ضد (خصوم) مفترضين.. أو لإسقاط (أشخاص)، ونزع الحصانة عنهم .. تمهيدا لتصفيتهم، ماديا أو معنويا ..!
أطرف ما في مصطلح (التخوين) وأدبياته .. أن (الخونة)، يستخدمونه أحيانا، لتخوين غيرهم، ممن (يقاومون) المشاريع الخيانية ..سواء أخذت هذه (المشاريع)، شكل السلام، أو الصلح، أو التطبيع..!
ليس هذا فحسب..! ستكتشف عزيزي، أن الوطن .. دائما، هو (قميص عثمان)، الذي يرفع، في حملات التخوين، والتخوين المضاد.
**********************
أخي الغالي عبدالرحمن ..قلت في ردي على مداخلة الأخ حسين العفنان، حول سؤاله عن (الرواية الإسلامية) .. إجابة تصلح لسؤالك هذا، ولعلك تعود إليها.الذي أريد أن أؤكده هنا .. مسألتين :• الأولى .. أن مصطلح (الفكر التغريبي)، يحتاج إلى تحرير، حتى لا تختلط رؤانا الشخصية .. بالحقائق ..!
• المسألة الثانية، لابد من التفريق في الأدب .. والإبداع بشكل عام، بين (الرسائل) المباشرة، التي تأخذ شكلا (وعظيــا) .. وبين خصوصية العمل الفني.
قد نجد أعمالا روائية.. ليس فيها إلا متعة اللغة، وجمالية العمل السردي، وهذا لا يعيبها..! ليس بالضرورة، أن يشتمل العمل الإبداعي على (رسالة). الرسالة .. بالمناسبة، يمكن أن تكون (جيدة) .. أو (سيئة).
قد نقرأ قصيدة، تشتمل على (غزل) مكشوف وفاضح، وقد نقرأ أخرى، تتضمن غزلا عفيفا. في كلتا الحالتين، ثمة (رسالة) ..! في العمل الروائي .. يمكن أن يحدث الشيء نفسه كذلك.
أحب أن أقول لك شيئا أخيرا : كلنا نتمنى أعمالا إبداعية، تعزز منظومة القيم .. تبني و لا تهدم. لكن دعنا نستمتع بما هو موجود، من الأعمال الإبداعية.. لغة، وخيالا، وعملا (فنيا)، بعيداً.. بعيدا جدا، عن الرأي السائد، أن الرواية يمكن أن تكون مثل (خطبة الجمعة).
*******************
العزيز عبدالرحمن ..ثمة مشكلة هنــــــــا ..!
هل نعيش نحن (الكبار)، في عالم أخلاقي (نقي) .. مثلما نشتهي ..؟ إذا كان هذا غير وارد، فالأطفال .. فإن أطفالنا، ليسو (بدعا) في ذلك.في حياتنا اليومية، منذ أن نولد، وحتى نموت .. نصادف، ونرى، ونقرأ أشياء، لا تتفق مع كثير، مما نؤمن به. هذا الذي (نؤمن) به، جزء منه ثوابت دينية.. لها علاقة بالحلال والحرام، وجزء آخر، قناعات شخصية، أقمناها معايير، للحكم على الأشياء.. تدخل في باب : ما هو مقبول، أو مرفوض اجتماعيا.. وألزمنا أنفسنا فيه.عدم (النقاء).. هذا الذي نراه، (يعكر) إيقاع حياتنا، و(يكدر) صفو حنينا العميق للكمال، ورغبتنا الملحة، بالإحساس بعالم (مثالي) .. لم يجعلنا نوقف عجلة الحياة، ونتوقف عن ممارسة أنشطتنا الإنسانية .. (احتجاجا)، إلى أن يكون لنا، ذلك (العالم) النقي، الذي نهفو إليه ..!
حينما أقول (مثالي) ..فإنني أعني، أن تحقق (الكمال)، أمر مستحيل. لم يحدث هذا، حتى والوحي ينزل، والمعلم الأول “صلى الله عليه وسلم”، بين أظهر المسلمين .. يتلُو ويُعَلًم ..!
في عهده .. بأبي هو وأمي، رُجِم زانٍ، وقُطِعت يد سارق، وشُرب الخمر ..وأُكِل الربا ..!
إذاً .. أمر الأخطاء، و(التجاوزات)، لا يقتصر على (عبارات) في كتاب. إذا كان الحال (كله) هكذا .. في جميع أمور الحياة، سيدي الكريم .. وفي (زمن) فاضل، فلا يجب أن نتوقع أن حال (كتاب الطفل)، وفي زمن (غير) فاضل .. سيكون مختلفا..!
السؤال الذي تطرحه : ” أحلم بكتاب لابني .. يأخذه من (الرف)، وأنا مطمئن “، أجزم أنك سترى، أن هذه المقدمة، لا تنفع معه .. وقد تراها، تبريرا غير منطقي.. لواقع سيء ..!
حسناً .. أنت في حياتك، سواء ما تعلق منها بالقراءة، أو السلوك العام. ألست (تنتقي)، ما تراه جيدا، و(تعيد) النظر في عملية الانتقاء، حينما تجد أن من تراه (أعلم) منك، يعطيك رأيا مختلفا..؟ الأطفال كذلك.. ينتقون ويختارون، ونحن (الكبار) .. بوصفنا (أعلم) منهم، نرشًد لهم عملية الانتقاء، و(نصحح) لهم ما اختاروه، مما يكون قد علق بأذهانهم، من معلومات خاطئة.
لو شئنا أن ننتظر، حتى يوجد الكتاب (النقي).. لنوفره لهم، فلن يتعلموا ..! مادمنا أيضا، نحن (الكبار).. لا (نوقف) سير عجلة حياتنا، ولا (نمتنع) عن مزاولة أنشطتنا، بدعوى أن المجتمع غير (إسلامي) .. تماما، ونختار في الوقت نفسه، ما يناسبنا من قيم، ونسمح لمن نثق بهم، أن (يصححوننا) .. فيجب أن نمنح هذه الفرصة لأطفالنا ..!
أضرب لك مثالا شخصيا. لدي عبدالرحمن(9سنوات) و رند (6سنوات). آخذهم إلى المكتبة، وأجعلهم يختارون ما (يشاؤون) من كتب، ثم بعد ذلك.. بعد قراءتهم لها، تبدأ (عملية) تقويم.. يقوم بها البيت كله. مرة اشتروا كتابا عن نوادر جحا. بعد أن قرؤوه، سمعتهم يتداولون (نكتة) غير جيدة. سألتهم .. وكانت مناقشة (ثرية) حول : ما يجوز وما لا يجوز ..! وجدت كذلك، أنهم هم أنفسهم، كانت لهم (ملاحظات)، على بعض ما ورد في الكتاب.
لا تنسَ أخي الفاضل، أن (الطفل) في بيئته، يتعلم منها .. منذ نشأته الأولى : الأسرة، والمجتمع الذي يختلط فيه، الممارسات، والسلوك، التي تتم أمامه. التوجيهات المباشرة، وغير المباشرة، التي يسمعها منذ أن يعي .. كلها توفر له (معايير) يحتكم إليها، ويعدل تفكيره وسلوكه على أساسها، وليس فقط (رقابتنا) المباشرة.
موقف أخير ..! مرة كنت أوصل هديل رحمها الله، إلى الجامعة. كان معها كتابا تقرأه أثناء الطريق .. حينما لا يكون بيننا حديث، أو حوار. عندما وصلنا الجامعة .. نزلت، ونسيت أن تأخذ الكتاب معها. أخذت أتصفحه، من باب الفضول، ورغبة أبٍ، في أن (يطمئن) على ما تقرأ ابنته. الكتاب، الذي اشترته هديل، في إحدى جولاتها في المكتبات، كان لليوناني نيكوس كازنتزاكي. لاحظت أنها، قد علمت بإكسات (x)، في مواضع كثيرة في الكتاب. تتبعت هذه (الإكسات)، فوجدتها ملاحظات عقدية أو أخلاقية .. أخذتها- رحمها الله - على بعض ما ورد في الكتاب. سُعدت واطمأننت : الحمامة تحلق في فضاء صحيح ..!
نجح التأسيس، لستَ بحاجة لأن تكون (حاضرا) دائما.. ولن تستطيع.
الذي أريد أن أقوله : أسس البنيان، و اضمن البقاء.
الجزء الأخير من سؤالك : هل يوجد للطفل مساحة، لدى القاص أو الروائي السعودي خاصة، والعربي عامة ؟
هناك محاولات جادة، من كتاب وأكاديميين سعوديين وعرب، للكتابة للطفل، ولتأسيس اتجاه، داخل المكتبة العربية، يهتم بهذه الشريحة المهمة. خاصة أن الكتابة للطفل، ليست عملا سهلا، كما قد يبدو ..!
****************
ســـكـر .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،في إجابة على مداخلة سابقة، أشرت سريعا، لما أظن انها.. يمكن أن تكون وسيلة عملية، لتطوير ملكة الكتابة لدى الكاتب، وإن كان الأمر يختلف من شخص لآخر. كما أني تحدثت عن هذا (الأمر)، بشكل أكثر تفصيلا، في لقاء لي مع مجلة ” الإسلام اليوم” .. أعدت نشره في موقعي، على الرابط التالي :
http://www.alhodaif.com/rtcl_stry.php?wrtng_id=138&pg=0
أرجو .. فضلا لا أمراً، أن تطلع عليه، عسى أن يكون فيه، ما يجيب على سؤالك .. ويفيـــد ..!
****************
أخي عبدالله.. أسعد الله أوقاتك،حينما خرجت من السجن، كانت (الفضاءات) .. كلها، مغلقة في وجهي :
مفصول من عملي، محاصر في رزقي، ممنوع من السفر، ممنوع من الكتابة ..!
لك أن تتخيل، كيف يعيش إنسان في وطنه، وهو لا (يتنفس). مكبل .. ويقال عنه، أنه (حر) ..!
رجل مثلي، تمثل (الكتابة) له .. الدم والهواء، ويمنع من الكتابة في الصحافة، بقرار (أمني) .. ويتم إقصاؤه، عن كل منابر الإعلام، على أساس من (تصنيف) أيدولوجي.. يلغي (الآخر) وينفيه.
كانت (الساحات العربية) له .. هبة السماء ..!
من خلال الكتابة في (الساحات العربية) .. استعدت ذاتي المصادرة، وتواصلت مع من يحبني وأحبهم، وعبرت عن نفسي .. وهموم وطني. كسرت الحصار، الذي فرض على (حريتي).. وتمردت على (وصاية)، ظن رؤساء التحرير، أنهم يستطيعون أن يمارسونها، على من (يغرد) خارج السرب ..!
هذا .. ما قدم لي موقع الساحات العربية. أما ما قدمته أنا له، فهذا هم يسألون عنه ..!
****************
لا أعرف (حملة) لـ(المطاوعة) .. على حد تعبيرك، ضد وزارة الصحة..! هناك تذمر شعبي واستياء كبير، على كافة المستويات، تجاه أداء وزارة الصحة .. وواقع القطاع الصحي بشكل عام، في بلد نفطي غني جدا، مثل المملكة ..!يموت الناس في ممرات أقسام الطوارئ في المستشفيات، في مدن كبرى مثل الرياض، وتعاني (مدن) الأطراف، من انعدام الحد الأدنى من الخدمات الصحية .. وهو أمر غير مقبول، ولا يمكن تبريره، في ظل طفرة نفطية، تضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة يوميا.
قضية الأخ محمد المقرن، تتلخص في معاناة زوجته في الحصول على (رعاية) صحية عاجلة.. تنقذ حياتها وحياة جنينها، في وقت رفضت المستشفيات الحكومية استقبالها، ووجد نفسه يرضخ لابتزاز المستشفيات الخاصة، لينقذ حياة زوجته وطفله. إذاً .. هي ليست (حملة مطاوعة)، بل قضية إنسانية لـ(المواطن) محمد المقرن ..! الفرق .. أن محمد المقرن، نجح في تصعيدها إعلاميا، بينما هناك ألوف المواطنين .. لا يستطيعون أن يوصلوا أصواتهم، ويعبروا عن معاناتهم.
***************
أنا أرفض (التصنيف) .. ابتداءً.
منذ استوى وعيي .. على سوقه، وبلغت (رشدي) الفكري، وأنا أعيش حال استقلال.. في مواقفي الفكرية، وفي قراراتي.أيضا .. لا أفهم، ولا اتفق مع عملية (خلط) المصطلحات : (مسلم ليبرالي، سلفي متنور) ..! كما أني، لا أحب الدخول في جدلية الانتماءات والتصنيفات. لدي من هامش الحرية والحركة .. في تفكيري وتصرفاتي، ما فيه متسع للجميع.. ويتأبَى على (الفرز) والاستقطاب.
التصنيف والفرز في ساحتنا الثقافية، شكل من أشكال (التطرف). أسست له حديثا في مجتمعنا.. عبر بعض الكتاب، في وسائل الإعلام.. (نظرية بوش)، واليمين المتطرف .. الكريهة : “من ليس معي فهو ضدي”..!
الذي يمارس التصنيف والفرز في مجتمعنا، هم في الغالب (أفراد)، يعبرون عن (معاناة) نفسية، تشكلت بفعل (مواقف) شخصية، ولا ينطلقون من إطار نظري بمنظومة (فلسفية) .. تقوم عليها أفكارهم. كما أنهم، لا يستندون لأي تيار شعبي. التطرف .. دائما (ضيق). في المدى الذي يتحرك من خلاله، وفي الرؤية التي يحملها، لاستيعاب الآخر المخالف.
أضرب لك مثالا : كيف يكون (الحكم) على تيار عريض، و(الموقف) من منظومة فكرية كبيرة .. ووصفها بالانغلاق والتطرف، من خلال ممارسة خاطئة لـ(رجل هيئة)..؟ في الجانب الآخر، يتم (تصنيف) شخص .. (علمانيا)، على أساس من تصريح له، يؤيد فيه قيادة المرأة للسيارة.
نحن إزاء فرز وتصنيف .. ينطلق من رؤية (متطرفة) ..!
إذاً .. التطرف حاضر في أي عملية تصنيف وفرز .
****
في “نقطة تفتيش”، أردت أن أقدم رؤية من (الداخل). هذا (الداخل) أدعي أني أفهمه، أكثر مما فعلت (الرؤى)، التي حاولت مقاربة موضوع (الجهاد والإرهاب) .. من وجهة نظر، منسجمة مع ما يسمى، الحرب الأمريكية على (الإرهاب).
اعتمدت في (رؤيتي) .. التي بثثتها في “نقطة تفتيش”، على معرفتي اللصيقة .. فكريا وحسيا، بتيار الشباب الجهادي، وبالتالي محاولة (تفكيك) الكيفية، التي يتشكل من خلالها (فكر التكفير). هناك منعطف (صغير)، يمكن تلافيه .. قبل أن يتحول (الجهادي)، بروحه الإيجابية، وطاقة روح التضحية الخلاقة.. التي لديه، إلى (مكفر)، بروح تدميرية..!
أيضا .. لم أعتمد، في مقاربتي للمسألة، نظرة (أحادية)، تعزل العامل الخارجي، المتمثل بالسياسة الإجرامية .. الأمريكية والصهيونية، في العالم العربي والإسلامي ..!
***
تخصصي إعــــــــــلام . تخرجت في جامعة الملك سعود، بكالوريوس في الصحافة. في الماجستير، كان تخصصي: (نظريات اتصال)، وفي الدكتوراه: (الصحافة والعلاقات العامة).
أعمل حاليا، في (قناة المجد الفضائية)، مديرا لإدارة ضبط الجودة.
أقرأ الآن كتابا في التخصص :
“Human communication theory :a new perspective”
انتهيت قريبا، من قراءة كتاب : ” عقل غير هادئ” ، لأستاذة علم النفس الإكلينيكي، الأمريكية (كاي جايمسون)، وترجمة الكاتب، صاحب اللغة الرشيقة.. الصديق المهندس حمد العيسى.
*******************
منذ رحلت هديل - رحمها الله – وأنا أحاول الكتابة عنها. كتبتُ .. و توقفت، ثم كتبتُ وتوقفت.
رحيل هديل .. أحدث (زلزالا) في كياني. آمــنت .. لكني عجزت أن استوعب (الغياب) ..! ليس سهلا، أن يضيع (عنوان) .. كنت تؤوب إليه، كــلما أشتد (هجير)، وطلبت (فيئــا)..!
هناك أشخاص يحتاجهم (عقلك)، وهناك أشخاص يحتاجهم (قلبك) .. وهناك من تحتاجهم، لأنك ببساطة تصبح .. بدونهم، بلا عنوان..! تحتاجهم لتفاصيل (صغيرة)، لا تستطيع أن تقولها لكل (أحد). لأنه .. ليس (كل) أحد، سوف يصغي إليك، ويستمع لتفاصيلك الصغيرة ..!
أضرب لك مثالا : في الأسبوع الماضي، كتب (غسان شربل)، مقالا جميلا في (جريدة الحياة) .. عن (الشهيد والقبر). منذ أمد ليس بالقصير، هجرت الصحف، وامتنعت عن شراء الجرائد. استوقفني مقال غسان شربل .. فاقتنيت الجريدة. طفقت أقرأ المقال، واستمتع باللغة العذبة المدهشة.
اشتهيت .. بكل جوع، في تلك اللحظة، أن يشاركني أحد (معين).. المتعة، فقفزت إلى ذهني هديل. لكني .. شعرت، كأنما ثقل هائل أُلقي على قلبي .. وسحقه : ليس ثمة (هديل).. تشاركك المتعة، وتلتقط أنت .. الدهشة، ممزوجة بابتسامة، من عينين تضجان بالحياة، ووجه ينضح بالبهجة..!
تذكرتها .. وتذكرت كيف استقبلتْ، عندما أعطيتها مبتهجا.. قبل أسابيع من رحيلها، نصا كتبه (محمود درويش) .. بلغة عبقرية، عن (غزة المُقاوِمة). لا أنسى أبداً، كيف احتفت هديل بالنص، و لا أنسى أبدا .. كيف قاسمتني الفرحةً، والمتعة .. ودهشة اللغة.
هي أشياء صغيرة.. هي ” أشياء لا تـشــتـرى ” ..!
هذه (الأشــياء).. التي لا نستطيع أن نستمتع بها، إلا بوجود إنسان (مختلف) .. هي ما عطل قدرتي على الكتابة عن هديل.. إذْ رحلت إلى سماواتها. تحلق .. لتطرق باب الجنة .. وتتركني وحيدا، على قارعة طريق.. فقدٍ و ألم، يعوي في جنباتها الحزن. حاجتي إليها .. تناديني وتصرخ، من هناك.. من (أعماق) البعيد : “أن تعال”، وليس ثمة (سبيل) إليها، ولا سلوى.. في (طريقي) الموحش، إلا (أغنية) واحدة :
” زادي قليل، مـــا أراه مبلغي * * * أ للزاد أبكي .. أم لطول مسافتي ..؟! ” .
لم (أنجح) حتى الآن .. وإن كنت أحاول، في إكمال، ما شرعتُ في كتابته عن هديل. لكن هناك (نجاحات)، وأعمال جميلة جدا عن هديل .. أُنجِزَت، وأخرى في طريقها للإنجاز.. يقوم بها (محبوا) هديل .. وهم كُثُر ..!
مؤسسة (وهج الحياة) للإعلام، على وشك الانتهاء، من إعداد عمل ثقافي، سيخرج في مجلد كبير.. سيحمل عنوان : ” باب الجنة :الأعمال الكاملة ” لهديل الحضيف. سيحوي المجلد، ما نشر في مدونتها (باب الجنة). إضافة إلى مجموعتها القصصية، والنص المسرحي .. ثم أصداء رحيلها، مما يحمل قيمة فنية وإبداعية.
أصدقاؤها .. من المدونين والمدونات، أنجزوا عملاً باهرا، بتأسيس ” جائزة هديل العالمية للإعلام الجديد “. الجائزة تم الإعلان عنها، و إطلاقها.. في مراحله النهائية.. وستكون حدثا إعلاميا كبيراً، وتظاهرة ثقافية على المستوى العربي. بعض الأصدقاء من رجال الأعمال، سيتبنون تمويل الجائزة، وإقامة (وقف) دائم لدعمها، وضمان استمرارها.
اتفقت مع (الندوة العالمية للشباب الإسلامي)، من خلال لجنة أفريقيا، التي يرأسها الدكتور خالد العجيمي .. على إقامة مركز ثقافي إسلامي (دعوي وتعليمي)، في إحدى الدول الأفريقية، باسم (مركز هديل). تكلفة المركز لن تقل عن خمسمائة ألف ريال (500000 )، ستكون نواته مبلغ خمسة وخمسون ألف ريال (55000 )، كانت في حسابها رحمها الله. ننوي إن شاء الله، إطلاق حملة لتأسيسه، في غضون الأسابيع القادمة. تلقيت من كثير من الأصدقاء ومحبي هديل، وعودا بدعم المشروع، حال اكتمال دراساته.
هذا جزء من أعمال (ستحكي) عن هديل – رحمها الله – وتروي قصتها .. لأجيـــال قادمة ..!
شكرا عميقا لك .
**************
أخي العزيز (فلسـفة) ..
أسعد الله أوقاتك. استمتعت كثيرا، بقراءة مداخلتك الباذخة.
اسمح لي أن أجيب على أسئلتك، بدون (ترتيب). السبب أن كل سؤال منها، يصنع حالة (مزاجية) خاصة به، تستدعي إجابة تناسبها .. وقتاً ومزاجاً ..!
فيما يتعلق بالكتابة للطفل، فإنه (فن) لا أجيده..! ذكرت في إجابة سابقة، على سؤال للأخ (عبدالرحمن2002)، أن الكتابة للطفل، ليست عملية سهلة .. كما قد تبدو ..! نحن .. غير أصحاب الاختصاص، نقيس .. في نظرتنا وتقييمنا لـ(كتاب) الطفل، على (تجربة) الطفل الصغيرة عمراً، والمحدودة ثراءً وأفقاً.
نرى أن (اللغة) التي يحتاجها، (تشبه) سنوات عمره، وحجم تجربته : مفردات قليلة، وحبكة ساذجة ..! لذلك .. (كل شخص) يستطيع أن يكتب للطفل ..!
هناك (متغيرات) نفسية ولغوية، تؤثر في إقبال الطفل على القراءة، واستيعابه .. لما يقرأ. من المهم كذلك، أن تتضمن الكتابة للطفل، على (تعليم)، و(ترفيه) .. وهذه معادلة تحتاج إلى خبرة، ومراس طويل.
**
سؤالك الآخر عن :
” أصحاب الروايات الذين يعتمدون على المحرمات، لتسويق أنفسهم”،
أجبت عليه بالتفصيل، في هذا اللقاء : السؤال رقم 16. أحيلك إليه .. لتلافي التكرار ..!
على هذا الرابط :
http://www.alhodaif.com/rtcl_stry.php?wrtng_id=138&pg=0
شكرا بحجم بهائك..
**************
يمثل العنف، ضد الطفل والمرأة في مجتمعنا، واحداً من أكثر (المسكوت) عنه.. بشاعة. إن كان (العنف) .. ضد الطفل والمرأة، ظاهرة عالمية، فإنه في بلدنا، (يتميز) بكونه ممارسة لا يوجد أي تشريع يردعها ..! ليس هذا فحسب، بل إن هناك ما يشبه الرضا و(التواطؤ)، بين النظام الاجتماعي، والجهات الرسمية .. تجاه سلوك، محرم شرعاً، ومدانٌ عالميا ..!
هناك أوضاعا تكرس مثل هذا السلوك .. الكريه واللإنساني. بعض هذه الأوضاع، يأخذ شكل (الأعراف) الاجتماعية، التي تحاول أن تتلمس لها (غطاءً) دينيا، عبر بعض القناعات الخاطئة. مثلا .. بعض المسلمات الاجتماعية، التي لا تناقش :
أن للأب أن يفعل بأبنائه (ما يشاء) .. ويمارس ضدهم، كل أنواع العسف، والظلم .. والعنف، على أساس من فهم خاطئ للحديث الشريف : ” أنت ومالك لأبيك”.
هذه الأعراف، تسللت إلى المؤسسات الرسمية، التي صارت ترى (عنفا) مطردا، يقع على الأطفال، ولا تحرك ساكنا. لم نرَ أي (تشريعات) تحمي الطفل. بل حتى المؤسسات (الأمنية)، لا تتدخل .. رغم البلاغات المستمرة، إلا حينما (يقتل) الطفل، كما حصل في عدد من الحالات، التي حدثت في الفترة الأخيرة.
في مقابل (التقصير) الرسمي، تجاه حماية الأطفال من العنف، لا توجد مؤسسات (أهلية)، تقوم بهذه المهمة. إما بسبب الإجراءات البيروقراطية الرسمية، التي تضع العراقيل، ضد تكوين مؤسسات مجتمع مدني .. بسبب الـ(فوبيا) الحكومية، من أي نشاط تطوعي شعبي. كما أن ثقافة العمل التطوعي، في مثل هذه الأمور، لم تتبلور بعد في مجتمعنا. جمعيات تحمي الأطفال من (العنف)، لا ينظر إليها، على أنها أكثر أهمية، من (جمعيات) تجمع بقايا الطعام، والملابس العتيقة، لتوزيعها على المحتاجين..!
العنف ضد المرأة في مجتمعنا، لا يقل قبحا وبشاعة .. عن ذلك الذي يقع ضد الأطفال. صدمني الخبر، الذي نشرته إحدى الصحف .. بطريقة بذيئة، عن فتاة سعودية، (هاربة) من أهلها.. أمسكت بها الجهات الأمنية، في بلد مجاور، تعيش مع مقيم عربي.
ابتداء .. أنا لا أدعي أننا شعب (نقي)، لا يقع أفراده في (الخطيئة)، و لا يقع منهم الخطأ . خصوصا .. ذلك السلوك، الذي يتعلق بالعلاقة بين الجنسين. الأمر الآخر، الذي أنا متأكد منه، أن المرأة السعودية عموما، وتلك الفتاة، بوجه خاص، ليست متعطشة لعلاقات (جنسية) محرمة، مع شخص أجنبي.. وهو ما يمكن أن يكون قد دفع تلك الفتاة للهرب، والإقامة مع رجل أجنبي في بلد آخر.
ثمة أمر آخر ..(سبب) مغيب، لم تشر إليه الصحيفة، التي نشرت الخبر ببلاهة، ليبدو الأمر، وكأن المرأة السعودية (كائنا جنسيا)، وامرأة ساذجة .. أستدرجت، بدافع من بحثها عن المتعة ..!
لم تذكر الصحيفة، كيف استطاعت فتاة، الخروج من بلدها لبلد آخر، وهي لا تحمل جواز سفر، أو أي أوراق ثبوتية ؟
هل هناك تواطؤ، من قبل أحد العاملين في المركز الحدودي .. لاستغلالها جنسيا .. وهو نوع من (العنف)، لتسهيل خروجها من المملكة ..؟
لم تحاول الصحيفة أن تتأكد، إن كان ثمة (عنف) وقع عليها من ذويها .. وهو ما أميل إليه، لتضطر إلى الهرب من أهلها وبلدها، وتعيش (رقاً) جنسيا، أستغل حاجتها..! أجزم يقينا، أن هناك أوضاعاً و(عنفا)، وليس طلب (المتعة) .. هو ما دفعها للهرب، وجعلها (تتحمل) أن تكون هدفا جنسيا ممتهنا. أنا هنا لا أبرر سلوكها، ولا اتفق كذلك، مع طرح قد يرى، أنها في سلوكها هذا، تبحث عن (حرية). الحال الذي آلت إليه (عبودية)، حولتها إلى متعة جنسية مجانية..!
كانت لي تجربة خاصة، أثناء تدريس الطالبات في جامعة الملك سعود، أطلعت من خلالها، على ممارسات (عنف) متنوعة، تقع على المرأة. بعض هذا العنف، يكون من نوع الأذى الجسدي، وبعضه يتمثل بظلم، وامتهان، وحرمان من الحقوق .. بسبب من أعراف اجتماعية بالية.
نوع آخر من العنف، تعرفت عليه من خلال تلك التجربة .. ويكاد لا يذكر، أو يتم تجاهله .. بسبب مفهوم العيب، أو (العار)، يأخذ شكل (الابتزاز الجنسي). يمارس هذا العنف أشخاص، يستدرجون الفتيات، باسم الحب.. لعلاقة سطحية عابرة. حين (تتورط) البنت، بمثل هذه العلاقة (العابرة)، تجد أنها وقعت (ببراءة)، ضحية عنف، يستغلها جنسيا .. ولفترات طويلة، بشكل يدمر حياتها إلى الأبد.
الفتاة التي هربت من (الجفاف العاطفي) في بيت أهلها، وصارت (تبحث) عن (الحب) عبر الهاتف أو الإنترنت، تنتهي أسيرة نوع من الاستغلال، و(الرق الجنسي)، الذي هو أبشع أنواع (العنف)..!
لا تستطيع الفتاة فكاكا..! فهي بين أهلها .. الذين لن يغفروا لها (هفوتها) البسيطة، من خلال معابثة، لم تحسب عواقبها .. لو أنها أرادت أن تعود لجادة الصواب، وبين ابتزاز (المجرم) الذي يريد أن يستغلها جنسيا، بتهديده بفضحها.
وقفت على حالات، من بينها قصة طالبة تعرضت لابتزاز، من شخص لديه (صورة) لها، وصلت إليه منها، في لحظة غفلة ..! لجأت إلي .. تريد خلاصا. شعرت بالأسى أنها لا تستطيع أن تنقذ نفسها إلا من خلالي .. أستاذها. قلت لها أخبري أهلك بموضوع الصورة، وينتهي الأمر. قالت : ” ما أقدر .. والله يذبحونني “..! أضطررت للحديث مع والدتها ..لإنقاذها، وشرحت لها الأمر .. قلت : ” البنت أخطأت خطأ بسيطا .. وعادت. أيهما أفضل، أن تسمحوا لها، وتتجاوزوا عن زلتها.. أم تضطروها للخضوع لابتزاز المجرم .. فيدفعها إلى آخر شوط الضياع والعار، الذي لا تريدونه، ولا تريده هي .. بسبب الخوف منكم ..!
كم وقفت عاجزا معذبا، أمام حالات، لم أستطع أن أصنع لها شيئا .. استغلت فيها (فتيات) بـ(عنف)، وبطريقة بشعة، ومعيبة، ولا إنسانية. صرن بين (أهل) لا يسمحون، أو يتجاوزون .. وبين (مجرمين) تسيرهم رغباتهم، مثل الحيوانات ..!
لو كان لدينا مؤسسات مدنية، و(تشريعات).. تحمي هؤلاء، هل سيكون لدينا، مثل هذا العدد الكبير .. غير المعلن، من (الضحايا)، لـ(عنف) يأخذ أصنافاً شتى ..!
الابتزاز الجنسي، يقع على المرأة والطفل .. ومن المفارقات أنه لا يصنف (عنفا) ..!
هل بعد هذا (العنف) .. من عنف ..؟!
شكرا لإثـارتك القضية ..!
*******************
أخي فلسفة ..
السلام عليك، بعد طول غياب ..!
للأسف .. لا أظن أن (القوانين) و التشريعات، التي يضعها (الساسة).. وهم جزء أساسي من مأساة العالم العربي .. قادرة على أن توقف (حمى) الفساد الفكري والأخلاقي، الذي تضخه وسائل الإعلام (العربية)، في شعوب (مهزومة) في كل شيء :
• سياسيا .. تعاني هذه الشعوب، من قمع واستبداد .. وتغييب كامل، لأبسط الحريات الشخصية..!
• اقتصاديا .. تفتك البطالة والتضخم، بشعوبنا العربية، حتى صار المواطن، يتسول (حقه) بأن يعيش بكرامة، ويتوفر له الحد الأدنى، من مقومات الحياة الإنسانية..!
• اجتماعيا.. تقبع الأمة العربية، في ذيل الأمم : تخلف علمي مخيف، وغياب تام لمؤسسات المجتمع المدني.
تأمل .. حتى في أولمبياد بكين (الرياضي)، ما هي إنجازات أكثر من 300 مليون عربي ..؟ رغم أن الرياضة، واحدة من (الأدوات) .. التي يتم بها (تغييب) الإنسان العربي عن واقعه ..!
أخطر ما يواجهه الوطن العربي.. في معركة (الوجود) .. ليس الصراع مع قوى (خارجية)، مثل الكيان الصهيوني، أو التمدد والاختراق الإيراني الفارسي الشُعُوبي .. أو حتى التدخل الأمريكي في مسائل (سيادية) ..!
هناك معركة (وجود)، تخوضها شعوب عزلاء منهكة ومحطمة، ضد إعلام (يقال) إنه عربي .. يستهدف الهُوية، ومنظومة القيم والأخلاق. هذه المعركة، يقودها ضد هذه الشعوب .. (سماسرة)، لا علاقة لهم بنظامه الثقافي، ومنظومته الفكرية. مؤهلهم الوحيد .. ثروات كدسوها، من السرقة، وتجارة (الرقيق الأبيض)، المعروض فضائيا. أذكر أنه في أحد المؤتمرات العلمية الإعلامية، تحدثت عن خطورة سيطرة (رأس المال) على الإعلام.
الذي نراه الآن.. ليس فقط، سيطرة رأس المال والتجار، على الإعلام .. وصياغة عقول الناس، والتأثير في (أساليب حياة) قائمة. بل هيمنة (رأس مال) .. بدون ضابط من دين أو خلق .. ناهيك عن أن يكون لديه، إحساس بمسؤولية حضارية وتاريخية، تجاه الأمة التي ينتمي إليها.
يتم تحويل الشعوب العربية، عبر هذا الإعلام ..الذي يحركه جشع (فردي) للكسب المادي، وترسم أجندته (دوائر) أجنبية مشبوهة، إلى (قطيع) من المهووسين جنسيا. هناك (حمى جنسية) يتم ضخها، في شعوب مهمشة، مسحوقة، مسلوبة حقوقها.. عبر (الفديو الكليب)، الذي يقدم (اللحم) الرخيص، ودراما مدبلجة، تكرس الغريزة المنفلتة .. بوصفها مظهراً للسلوك السوي، وتقدم الزنا، والخيانة الزوجية، ونكاح المحارم، على أنها مسألة (شخصية)، وسلوكا، يمكن (التسامح) معه.
• السعوديون أصلحوا عقائد الناس، وأفسدوا أخلاقهم ..!
نعم .. و لا ..!
السعوديون الذين سعوا لإصلاح عقائد الناس، كانوا (كتائب) من العقائديين، المسكونين بهم جميل، يسعون لنشر الحق، وإصلاح الناس .. محبة لهم، وشفقة بهم. لم يدفعهم لذلك، طمع مادي، ولا مصلحة متوقعة .. ولا مكاسب (سياسية) ..!
لننصفهم .. نقول : لم يكونوا رُسُلاً (ملائكة)..! بل (بشر) .. أخطأوا وأصابوا.
تداعيات أحداث سبتمبر، والحملة على الإسلام، باسم (تهذيب) الوهابية (المتطرفة) .. لتحقيق أهداف أيدولوجية، ومصالح شخصية وسياسية .. شوهت (رسالتهم) .
التاريخ (المنصف) فقط، هو من سيحكم عليهم. سيبين حجم مساحات (الإصلاح)، التي نشروها في الأرض، و سيعرض أين (أخطأوا) ..!
أما (السعوديون) الذين أفسدوا أخلاق الناس، فليس لهم من هذه الأرض، إلا (ملامحهم)، وبطاقات هوية .. وملايين البترودولار، التي سرقوها، من عرق المواطنين البسطاء.. الكادحين، الذين صنعوا بوجعهم، وانين نسائهم، وتقاسيم وجوه أطفالهم المتعبة .. هذا الكيان، وكان (نصيبهم) منه: إعلاما (فاجرا)، وغلاءً، وفقراً..ً وموتاً رخيصاً، في ممرات أقسام الطوارئ، في مستشفيات ليس لها نصيب من اسمها، إلا يافطة معلقة على واجهة مبنى..!
” الرومانسية .. مع أنك كاتب إسلامي ” ..!
هل يتناقض الإسلام مع الرومانسية ..؟! أظن أن هناك (صورة ذهنية)، يرسخها بعض (المتدينين) عن الإسلام، وهي أن الدين (ضد) الحب، و(يكره) البوح الجميل ..!
الدين ضد الفاحش من القول والعمل فقط.
من قال إن الكاتب (الإسلامي)، ليس بشراً يحب ويعشق .. و يجذبه الجمال..؟!
هل هذا سيدخلنا في (مأزق) مصطلح الأدب الإسلامي ..؟!
هذا .. حديث طويل ..!
***********************
أخي الكريم .. المختلف،الفضاء الإعلامي مليء بكثير من (الغث) .. وبعض (السمين) ..!تبدو الرسالة الإعلامية (السامية)، موضع جدل .. حول : ما هو السامي ..؟أحيانا .. بل ربما كثيرا، ما تكون التباينات (الحزبية) و الإقليمية، وسيلة لوضع (معايير) للمفاهيم (السامية). فالذي عليه (أنا) ومن معي .. وما نحمله، يمثل (رسالة سامية) .. مقابل أن الذي يقدمه (الآخر)، ليس إلا (بدعة) وضلالاً .. أو فكراً (متطرفاً)، يحمل بين طياته، بذور (الإرهاب) ..!هكذا هو فضاؤنا الإعلامي. بالتأكيد .. هناك ثوابت وقطعيات (أخلاقية) .. لا يمكن الاختلاف عليها، لكننا كثيرا ما ندخل .. فيما بيننا في (معارك) هامشية.. بعيدا عن (المتفق) عليه ..!قدمت مرة، في واحد المؤتمرات العلمية، الذي دعيت إليه .. ورقة. قلت فيها : دعونا نتكلم عن ” إعلام (نقي) .. بعيدا عن الأدلجة، لأن الحق واحد ” ..!
هذا الإعلام (النقي)، هو الذي سيصد سيل الرذيلة، الذي تصبه (بعض) الفضائيات في عيوننا..!• فيما يتعلق بالجزء الآخر من سؤالك ..!
• أرجو أن تعفيني ..! أنا أكره (الجغرافيا)..
وشققت لنفسي، في حياتي ..طريقا،
بعيداً عن (القولبة) والتنميط، على أساس
من عرق، أو لون، أو منطقة.الناجح يا سيدي .. يفرض نفسه ..!
***************
التشاؤم.. ليس سلوكا جيدا. أمام أي واقع (سيء)، على المرء أن يبذل ما في وسعه، لتغييره، نحو الأفضل.أعلم أنه .. إزاء (مسائل) كبرى، كالتي تطرحها هنا، لا يملك الأشخاص العاديون مثلنا .. شيئا، ولو قليلا ليقدموه.. لإحداث (تغيير) حقيقي.
لكن ..! ليس هناك .. في الدنيا، شر محض، و لا خير مطلق.
من هنا .. فإن استشراف المستقبل، بالبحث والإطلاع، على الجوانب الإيجابية.. في أي مسألة، يساعد الإنسان على النظر إلى الأمور، بمنظور أكثر اعتدالا، و أكثر وضوحا .. وهو ما سينعكس إيجابيا، على منهجه في التفكير، وأسلوب معالجته للقضايا، وحكمه على الأشخاص والأحداث .. وطريقته في الحياة، بشكل عام.الواقع السياسي، والاجتماعي، الذي أفرزه الاحتلال الأمريكي للعراق .. كارثي جدا. أمريكا لم تحتل العراق، وتسقط نظامه السياسي، وتدمر مقدراته .. فقط..! بل دمرت مجمل (النظام).. لدولة حديثة.
أعاد الاحتلال الأمريكي، العراق 50 سنة إلى الوراء :
تم إسقاط النظام، فلا توجد حكومة مركزية.
دمر الاقتصاد بالكامل.
تم حل الجيش.
تمت تصفية الأجهزة الأمنية.
نشأت ميليشيات طائفية، تقتل على الهوية، فتحول العراق إلى (غابة)، و بلد عصابات ..!
تمت تصفية الكفاءات الوطنية.. قتلا أو تهجيرا، باسم (اجتثاث البعث).مكن الاحتلال الأمريكي.. النظام الإيراني، من خلال الفئات الطائفية، من التغلغل في العراق العربي، والإمساك بجميع (مفاصلة). بل قامت الاستخبارات الإيرانية، والإسرائيلية، بتصفية كثير من الكفاءات والعقول العراقية العربية .. (السنية).
انطلقت إيران في استراتيجيتها، وحربها الإستخباراتية في العراق، من موقف قومي فارسي (شوفيني)، يكره العنصر العربي .. الذي أسقط حضارة (فارس)، على يد الفاتحين العرب. استعملت لذلك، للتضليل على العراقيين (الشيعة).. الغطاء (الطائفي) الشيعي ..! بل إن (الأحزاب) العراقية الكبرى ..(الشيعية)، المهيمنة على المشهد السياسي العراقي الآن، يقف على رأسها، أشخاص من أصول إيرانية ..!
أيضا .. أقامت إيران (ميليشيات) طائفية، مهمتها قتل العراقيين (العرب)، ممن يشك في ولائهم للعراق، وليس لإيران..! بل ذهب الحقد الإيراني، لأبعد من ذلك. مثلا : تم تتبع الطيارين العراقيين، ممن شاركوا في الحرب ضد إيران.. وقتلهم. أيضا .. تمت تصفية أساتذة جامعات، وعلماء عراقيين، ممن ترى إيران، أنهم (عملوا) لمصلحة النظام السابق ..!
كذلك ..أي شخصية عراقية، ذات توجه ونزعة عروبية .. مناهضة للهيمنة الإيرانية في العراق، تتم تصفيتها، بغض النظر عن انتمائها الطائفي. قتل عددا من زعماء العشائر العربية، ممن ينتمون للمذهب الشيعي، على يد هذه الميليشيات..!الموساد .. المخابرات الإسرائيلية، قامت بدورها، بتصفية عددا من علماء العراق، في مجال الذرة، والبحوث الكيميائية والبيولوجية.الذي أريد أن أؤكد عليه، هو .. أن الاختراق الإيراني في العراق، لم يكن ليحدث، لولا (سقوط) النظام العربي. بدأً من .. احتلال الكويت، ثم التدخلات و(العبث) الغربي في السودان ..إنتهاءً باحتلال إثيوبيا (الهزيلة)، لدولة عربية عضو في (جامعة الدول العربية) .. هي الصومال ..!
غياب مفهوم (الأمن القومي) العربي خطير جدا، وهو سبب لهذه التداعيات المدمرة في المنطقة.. التي أضعفت النظم السياسية، وأفقدتها (مصداقيتها)، أمام شعوبها .. فحولتها، إلى مجرد أجهزة بوليسية قمعية (كبيرة)، مما فاقم من ظاهرة العنف والإرهاب .
(الفيتو) الأمريكي، ضد أي تدخل، أو وجود فاعل في العراق .. لدول عربية (كبيرة)، لموازنة وردع الاختراق الإيراني، بوجهه الطائفي، و أطماعه القومية الفارسية. إضافة .. إلى تحول دولة عربية مهمة، مثل (سوريا)، إلى (جمهورية موز)، في خدمة السياسات والأطماع الإيرانية في المنطقة. كل ذلك .. يقود المنطقة إلى مزيد من الانهيارات .. الأمنية، والسياسية، ونذير شر، يبعث على (التشاؤم)..!لست بصدد تبرير (تشاؤمك)، أو تفنيده .. ولا تشجيعك على الاستمرار عليه ..!
لكني .. لا أظن أن الأمور ستسير وفق ما تريد أمريكا، أو تطمح إليه إيران ..! أمريكا (دُحرت) في العراق .. وستخرج راغمة. هناك استنزاف، وخسائر بشرية ومالية كبيرة جدا، لن تكون الإدارة الأمريكية، قادرة على تحملها. الجبهة الأفغانية تتطور بسرعة، لصالح طالبان، و(حلفاء) أمريكا الغربيين، يرفضون الدفع بمزيد من جنودهم، للمحرقة الأفغانية.
النظام الإيراني، لن يستتب له الوضع في العراق، رغم هيمنة (الميليشيات) الطائفية المرتبطة به.. عسكريا وسياسيا .. لسببين ..! الأول.. له علاقة بطبيعة (عقيدة) النظام السياسي، القائمة على الإقصاء، ونفي الآخر. النظام الإيراني، يعتمد عقيدة قومية شوفينية، ذات وجه (طائفي) تبشيري.. تعتمد كسب (الولاء)، من خلال ربط الفرد بـ(العقيدة) .. ببعدها الطائفي، الذي يقوم على (كره) الآخر المخالف له، في الوسط العربي السني .. والتربص به، وإثارة نعراته الطائفية، لتدمير نسيجه الاجتماعي، ولحمته الوطنية.
لن تنجح إيران، في مشروعها الطائفي في العراق، لأن (عقيدتها)، لا يمكن تطبيقها (سياسيا) في العراق.. العربي، الذي يمثل العرب(السنة)، نصف تكوينه السكاني، وينتمي إلى(عمق) سني عربي كبير ..! كما أن عشائر عربية (شيعية) كثيرة، ترفض الوجود الإيراني في العراق، وهيمنة الفرس .. عبر ممثليهم، من الأحزاب والميليشيات الشيعية. إضافة إلى استحالة ربط العراق .. ببعده الحضاري العربي .. تاريخيا وجغرافيا، بـ(منظومة) المصالح الإيرانية الفارسية.ختاماَ ..
لا أظنك ستموت جوعا .. إن شاء الله، ولست (اقتصاديا)، لأتحدث عن الاقتصاد وتبدلاته ..!
شكرا لك ..
********************
الاختلاف بين الناس، (ناموس) كوني. يستوي في ذلك المسلمون، وغير المسلمين : ” و لا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك “. الانقسام والاختلاف .. محل النقاش هنا، هو ذلك الذي يأخذ شكل التجمع والانحياز لفئة .. والافتراق عن آخرين، على أساس من موقف (فكري) .. يتطور مع الوقت إلى (عقيدة) ..!ينبع هذا الاختلاف عادة، نتيجة للتباين بين الرؤى والتفسيرات، تجاه نصوص دينية (مقدسة)، أو بسبب من أفكار أو أحداث تاريخية، صنعها (رجال)، لهم صفات (كاريزمية) .. يضفي عليها أتباعهم.. فيما بعد، صفة (الكمال)ن وهالة من القداسة.بعض النصوص الدينية، كما يقول الفقهاء : ” حمال أوجه ” ..! لذلك .. تنشأ التفسيرات المختلفة، التي يعرف تأويلاتها (العلماء).. ويضعونها في محلها الصحيح. لكن بعض (الأتباع)، لأسباب مختلفة.. بعضها (شخصي)، يؤسسون عليها (طريقا) مختلفا .. ينتهي في الغالب، بحزب أو طائفة..!في تاريخ الأمم والشعوب .. بما في ذلك المسلمون، يبرز قادة عسكريون ومفكرون، بخصائص، وصفات، وقدرات متفوقة.. تميزهم عن بقية البشر العاديين. تخلد الشعوب غالبا، أثار هؤلاء الرجال وتاريخهم، وتصنع منه (ميراثا) .. ينقسم الناس، على أساس من فهمه وتفسيره.. فيتفرقون، إلى فئات وجماعات.تاريخيا .. إذا استثنينا الانقسام الواقع بين (السنة) و(الشيعة)، الذي يقوم على اختلافات، في بعض العقائد والأصول ..فإن التحزب والخلافات، بين بعض فئات المسلمين، سببه .. في الغالب، تعصب مذهبي، كالخلاف بين بعض أتباع المذاهب الأربعة : الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة .. حول الاجتهاد، في مسائل فقهية، في بعض أمور العبادات.في العصر الحديث.. في الربع الأول من القرن العشرين تحديدا، ظهرت.. إثر سقوط، وتفتت الخلافة العثمانية الإسلامية، الحركات الإسلامية .. أو ما يسمى (جماعات الإسلام السياسي)، كرد فعل على نشوء (الدولة الحديثة).. بتوجهها القومي والعلماني. اتفقت هذه الحركات، في برنامجها العام، على هدف رئيس .. هو عودة الإسلام إلى الحكم، من خلال المطالبة والسعي، إلى إعادة (حكم الشريعة). الذي (اختلفت) عليه هذه الحركات والأحزاب الإسلامية، كان (الوسيلة) والآلية، لتحقيق هذا الهدف. هذا الخلاف تكرس، مع مرور الوقت، وتم (تكييفه) شرعيا .. في مناسبات كثيرة، لمنحه صفة (القداسة)، مما أفرز تباينا وتحزبا، بين (الأتباع)، من عموم المسلمين .. وانقساما بين الجماعات الإسلامية ..!
**************
الكتابة السردية، عمل (إبداعي). الإبداع .. في أبسط تعريفاته، هو أن يأتي الكاتب، بما لا يستطيعه الأفراد العاديون. اللغة المبدعة .. بالضرورة، نقيضٌ لـ(المباشرة)، ما دمنا (اتفقنا)، على أن الإبداع، شكلا من أشكال (التفوق) اللغوي.. الذي يميز الكاتب عن غيره.كل الناس، يستطيعون أن يقولوا كلاما عاديا، لكن المبدع وحده، هو من يأتي بلغة (مدهشة) خلاقة .. قوامها، نفس الكلمات، التي يتحدث بها (كل) الناس ..!
كيف ..؟
هذا هو سر الإبداع ..!
المعادلة التي تطرحها هنا : إما أن تكون (غامضا)، أو أن تكون (مباشرا) ..! أنت بهذا، تجعل الإبداع قرينا للغموض .. وهذا توصيف غير دقيق. الغموض مسألة نسبية، تتفاوت بحسب (ثقافة) المتلقي. الرمز في العمل الأدبي .. مثلاً، بوصفه شكلا من أشكال الإبداع اللغوي، يستعصي فهمه على المتلقي .. محدود الثقافة .. فيعده (غامضا)، ويدهش المتلقي .. المتذوق، واسع الثقافة، فتزداد فتنته، وإعجابه بالنص.*
في سؤالك الثاني، لم أفهم ما تقصده تماما، بـ( الصور الفنية القديمة)..! لكن .. لا يمكن (اجترار) القديم، ثم الحديث عن (إبداع) ..! هل يمكن أن تتصور شاعراً (حديثاً)، يستعيد (صورا فنية)، قالها امرؤ القيس مثلا، عن الصيد وحمر الوحش، ويوظفها في قصيدته ..؟!مسألة (الإبداع) في العمل الأدبي، ليست مرتبطة فقط، بـ(مفهوم) الإبداع، بين زمن و آخر.. كما هو الحال، في مثال امرؤ القيس، وشاعر حديث. بل كذلك، بالفرق بين المعطيات (الثقافية) لكل بيئة. القيمة الفنية للعمل الإبداعي، تعتمد (معايير) ثقافية، للحكم على العمل الأدبي .. تصنعها البيئة نفسها، التي يوجد فيها (المبدع).
الشاعرعلي بن الجهم مثلا، القادم من (البادية). لم يرَ الخليفة العباسي في بغداد .. في شعره، المستوحى من عناصر الصحراء .. أي (قيمة) فنية، حينما قال :
أنت كالكلب في حفاظك للود *** وكالتيس في قراع الخطوب
ثم .. لما عاش الشاعر في بغداد، واستوحى مفردات بيئتها (الحضرية).. قال قصيدته، التي حملت (قيمة) فنية عالية .. ومطلعها :عيون المها بين الرصافة والجسر *** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدريالزمن والبيئة مشترِكان، هما ما يحدد القيمة الفنية للعمل الأدبي. السياب والبحتري، شاعران (عراقيان). كلاهما عاش في بغداد، ووقف على ضفاف نهري دجلة والفرات، ورأى الماء، والخضرة.. والحِسَان. هل كان السياب، سيكون مبدعا، مذهلا .. في ( أنشودة المطر ) .. لو استخدم (مفردات) و (صور) البحتري ..؟!
الإبداع.. والقيمة الفنية، يُفهمَان ضمن السياق التاريخي، للعمل الأدبي. لذلك .. انتزاع أي عمل أدبي، من سياقه التاريخي .. لا يلغي قيمته الفنية والإبداعية. كما أن.. (إسقاط) مفاهيم إبداعية .. لزمن معين، على زمن، غير زمنها، لا يمنح العمل الأدبي، أي قيمة فنية، أو (إبداعية) ..!
لذا .. يبقى امرؤ القيس (مبدعا)، ضمن سياقه التاريخي، ومفردات بيئته، و في الوقت نفسه، لا يمكن لكاتب (معاصر)، أن يصنع عملا أدبيا، بقيمة فنية، وهو يستلهم لغة (ابن المقفع) ..!
*****************
أستاذي الدكتور عبدالملك .. أسعد الله أوقاتك،هذا سؤالك (الأخير) :
المرأة ُ في ” ديمي ” ، و ” موضي ” ، و ” أم أحمد ” كيف َ كانت ْ هكذا ؟!
مجرَّد بؤس ٍ ، وانتظار َ قادم ٍ لايجيء ُ ، ودمعة َ عين ٍ تنهمر ُ !
حدثني عن المرأة ِ التي لاتشعر ُ معها بذلك ؟!حقا .. لم انتبه لذلك ..!
هل هو الرجل (المتواري)، خلف أمنيات كثيرة. يبحث عن (عالم) خاص به، و امرأة (مثال)، فيعيد (خلق) النموذج.. بإعادة تركيبه.. يلتقط أجزاء، من هاهنا وهناك ..؟
قبل 15 عاما كتبت : ” بانتظار .. الذي لابد أن يأتي ” .
في وهلة .. ظننت أني (أمسكته) ..!في “ديمي” .. كانت (العاشقة)، وفي “موضي” .. أرادها (البريئة) والتلقائية. أما “سارة” .. فهي (المُقاوِمَة). ثم كانت “عائشة” ..امرأة بـ(هدف)، لا تقبل الهزيمة، حتى لو خذلها الحبيب ..!
البؤس والخيبات .. وانتظار القادم، الذي لايجيء، و(إن كان) لابد أن يأتي .. وعين قرحها الدمع : هذا حديث (العاشق)، كما حكته ديمي. حين يحب بـ(براءة)، كما فعلت موضي. (يقاوم) السجن والسجان، كما صنعت سارة .. ويحمل (هدفه).. حبه وجرحه، ولا يقبل الهزيمة.. كالذي كانت عليه عائشة..!”حدثني عن المرأة التي لا تشعر معها بذلك ..؟! ” .
هي امرأة أشكلها الآن .. من :
ديمي، وموضي، وسارة، وعائشة. حشدت فيها كثيرا من المنى، لتعبر عن جمال مطلق .. لـ(نص) سأحتفل قريبا، بكتابته وقراءته .. وأشعر بنفسي معه .
*********************
• سؤال 3•
• حين تزدهر (العــاميـــات) .. تتشظى الأمة، وتنقطع صلة أبناء الأمة الواحدة ببعضهم، ويضعف تواصل الأجيال، بتراثهم الحضاري ..!
• لا شك أن (اللغة)، هي أهم عناصر الهُوِيًة .. بعد الدين. لذلك .. يمثل فسح المجال لـ(العامية)، لتنمو وتنافس الفصحى، ظاهرة غير جيدة. يمكن أن يكون هناك اهتماما بالموروث الشعبي، لكن يجب حصره في نطاق محدود، لا يتجاوز التسلية والترفيه.• سؤال 4• قرأت للعـــــرب .. و غيـــر العــــــــــــــرب ..!*سؤال 5
ليس لي في النقد.. نصيب..!
أنا شخصيا، مع الانفتاح على كل مدارس النقد، ومصادر الفكــر عموما.
*سؤال 6
أنا قارئ متذوق .. أقرأ لأسـتمتع، ولست ناقدا ..!
اهتمامات الفرد، وتخصصه الأكاديمي .. تفرض عليه، وضع (أولويــات) لقراءاته.
• سؤال 7
لا أعرف أحداً، وإن كانت (الشللية)، في وسـائل الإعلام .. خصوصا الصحافة، تتعمد (الترويج) لكتــاب وأدباء معينين .. على حساب آخرين، دون اعتبار للقيمة الأدبية للشخص ..!
• سؤال 8
هذا حكم فيه تعميم، وتنقصه الدقة. نجيب محفوظ، روائي كبير ومتمكن ..!
• سؤال 9
أنا ضد الأسلمة في (كل) شيء ..!
في تقديري أن (المصطلح)، يمثل حاجزا، أمام انتشار العمل الإبداعي .. ورواجه. صحيح أن هناك (موقفا) إعلاميا، ضد (كل) ما هو إسلامي .. لأسباب (سياسية)، في المقام الأول. إلا أن (الجمهور)، كثيرا ما يتوجس من مفهوم الأسلمة، الذي تتم (شخصنته) في أحيان كثيرة. أمر آخر .. أن هناك (صورة ذهنية) غير جيدة، عن الأدب الإسلامي، من حيث قيمته الإبداعية، ومستواه الفني. ساهم في ترسيخ هذه (الصورة)، أعمالٌ (هزيلة) .. شعرا ونثرا، نسبت للأدب الإسلامي، لأسباب (شخصية) بحتة، لا علاقة لها بالإبداع ..!
أميل إلى (أدب) محافظ.. و(نقي)، يعزز منظومة القيم، التي أتى بها الإسلام، أو تلك التي كانت موجودة، قبل نزول الرسالة.. فدعى إليها، وأعلى من شأنها : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”..
دون الوقوع في (مأزق) الخطاب الوعظي المباشر ..!
**************
العزيزة كيزو .. أسعد الله أوقاتك،
شكرا عميقا لك .. هذا من حسن ذاتك ..!رحم الله هديل، كانت طيفا جميلا .. ما أسرع ما رحل ..!
والله .. لا أدري من الذي يحتاج، ليعلم الآخر الصبر. في (ظروف) معينة، تتبدل الأدوار ..!
الشجى يبعث الشجى ..لكن .. إذا تأملنا الذين حولنا، ممن (وصلوا) إلى أهدافهم، أعاننا ذلك على (المسير). في وقتنا الحاضر، هناك الكثير، مما نريد أن نحققه، لكن الوقت لا يكفي. أيضا .. زادت المنافسة، وكثرت الطرق غير (الشريفة)، التي يتوسل بها الناس، لتحقيق أهدافهم..!
أتصور أن معرفتنا بقدراتنا الشخصية : الذي لدينا، ونستطيع أن (نقدمه)، مقابل ما نقدر أن (نكونه).. يساعدنا في تحديد ما نريد، وكيف نبلغ ذلك الذي نريد. في أذهاننا.. جميعنا، أحلام وطموحات كثيرة. لكن .. ليس كل ما نطمح إليه، نستطيع أن نناله. هذه (الاستحالة) في بلوغ الأهداف والطموحات، جزء منها، له علاقة بإمكاناتنا وقدراتنا الفردية، وآخر لها علاقة، بمعطى اجتماعي أو سياسي في البلد.أحيانا .. تأتي المشكلة، حينما نستعجل قطف (ثمرة)، لم نحسن اختيار (بذرتها) ..! أي أننا لم نهيئ أنفسنا، لما نطمح إليه. مثلا : كيف يريد شخص، أن يكون كاتبا جيدا، وهو لا يقرأ..؟ كذلك .. نلوم من حولنا، لأنهم لا يدفعوننا إلى أعلى، دون بذل أي جهد من قبلنا ..لـ(ننهض) ..!
أمرٌ آخر، نحن .. أو أكثرنا، يدخل معترك الحياة، وهو يتخيل أن المعايير في بلدنا متكافئة ..! لا .. هذه ليست (جمهورية أفلاطون)، ولا (مدينة الفارابي الفاضلة)..! قد يكون لدينا (كل) المؤهلات، التي تخولنا لتحقيق هدف ما .. مثل الحصول على وظيفة، أو الفوز ببعثة دراسية. لكن الذي يحدث هو : ببساطة .. يحصل عليها، من هو أقل منك ..!
لا تبتئسي ..! هذه ليست نهاية العالم. لأن أكثر ما يقتل طموحاتنا، في بداياتها.. هو مثل هذا النوع من الإحباط، الذي يأتي من (جهلنا) بطبيعة مجتمعنا. مادمنا نملك الإرادة، وأعددنا أنفسنا جيدا، للهدف الذي نسعى إليه .. فسنصل، بإذن الله.
شكرا كثيرا لك .. ودعواتي.
*********************
أخي عبدالرحمن .. أسعد الله أوقاتك،بدأت لغة (التخوين)، منذ وجدت (الخيانة) ..!
في موروثنا العربي، كانت الخيانة .. يوم سار (أبو رغال) العربي، دليلا لجيش أبرهة الحبشي .. يقود الفيل، ليهدم الكعبة ..!في كتاب الله الكريم، ارتبطت (الخيانة) دائما.. بالنفاق : “ولا تكن للخائنين خصيما”، “و لا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم”. النفاق .. من حيث هو سلوك (خياني)، سلوك مزدوج، يقوم على (الولاء) المزيف، والمستتر أحيانا.. لجهة ما، مقابل تحقيق مكاسب مادية، وليس بسبب قناعات (أيدولوجية)..! لذلك .. نرى الناس يصفون المتزلف .. بأنه (منافق)، ولا يقصدون به المعنى (الشرعي) للكلمة.لو تأملت ..!
كم من (أبي رغال)، موجود الآن بيننا، يقودون .. بتوجيه من (أكثرمن أبرهة)، فيل الغزاة، إلى (ثغرات) في جدار بنياننا الثقافي، ومنظومتنا القيمية ..!
التخوين كذلك، سلوك (إقصائي) .. مثل التكفير..! يمارسه السياسيون كثيرا، ويوعز
ون لـ(أتباعهم) باستخدامه، ضد (خصوم) مفترضين.. أو لإسقاط (أشخاص)، ونزع الحصانة عنهم .. تمهيدا لتصفيتهم، ماديا أو معنويا ..!
أطرف ما في مصطلح (التخوين) وأدبياته .. أن (الخونة)، يستخدمونه أحيانا، لتخوين غيرهم، ممن (يقاومون) المشاريع الخيانية ..سواء أخذت هذه (المشاريع)، شكل السلام، أو الصلح، أو التطبيع..!
ليس هذا فحسب..! ستكتشف عزيزي، أن الوطن .. دائما، هو (قميص عثمان)، الذي يرفع، في حملات التخوين، والتخوين المضاد.
**********************
أخي الغالي عبدالرحمن ..قلت في ردي على مداخلة الأخ حسين العفنان، حول سؤاله عن (الرواية الإسلامية) .. إجابة تصلح لسؤالك هذا، ولعلك تعود إليها.الذي أريد أن أؤكده هنا .. مسألتين :• الأولى .. أن مصطلح (الفكر التغريبي)، يحتاج إلى تحرير، حتى لا تختلط رؤانا الشخصية .. بالحقائق ..!
• المسألة الثانية، لابد من التفريق في الأدب .. والإبداع بشكل عام، بين (الرسائل) المباشرة، التي تأخذ شكلا (وعظيــا) .. وبين خصوصية العمل الفني.
قد نجد أعمالا روائية.. ليس فيها إلا متعة اللغة، وجمالية العمل السردي، وهذا لا يعيبها..! ليس بالضرورة، أن يشتمل العمل الإبداعي على (رسالة). الرسالة .. بالمناسبة، يمكن أن تكون (جيدة) .. أو (سيئة).
قد نقرأ قصيدة، تشتمل على (غزل) مكشوف وفاضح، وقد نقرأ أخرى، تتضمن غزلا عفيفا. في كلتا الحالتين، ثمة (رسالة) ..! في العمل الروائي .. يمكن أن يحدث الشيء نفسه كذلك.
أحب أن أقول لك شيئا أخيرا : كلنا نتمنى أعمالا إبداعية، تعزز منظومة القيم .. تبني و لا تهدم. لكن دعنا نستمتع بما هو موجود، من الأعمال الإبداعية.. لغة، وخيالا، وعملا (فنيا)، بعيداً.. بعيدا جدا، عن الرأي السائد، أن الرواية يمكن أن تكون مثل (خطبة الجمعة).
*******************
العزيز عبدالرحمن ..ثمة مشكلة هنــــــــا ..!
هل نعيش نحن (الكبار)، في عالم أخلاقي (نقي) .. مثلما نشتهي ..؟ إذا كان هذا غير وارد، فالأطفال .. فإن أطفالنا، ليسو (بدعا) في ذلك.في حياتنا اليومية، منذ أن نولد، وحتى نموت .. نصادف، ونرى، ونقرأ أشياء، لا تتفق مع كثير، مما نؤمن به. هذا الذي (نؤمن) به، جزء منه ثوابت دينية.. لها علاقة بالحلال والحرام، وجزء آخر، قناعات شخصية، أقمناها معايير، للحكم على الأشياء.. تدخل في باب : ما هو مقبول، أو مرفوض اجتماعيا.. وألزمنا أنفسنا فيه.عدم (النقاء).. هذا الذي نراه، (يعكر) إيقاع حياتنا، و(يكدر) صفو حنينا العميق للكمال، ورغبتنا الملحة، بالإحساس بعالم (مثالي) .. لم يجعلنا نوقف عجلة الحياة، ونتوقف عن ممارسة أنشطتنا الإنسانية .. (احتجاجا)، إلى أن يكون لنا، ذلك (العالم) النقي، الذي نهفو إليه ..!
حينما أقول (مثالي) ..فإنني أعني، أن تحقق (الكمال)، أمر مستحيل. لم يحدث هذا، حتى والوحي ينزل، والمعلم الأول “صلى الله عليه وسلم”، بين أظهر المسلمين .. يتلُو ويُعَلًم ..!
في عهده .. بأبي هو وأمي، رُجِم زانٍ، وقُطِعت يد سارق، وشُرب الخمر ..وأُكِل الربا ..!
إذاً .. أمر الأخطاء، و(التجاوزات)، لا يقتصر على (عبارات) في كتاب. إذا كان الحال (كله) هكذا .. في جميع أمور الحياة، سيدي الكريم .. وفي (زمن) فاضل، فلا يجب أن نتوقع أن حال (كتاب الطفل)، وفي زمن (غير) فاضل .. سيكون مختلفا..!
السؤال الذي تطرحه : ” أحلم بكتاب لابني .. يأخذه من (الرف)، وأنا مطمئن “، أجزم أنك سترى، أن هذه المقدمة، لا تنفع معه .. وقد تراها، تبريرا غير منطقي.. لواقع سيء ..!
حسناً .. أنت في حياتك، سواء ما تعلق منها بالقراءة، أو السلوك العام. ألست (تنتقي)، ما تراه جيدا، و(تعيد) النظر في عملية الانتقاء، حينما تجد أن من تراه (أعلم) منك، يعطيك رأيا مختلفا..؟ الأطفال كذلك.. ينتقون ويختارون، ونحن (الكبار) .. بوصفنا (أعلم) منهم، نرشًد لهم عملية الانتقاء، و(نصحح) لهم ما اختاروه، مما يكون قد علق بأذهانهم، من معلومات خاطئة.
لو شئنا أن ننتظر، حتى يوجد الكتاب (النقي).. لنوفره لهم، فلن يتعلموا ..! مادمنا أيضا، نحن (الكبار).. لا (نوقف) سير عجلة حياتنا، ولا (نمتنع) عن مزاولة أنشطتنا، بدعوى أن المجتمع غير (إسلامي) .. تماما، ونختار في الوقت نفسه، ما يناسبنا من قيم، ونسمح لمن نثق بهم، أن (يصححوننا) .. فيجب أن نمنح هذه الفرصة لأطفالنا ..!
أضرب لك مثالا شخصيا. لدي عبدالرحمن(9سنوات) و رند (6سنوات). آخذهم إلى المكتبة، وأجعلهم يختارون ما (يشاؤون) من كتب، ثم بعد ذلك.. بعد قراءتهم لها، تبدأ (عملية) تقويم.. يقوم بها البيت كله. مرة اشتروا كتابا عن نوادر جحا. بعد أن قرؤوه، سمعتهم يتداولون (نكتة) غير جيدة. سألتهم .. وكانت مناقشة (ثرية) حول : ما يجوز وما لا يجوز ..! وجدت كذلك، أنهم هم أنفسهم، كانت لهم (ملاحظات)، على بعض ما ورد في الكتاب.
لا تنسَ أخي الفاضل، أن (الطفل) في بيئته، يتعلم منها .. منذ نشأته الأولى : الأسرة، والمجتمع الذي يختلط فيه، الممارسات، والسلوك، التي تتم أمامه. التوجيهات المباشرة، وغير المباشرة، التي يسمعها منذ أن يعي .. كلها توفر له (معايير) يحتكم إليها، ويعدل تفكيره وسلوكه على أساسها، وليس فقط (رقابتنا) المباشرة.
موقف أخير ..! مرة كنت أوصل هديل رحمها الله، إلى الجامعة. كان معها كتابا تقرأه أثناء الطريق .. حينما لا يكون بيننا حديث، أو حوار. عندما وصلنا الجامعة .. نزلت، ونسيت أن تأخذ الكتاب معها. أخذت أتصفحه، من باب الفضول، ورغبة أبٍ، في أن (يطمئن) على ما تقرأ ابنته. الكتاب، الذي اشترته هديل، في إحدى جولاتها في المكتبات، كان لليوناني نيكوس كازنتزاكي. لاحظت أنها، قد علمت بإكسات (x)، في مواضع كثيرة في الكتاب. تتبعت هذه (الإكسات)، فوجدتها ملاحظات عقدية أو أخلاقية .. أخذتها- رحمها الله - على بعض ما ورد في الكتاب. سُعدت واطمأننت : الحمامة تحلق في فضاء صحيح ..!
نجح التأسيس، لستَ بحاجة لأن تكون (حاضرا) دائما.. ولن تستطيع.
الذي أريد أن أقوله : أسس البنيان، و اضمن البقاء.
الجزء الأخير من سؤالك : هل يوجد للطفل مساحة، لدى القاص أو الروائي السعودي خاصة، والعربي عامة ؟
هناك محاولات جادة، من كتاب وأكاديميين سعوديين وعرب، للكتابة للطفل، ولتأسيس اتجاه، داخل المكتبة العربية، يهتم بهذه الشريحة المهمة. خاصة أن الكتابة للطفل، ليست عملا سهلا، كما قد يبدو ..!
****************
ســـكـر .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،في إجابة على مداخلة سابقة، أشرت سريعا، لما أظن انها.. يمكن أن تكون وسيلة عملية، لتطوير ملكة الكتابة لدى الكاتب، وإن كان الأمر يختلف من شخص لآخر. كما أني تحدثت عن هذا (الأمر)، بشكل أكثر تفصيلا، في لقاء لي مع مجلة ” الإسلام اليوم” .. أعدت نشره في موقعي، على الرابط التالي :
http://www.alhodaif.com/rtcl_stry.php?wrtng_id=138&pg=0
أرجو .. فضلا لا أمراً، أن تطلع عليه، عسى أن يكون فيه، ما يجيب على سؤالك .. ويفيـــد ..!
****************
أخي عبدالله.. أسعد الله أوقاتك،حينما خرجت من السجن، كانت (الفضاءات) .. كلها، مغلقة في وجهي :
مفصول من عملي، محاصر في رزقي، ممنوع من السفر، ممنوع من الكتابة ..!
لك أن تتخيل، كيف يعيش إنسان في وطنه، وهو لا (يتنفس). مكبل .. ويقال عنه، أنه (حر) ..!
رجل مثلي، تمثل (الكتابة) له .. الدم والهواء، ويمنع من الكتابة في الصحافة، بقرار (أمني) .. ويتم إقصاؤه، عن كل منابر الإعلام، على أساس من (تصنيف) أيدولوجي.. يلغي (الآخر) وينفيه.
كانت (الساحات العربية) له .. هبة السماء ..!
من خلال الكتابة في (الساحات العربية) .. استعدت ذاتي المصادرة، وتواصلت مع من يحبني وأحبهم، وعبرت عن نفسي .. وهموم وطني. كسرت الحصار، الذي فرض على (حريتي).. وتمردت على (وصاية)، ظن رؤساء التحرير، أنهم يستطيعون أن يمارسونها، على من (يغرد) خارج السرب ..!
هذا .. ما قدم لي موقع الساحات العربية. أما ما قدمته أنا له، فهذا هم يسألون عنه ..!
****************
لا أعرف (حملة) لـ(المطاوعة) .. على حد تعبيرك، ضد وزارة الصحة..! هناك تذمر شعبي واستياء كبير، على كافة المستويات، تجاه أداء وزارة الصحة .. وواقع القطاع الصحي بشكل عام، في بلد نفطي غني جدا، مثل المملكة ..!يموت الناس في ممرات أقسام الطوارئ في المستشفيات، في مدن كبرى مثل الرياض، وتعاني (مدن) الأطراف، من انعدام الحد الأدنى من الخدمات الصحية .. وهو أمر غير مقبول، ولا يمكن تبريره، في ظل طفرة نفطية، تضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة يوميا.
قضية الأخ محمد المقرن، تتلخص في معاناة زوجته في الحصول على (رعاية) صحية عاجلة.. تنقذ حياتها وحياة جنينها، في وقت رفضت المستشفيات الحكومية استقبالها، ووجد نفسه يرضخ لابتزاز المستشفيات الخاصة، لينقذ حياة زوجته وطفله. إذاً .. هي ليست (حملة مطاوعة)، بل قضية إنسانية لـ(المواطن) محمد المقرن ..! الفرق .. أن محمد المقرن، نجح في تصعيدها إعلاميا، بينما هناك ألوف المواطنين .. لا يستطيعون أن يوصلوا أصواتهم، ويعبروا عن معاناتهم.
***************
أنا أرفض (التصنيف) .. ابتداءً.
منذ استوى وعيي .. على سوقه، وبلغت (رشدي) الفكري، وأنا أعيش حال استقلال.. في مواقفي الفكرية، وفي قراراتي.أيضا .. لا أفهم، ولا اتفق مع عملية (خلط) المصطلحات : (مسلم ليبرالي، سلفي متنور) ..! كما أني، لا أحب الدخول في جدلية الانتماءات والتصنيفات. لدي من هامش الحرية والحركة .. في تفكيري وتصرفاتي، ما فيه متسع للجميع.. ويتأبَى على (الفرز) والاستقطاب.
التصنيف والفرز في ساحتنا الثقافية، شكل من أشكال (التطرف). أسست له حديثا في مجتمعنا.. عبر بعض الكتاب، في وسائل الإعلام.. (نظرية بوش)، واليمين المتطرف .. الكريهة : “من ليس معي فهو ضدي”..!
الذي يمارس التصنيف والفرز في مجتمعنا، هم في الغالب (أفراد)، يعبرون عن (معاناة) نفسية، تشكلت بفعل (مواقف) شخصية، ولا ينطلقون من إطار نظري بمنظومة (فلسفية) .. تقوم عليها أفكارهم. كما أنهم، لا يستندون لأي تيار شعبي. التطرف .. دائما (ضيق). في المدى الذي يتحرك من خلاله، وفي الرؤية التي يحملها، لاستيعاب الآخر المخالف.
أضرب لك مثالا : كيف يكون (الحكم) على تيار عريض، و(الموقف) من منظومة فكرية كبيرة .. ووصفها بالانغلاق والتطرف، من خلال ممارسة خاطئة لـ(رجل هيئة)..؟ في الجانب الآخر، يتم (تصنيف) شخص .. (علمانيا)، على أساس من تصريح له، يؤيد فيه قيادة المرأة للسيارة.
نحن إزاء فرز وتصنيف .. ينطلق من رؤية (متطرفة) ..!
إذاً .. التطرف حاضر في أي عملية تصنيف وفرز .
****
في “نقطة تفتيش”، أردت أن أقدم رؤية من (الداخل). هذا (الداخل) أدعي أني أفهمه، أكثر مما فعلت (الرؤى)، التي حاولت مقاربة موضوع (الجهاد والإرهاب) .. من وجهة نظر، منسجمة مع ما يسمى، الحرب الأمريكية على (الإرهاب).
اعتمدت في (رؤيتي) .. التي بثثتها في “نقطة تفتيش”، على معرفتي اللصيقة .. فكريا وحسيا، بتيار الشباب الجهادي، وبالتالي محاولة (تفكيك) الكيفية، التي يتشكل من خلالها (فكر التكفير). هناك منعطف (صغير)، يمكن تلافيه .. قبل أن يتحول (الجهادي)، بروحه الإيجابية، وطاقة روح التضحية الخلاقة.. التي لديه، إلى (مكفر)، بروح تدميرية..!
أيضا .. لم أعتمد، في مقاربتي للمسألة، نظرة (أحادية)، تعزل العامل الخارجي، المتمثل بالسياسة الإجرامية .. الأمريكية والصهيونية، في العالم العربي والإسلامي ..!
***
تخصصي إعــــــــــلام . تخرجت في جامعة الملك سعود، بكالوريوس في الصحافة. في الماجستير، كان تخصصي: (نظريات اتصال)، وفي الدكتوراه: (الصحافة والعلاقات العامة).
أعمل حاليا، في (قناة المجد الفضائية)، مديرا لإدارة ضبط الجودة.
أقرأ الآن كتابا في التخصص :
“Human communication theory :a new perspective”
انتهيت قريبا، من قراءة كتاب : ” عقل غير هادئ” ، لأستاذة علم النفس الإكلينيكي، الأمريكية (كاي جايمسون)، وترجمة الكاتب، صاحب اللغة الرشيقة.. الصديق المهندس حمد العيسى.
*******************
منذ رحلت هديل - رحمها الله – وأنا أحاول الكتابة عنها. كتبتُ .. و توقفت، ثم كتبتُ وتوقفت.
رحيل هديل .. أحدث (زلزالا) في كياني. آمــنت .. لكني عجزت أن استوعب (الغياب) ..! ليس سهلا، أن يضيع (عنوان) .. كنت تؤوب إليه، كــلما أشتد (هجير)، وطلبت (فيئــا)..!
هناك أشخاص يحتاجهم (عقلك)، وهناك أشخاص يحتاجهم (قلبك) .. وهناك من تحتاجهم، لأنك ببساطة تصبح .. بدونهم، بلا عنوان..! تحتاجهم لتفاصيل (صغيرة)، لا تستطيع أن تقولها لكل (أحد). لأنه .. ليس (كل) أحد، سوف يصغي إليك، ويستمع لتفاصيلك الصغيرة ..!
أضرب لك مثالا : في الأسبوع الماضي، كتب (غسان شربل)، مقالا جميلا في (جريدة الحياة) .. عن (الشهيد والقبر). منذ أمد ليس بالقصير، هجرت الصحف، وامتنعت عن شراء الجرائد. استوقفني مقال غسان شربل .. فاقتنيت الجريدة. طفقت أقرأ المقال، واستمتع باللغة العذبة المدهشة.
اشتهيت .. بكل جوع، في تلك اللحظة، أن يشاركني أحد (معين).. المتعة، فقفزت إلى ذهني هديل. لكني .. شعرت، كأنما ثقل هائل أُلقي على قلبي .. وسحقه : ليس ثمة (هديل).. تشاركك المتعة، وتلتقط أنت .. الدهشة، ممزوجة بابتسامة، من عينين تضجان بالحياة، ووجه ينضح بالبهجة..!
تذكرتها .. وتذكرت كيف استقبلتْ، عندما أعطيتها مبتهجا.. قبل أسابيع من رحيلها، نصا كتبه (محمود درويش) .. بلغة عبقرية، عن (غزة المُقاوِمة). لا أنسى أبداً، كيف احتفت هديل بالنص، و لا أنسى أبدا .. كيف قاسمتني الفرحةً، والمتعة .. ودهشة اللغة.
هي أشياء صغيرة.. هي ” أشياء لا تـشــتـرى ” ..!
هذه (الأشــياء).. التي لا نستطيع أن نستمتع بها، إلا بوجود إنسان (مختلف) .. هي ما عطل قدرتي على الكتابة عن هديل.. إذْ رحلت إلى سماواتها. تحلق .. لتطرق باب الجنة .. وتتركني وحيدا، على قارعة طريق.. فقدٍ و ألم، يعوي في جنباتها الحزن. حاجتي إليها .. تناديني وتصرخ، من هناك.. من (أعماق) البعيد : “أن تعال”، وليس ثمة (سبيل) إليها، ولا سلوى.. في (طريقي) الموحش، إلا (أغنية) واحدة :
” زادي قليل، مـــا أراه مبلغي * * * أ للزاد أبكي .. أم لطول مسافتي ..؟! ” .
لم (أنجح) حتى الآن .. وإن كنت أحاول، في إكمال، ما شرعتُ في كتابته عن هديل. لكن هناك (نجاحات)، وأعمال جميلة جدا عن هديل .. أُنجِزَت، وأخرى في طريقها للإنجاز.. يقوم بها (محبوا) هديل .. وهم كُثُر ..!
مؤسسة (وهج الحياة) للإعلام، على وشك الانتهاء، من إعداد عمل ثقافي، سيخرج في مجلد كبير.. سيحمل عنوان : ” باب الجنة :الأعمال الكاملة ” لهديل الحضيف. سيحوي المجلد، ما نشر في مدونتها (باب الجنة). إضافة إلى مجموعتها القصصية، والنص المسرحي .. ثم أصداء رحيلها، مما يحمل قيمة فنية وإبداعية.
أصدقاؤها .. من المدونين والمدونات، أنجزوا عملاً باهرا، بتأسيس ” جائزة هديل العالمية للإعلام الجديد “. الجائزة تم الإعلان عنها، و إطلاقها.. في مراحله النهائية.. وستكون حدثا إعلاميا كبيراً، وتظاهرة ثقافية على المستوى العربي. بعض الأصدقاء من رجال الأعمال، سيتبنون تمويل الجائزة، وإقامة (وقف) دائم لدعمها، وضمان استمرارها.
اتفقت مع (الندوة العالمية للشباب الإسلامي)، من خلال لجنة أفريقيا، التي يرأسها الدكتور خالد العجيمي .. على إقامة مركز ثقافي إسلامي (دعوي وتعليمي)، في إحدى الدول الأفريقية، باسم (مركز هديل). تكلفة المركز لن تقل عن خمسمائة ألف ريال (500000 )، ستكون نواته مبلغ خمسة وخمسون ألف ريال (55000 )، كانت في حسابها رحمها الله. ننوي إن شاء الله، إطلاق حملة لتأسيسه، في غضون الأسابيع القادمة. تلقيت من كثير من الأصدقاء ومحبي هديل، وعودا بدعم المشروع، حال اكتمال دراساته.
هذا جزء من أعمال (ستحكي) عن هديل – رحمها الله – وتروي قصتها .. لأجيـــال قادمة ..!
شكرا عميقا لك .
**************
أخي العزيز (فلسـفة) ..
أسعد الله أوقاتك. استمتعت كثيرا، بقراءة مداخلتك الباذخة.
اسمح لي أن أجيب على أسئلتك، بدون (ترتيب). السبب أن كل سؤال منها، يصنع حالة (مزاجية) خاصة به، تستدعي إجابة تناسبها .. وقتاً ومزاجاً ..!
فيما يتعلق بالكتابة للطفل، فإنه (فن) لا أجيده..! ذكرت في إجابة سابقة، على سؤال للأخ (عبدالرحمن2002)، أن الكتابة للطفل، ليست عملية سهلة .. كما قد تبدو ..! نحن .. غير أصحاب الاختصاص، نقيس .. في نظرتنا وتقييمنا لـ(كتاب) الطفل، على (تجربة) الطفل الصغيرة عمراً، والمحدودة ثراءً وأفقاً.
نرى أن (اللغة) التي يحتاجها، (تشبه) سنوات عمره، وحجم تجربته : مفردات قليلة، وحبكة ساذجة ..! لذلك .. (كل شخص) يستطيع أن يكتب للطفل ..!
هناك (متغيرات) نفسية ولغوية، تؤثر في إقبال الطفل على القراءة، واستيعابه .. لما يقرأ. من المهم كذلك، أن تتضمن الكتابة للطفل، على (تعليم)، و(ترفيه) .. وهذه معادلة تحتاج إلى خبرة، ومراس طويل.
**
سؤالك الآخر عن :
” أصحاب الروايات الذين يعتمدون على المحرمات، لتسويق أنفسهم”،
أجبت عليه بالتفصيل، في هذا اللقاء : السؤال رقم 16. أحيلك إليه .. لتلافي التكرار ..!
على هذا الرابط :
http://www.alhodaif.com/rtcl_stry.php?wrtng_id=138&pg=0
شكرا بحجم بهائك..
**************
يمثل العنف، ضد الطفل والمرأة في مجتمعنا، واحداً من أكثر (المسكوت) عنه.. بشاعة. إن كان (العنف) .. ضد الطفل والمرأة، ظاهرة عالمية، فإنه في بلدنا، (يتميز) بكونه ممارسة لا يوجد أي تشريع يردعها ..! ليس هذا فحسب، بل إن هناك ما يشبه الرضا و(التواطؤ)، بين النظام الاجتماعي، والجهات الرسمية .. تجاه سلوك، محرم شرعاً، ومدانٌ عالميا ..!
هناك أوضاعا تكرس مثل هذا السلوك .. الكريه واللإنساني. بعض هذه الأوضاع، يأخذ شكل (الأعراف) الاجتماعية، التي تحاول أن تتلمس لها (غطاءً) دينيا، عبر بعض القناعات الخاطئة. مثلا .. بعض المسلمات الاجتماعية، التي لا تناقش :
أن للأب أن يفعل بأبنائه (ما يشاء) .. ويمارس ضدهم، كل أنواع العسف، والظلم .. والعنف، على أساس من فهم خاطئ للحديث الشريف : ” أنت ومالك لأبيك”.
هذه الأعراف، تسللت إلى المؤسسات الرسمية، التي صارت ترى (عنفا) مطردا، يقع على الأطفال، ولا تحرك ساكنا. لم نرَ أي (تشريعات) تحمي الطفل. بل حتى المؤسسات (الأمنية)، لا تتدخل .. رغم البلاغات المستمرة، إلا حينما (يقتل) الطفل، كما حصل في عدد من الحالات، التي حدثت في الفترة الأخيرة.
في مقابل (التقصير) الرسمي، تجاه حماية الأطفال من العنف، لا توجد مؤسسات (أهلية)، تقوم بهذه المهمة. إما بسبب الإجراءات البيروقراطية الرسمية، التي تضع العراقيل، ضد تكوين مؤسسات مجتمع مدني .. بسبب الـ(فوبيا) الحكومية، من أي نشاط تطوعي شعبي. كما أن ثقافة العمل التطوعي، في مثل هذه الأمور، لم تتبلور بعد في مجتمعنا. جمعيات تحمي الأطفال من (العنف)، لا ينظر إليها، على أنها أكثر أهمية، من (جمعيات) تجمع بقايا الطعام، والملابس العتيقة، لتوزيعها على المحتاجين..!
العنف ضد المرأة في مجتمعنا، لا يقل قبحا وبشاعة .. عن ذلك الذي يقع ضد الأطفال. صدمني الخبر، الذي نشرته إحدى الصحف .. بطريقة بذيئة، عن فتاة سعودية، (هاربة) من أهلها.. أمسكت بها الجهات الأمنية، في بلد مجاور، تعيش مع مقيم عربي.
ابتداء .. أنا لا أدعي أننا شعب (نقي)، لا يقع أفراده في (الخطيئة)، و لا يقع منهم الخطأ . خصوصا .. ذلك السلوك، الذي يتعلق بالعلاقة بين الجنسين. الأمر الآخر، الذي أنا متأكد منه، أن المرأة السعودية عموما، وتلك الفتاة، بوجه خاص، ليست متعطشة لعلاقات (جنسية) محرمة، مع شخص أجنبي.. وهو ما يمكن أن يكون قد دفع تلك الفتاة للهرب، والإقامة مع رجل أجنبي في بلد آخر.
ثمة أمر آخر ..(سبب) مغيب، لم تشر إليه الصحيفة، التي نشرت الخبر ببلاهة، ليبدو الأمر، وكأن المرأة السعودية (كائنا جنسيا)، وامرأة ساذجة .. أستدرجت، بدافع من بحثها عن المتعة ..!
لم تذكر الصحيفة، كيف استطاعت فتاة، الخروج من بلدها لبلد آخر، وهي لا تحمل جواز سفر، أو أي أوراق ثبوتية ؟
هل هناك تواطؤ، من قبل أحد العاملين في المركز الحدودي .. لاستغلالها جنسيا .. وهو نوع من (العنف)، لتسهيل خروجها من المملكة ..؟
لم تحاول الصحيفة أن تتأكد، إن كان ثمة (عنف) وقع عليها من ذويها .. وهو ما أميل إليه، لتضطر إلى الهرب من أهلها وبلدها، وتعيش (رقاً) جنسيا، أستغل حاجتها..! أجزم يقينا، أن هناك أوضاعاً و(عنفا)، وليس طلب (المتعة) .. هو ما دفعها للهرب، وجعلها (تتحمل) أن تكون هدفا جنسيا ممتهنا. أنا هنا لا أبرر سلوكها، ولا اتفق كذلك، مع طرح قد يرى، أنها في سلوكها هذا، تبحث عن (حرية). الحال الذي آلت إليه (عبودية)، حولتها إلى متعة جنسية مجانية..!
كانت لي تجربة خاصة، أثناء تدريس الطالبات في جامعة الملك سعود، أطلعت من خلالها، على ممارسات (عنف) متنوعة، تقع على المرأة. بعض هذا العنف، يكون من نوع الأذى الجسدي، وبعضه يتمثل بظلم، وامتهان، وحرمان من الحقوق .. بسبب من أعراف اجتماعية بالية.
نوع آخر من العنف، تعرفت عليه من خلال تلك التجربة .. ويكاد لا يذكر، أو يتم تجاهله .. بسبب مفهوم العيب، أو (العار)، يأخذ شكل (الابتزاز الجنسي). يمارس هذا العنف أشخاص، يستدرجون الفتيات، باسم الحب.. لعلاقة سطحية عابرة. حين (تتورط) البنت، بمثل هذه العلاقة (العابرة)، تجد أنها وقعت (ببراءة)، ضحية عنف، يستغلها جنسيا .. ولفترات طويلة، بشكل يدمر حياتها إلى الأبد.
الفتاة التي هربت من (الجفاف العاطفي) في بيت أهلها، وصارت (تبحث) عن (الحب) عبر الهاتف أو الإنترنت، تنتهي أسيرة نوع من الاستغلال، و(الرق الجنسي)، الذي هو أبشع أنواع (العنف)..!
لا تستطيع الفتاة فكاكا..! فهي بين أهلها .. الذين لن يغفروا لها (هفوتها) البسيطة، من خلال معابثة، لم تحسب عواقبها .. لو أنها أرادت أن تعود لجادة الصواب، وبين ابتزاز (المجرم) الذي يريد أن يستغلها جنسيا، بتهديده بفضحها.
وقفت على حالات، من بينها قصة طالبة تعرضت لابتزاز، من شخص لديه (صورة) لها، وصلت إليه منها، في لحظة غفلة ..! لجأت إلي .. تريد خلاصا. شعرت بالأسى أنها لا تستطيع أن تنقذ نفسها إلا من خلالي .. أستاذها. قلت لها أخبري أهلك بموضوع الصورة، وينتهي الأمر. قالت : ” ما أقدر .. والله يذبحونني “..! أضطررت للحديث مع والدتها ..لإنقاذها، وشرحت لها الأمر .. قلت : ” البنت أخطأت خطأ بسيطا .. وعادت. أيهما أفضل، أن تسمحوا لها، وتتجاوزوا عن زلتها.. أم تضطروها للخضوع لابتزاز المجرم .. فيدفعها إلى آخر شوط الضياع والعار، الذي لا تريدونه، ولا تريده هي .. بسبب الخوف منكم ..!
كم وقفت عاجزا معذبا، أمام حالات، لم أستطع أن أصنع لها شيئا .. استغلت فيها (فتيات) بـ(عنف)، وبطريقة بشعة، ومعيبة، ولا إنسانية. صرن بين (أهل) لا يسمحون، أو يتجاوزون .. وبين (مجرمين) تسيرهم رغباتهم، مثل الحيوانات ..!
لو كان لدينا مؤسسات مدنية، و(تشريعات).. تحمي هؤلاء، هل سيكون لدينا، مثل هذا العدد الكبير .. غير المعلن، من (الضحايا)، لـ(عنف) يأخذ أصنافاً شتى ..!
الابتزاز الجنسي، يقع على المرأة والطفل .. ومن المفارقات أنه لا يصنف (عنفا) ..!
هل بعد هذا (العنف) .. من عنف ..؟!
شكرا لإثـارتك القضية ..!
*******************
أخي فلسفة ..
السلام عليك، بعد طول غياب ..!
للأسف .. لا أظن أن (القوانين) و التشريعات، التي يضعها (الساسة).. وهم جزء أساسي من مأساة العالم العربي .. قادرة على أن توقف (حمى) الفساد الفكري والأخلاقي، الذي تضخه وسائل الإعلام (العربية)، في شعوب (مهزومة) في كل شيء :
• سياسيا .. تعاني هذه الشعوب، من قمع واستبداد .. وتغييب كامل، لأبسط الحريات الشخصية..!
• اقتصاديا .. تفتك البطالة والتضخم، بشعوبنا العربية، حتى صار المواطن، يتسول (حقه) بأن يعيش بكرامة، ويتوفر له الحد الأدنى، من مقومات الحياة الإنسانية..!
• اجتماعيا.. تقبع الأمة العربية، في ذيل الأمم : تخلف علمي مخيف، وغياب تام لمؤسسات المجتمع المدني.
تأمل .. حتى في أولمبياد بكين (الرياضي)، ما هي إنجازات أكثر من 300 مليون عربي ..؟ رغم أن الرياضة، واحدة من (الأدوات) .. التي يتم بها (تغييب) الإنسان العربي عن واقعه ..!
أخطر ما يواجهه الوطن العربي.. في معركة (الوجود) .. ليس الصراع مع قوى (خارجية)، مثل الكيان الصهيوني، أو التمدد والاختراق الإيراني الفارسي الشُعُوبي .. أو حتى التدخل الأمريكي في مسائل (سيادية) ..!
هناك معركة (وجود)، تخوضها شعوب عزلاء منهكة ومحطمة، ضد إعلام (يقال) إنه عربي .. يستهدف الهُوية، ومنظومة القيم والأخلاق. هذه المعركة، يقودها ضد هذه الشعوب .. (سماسرة)، لا علاقة لهم بنظامه الثقافي، ومنظومته الفكرية. مؤهلهم الوحيد .. ثروات كدسوها، من السرقة، وتجارة (الرقيق الأبيض)، المعروض فضائيا. أذكر أنه في أحد المؤتمرات العلمية الإعلامية، تحدثت عن خطورة سيطرة (رأس المال) على الإعلام.
الذي نراه الآن.. ليس فقط، سيطرة رأس المال والتجار، على الإعلام .. وصياغة عقول الناس، والتأثير في (أساليب حياة) قائمة. بل هيمنة (رأس مال) .. بدون ضابط من دين أو خلق .. ناهيك عن أن يكون لديه، إحساس بمسؤولية حضارية وتاريخية، تجاه الأمة التي ينتمي إليها.
يتم تحويل الشعوب العربية، عبر هذا الإعلام ..الذي يحركه جشع (فردي) للكسب المادي، وترسم أجندته (دوائر) أجنبية مشبوهة، إلى (قطيع) من المهووسين جنسيا. هناك (حمى جنسية) يتم ضخها، في شعوب مهمشة، مسحوقة، مسلوبة حقوقها.. عبر (الفديو الكليب)، الذي يقدم (اللحم) الرخيص، ودراما مدبلجة، تكرس الغريزة المنفلتة .. بوصفها مظهراً للسلوك السوي، وتقدم الزنا، والخيانة الزوجية، ونكاح المحارم، على أنها مسألة (شخصية)، وسلوكا، يمكن (التسامح) معه.
• السعوديون أصلحوا عقائد الناس، وأفسدوا أخلاقهم ..!
نعم .. و لا ..!
السعوديون الذين سعوا لإصلاح عقائد الناس، كانوا (كتائب) من العقائديين، المسكونين بهم جميل، يسعون لنشر الحق، وإصلاح الناس .. محبة لهم، وشفقة بهم. لم يدفعهم لذلك، طمع مادي، ولا مصلحة متوقعة .. ولا مكاسب (سياسية) ..!
لننصفهم .. نقول : لم يكونوا رُسُلاً (ملائكة)..! بل (بشر) .. أخطأوا وأصابوا.
تداعيات أحداث سبتمبر، والحملة على الإسلام، باسم (تهذيب) الوهابية (المتطرفة) .. لتحقيق أهداف أيدولوجية، ومصالح شخصية وسياسية .. شوهت (رسالتهم) .
التاريخ (المنصف) فقط، هو من سيحكم عليهم. سيبين حجم مساحات (الإصلاح)، التي نشروها في الأرض، و سيعرض أين (أخطأوا) ..!
أما (السعوديون) الذين أفسدوا أخلاق الناس، فليس لهم من هذه الأرض، إلا (ملامحهم)، وبطاقات هوية .. وملايين البترودولار، التي سرقوها، من عرق المواطنين البسطاء.. الكادحين، الذين صنعوا بوجعهم، وانين نسائهم، وتقاسيم وجوه أطفالهم المتعبة .. هذا الكيان، وكان (نصيبهم) منه: إعلاما (فاجرا)، وغلاءً، وفقراً..ً وموتاً رخيصاً، في ممرات أقسام الطوارئ، في مستشفيات ليس لها نصيب من اسمها، إلا يافطة معلقة على واجهة مبنى..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق