*البطاقة الشخصية*

صورتي
بين قلبين..اقصد بين امرين احلاهما مر..
صاير:هو الشاب العشريني وهو كذلك المسن الستيني..اجمل من ذلك:هو طفل لايرى من الدنيا الا انقى مافيهآ..,,

السبت، 19 نوفمبر 2011

حوار الفكر

حوار الدكتور محمد الحضيف، مع منتدى (الاعـلاميــة


مـاهو الـزمن ..؟
هل هو فقط .. كر الجديدين، وتعاقب الليل والنهار ..؟!
الزمن (وقائع)، تفعل فعلها في حياتنا .. نجاحا وفشلا، فرحا وحزنا ..! ليس (الزمن) .. إلا (أحداثا) نعيشها، تلقي بتبعاتها ونتائجها، على حياتنا.حينما نفقد (حبيبا) مثلا .. بأي شكل من الأشكال، في لحظة من (زمن)، لا يكون الأمر زمنا .. ساعات أو أسابيع تمر، بدون هذا الحبيب. إنها مشاعر تموت بموته، و (حياة) تختفي بغيابه..
أو هي أجزاء من حياتنا نفقدها ..!تخيلي ..كأنك تراجعين (شريط) حياتك، وتجدين (جزءاً) مفقودا، أو تقرئين في دفتر يومياتك، فتكتشفين وجود صفحات (مطموسة) تماما.. بـ(السواد).
سواد الصفحات المطموسة في دفاترنا، والأجزاء المفقودة، في شريط حياتنا .. ليس إلا (سواد) الحزن، والفقد، والفشل، والخيبات .. في مسيرة حياتنا ..!مثلما أن (وقائع) الفرح والنجاح، التي نسجلها .. تلمع في دفاتر يومياتنا، ونضع في أعلى الصفحة، نجوما وملصقات، لنجعلها تبدو أكثر بهجة وضياءً .. كذلك هي في حياتنا، محطات مشرقة، نعود إليها، ونلوذ بها .. كلما أعتم الأفق أمامنا، وأظلتنا غمامات الحزن (السوداء) ..!إن كنت تعنين بـ(الفترة الأخيرة)، رحيل هديل رحمها الله، فقد خلفتني .. قلبي هواء..!
مرة أخرى .. إنها ليست (تقلبات الزمان). بل (امرأة) شاركتني بكثير من (تفاصيلها) الصغيرة.. وكانت (حلما) ومشروعاً، ترحل وتتركني وحيدا: فهو الحزن يفري .. ولا ثمة إلا (الذكريات) ..!كل ما أكتب من (سرديات)، له سند من الواقع .. بدرجات متفاوتة. هناك مواقف ومشاهد في الحياة، أعيشها، أو أمر بها .. ألتقطها، ثم أؤلف بينها. ثمة (خيال) كثير بينها، لكنه يمكن أن يقع ..!
أن تحمل سردياتي صفة (الواقعية) .. لا أدري ..! اسألي النقاد. أنا أكتب، دون أن أكون معنيا، بقواعد القص والكتابة الإبداعية، التي يعتمدها النقاد. لاتهمني اراؤهم .. فيما إذ كنت (ملتزما) بآليات متفق عليها بينهم. أنا في حياتي كلها، لم أخضع لقانون وضعه بشر. حتى في (السجن)، كنت أخالف (القانون) ..!
قالوا لي : ” القلم والورق ممنوعان .. والكتابة محرمة” ..! هرًبت القلم، إلى داخل زنزانتي، وجعلت أغلفة قناني المياه الصحية، وكراتين البسكوت (أوراقا)، واجترحت (الحرام) .. فكتبت ..!
قد يدهشك .. أن عددا من سردياتي، كتبت مسوداتها الأولى في السجن ..!تقولين : ” لا أدري لمَ التركيز على المرأة بالذات” ..!
(أنا) لا أدري ..! أعني أني لا أمارس فعلا مقصوداً، عن سابق نية (مبيتة)، أو سبق إصرار وترصد ..! تسيطر علي فكرة (النص) .. فأتركها تتفاعل في عقلي .. لوقت يطول أو يقصر، قبل أن أنزلها على الورق. لا أحاول.. حينما تكون الشخصية الرئيسة (امرأة) أن أتدخل، فأغيرها .. لأنفي عن نفسي (تهمة) ..! بل أجدني أبدأ بمراكمة الأحداث، وفق الرؤية التي تشكلت لدي، بما يخدم الفكرة، ولا يخل بانسياب الأحداث، ويحقق (الإبداع) .. لأصل إلى مرحلة (الفناء) التام في أحداث النص..!

أحيانا .. أحيانا فقط، أعزو ذلك إلى (خط) بدأتُهُ، ورأيتُ أني (نجحت) فيه .. فصرت (أسيره)..! كتبت (ديمي)، ثم كتبت (موضي).. واستمر الأمر هكذا. كل كاتب.. في الغالب، (أسير) لنمط معين. ربما ينفع هذا (التفسير).. ربما ..!
” الرومانسية .. مع أنك كاتب إسلامي ” ..!
هل يتناقض الإسلام مع الرومانسية ..؟! أظن أن هناك (صورة ذهنية)، يرسخها بعض (المتدينين) عن الإسلام، وهي أن الدين (ضد) الحب، و(يكره) البوح الجميل ..!
الدين ضد الفاحش من القول والعمل فقط.
من قال إن الكاتب (الإسلامي)، ليس بشراً يحب ويعشق .. و يجذبه الجمال..؟!
هل هذا سيدخلنا في (مأزق) مصطلح الأدب الإسلامي ..؟!
هذا .. حديث طويل ..!

***********************
أخي الكريم .. المختلف،الفضاء الإعلامي مليء بكثير من (الغث) .. وبعض (السمين) ..!
تبدو الرسالة الإعلامية (السامية)، موضع جدل .. حول : ما هو السامي ..؟أحيانا .. بل ربما كثيرا، ما تكون التباينات (الحزبية) و الإقليمية، وسيلة لوضع (معايير) للمفاهيم (السامية). فالذي عليه (أنا) ومن معي .. وما نحمله، يمثل (رسالة سامية) .. مقابل أن الذي يقدمه (الآخر)، ليس إلا (بدعة) وضلالاً .. أو فكراً (متطرفاً)، يحمل بين طياته، بذور (الإرهاب) ..!هكذا هو فضاؤنا الإعلامي. بالتأكيد .. هناك ثوابت وقطعيات (أخلاقية) .. لا يمكن الاختلاف عليها، لكننا كثيرا ما ندخل .. فيما بيننا في (معارك) هامشية.. بعيدا عن (المتفق) عليه ..!قدمت مرة، في واحد المؤتمرات العلمية، الذي دعيت إليه .. ورقة. قلت فيها : دعونا نتكلم عن ” إعلام (نقي) .. بعيدا عن الأدلجة، لأن الحق واحد ” ..!
هذا الإعلام (النقي)، هو الذي سيصد سيل الرذيلة، الذي تصبه (بعض) الفضائيات في عيوننا..!• فيما يتعلق بالجزء الآخر من سؤالك ..!
• أرجو أن تعفيني ..! أنا أكره (الجغرافيا)..

وشققت لنفسي، في حياتي ..طريقا،
بعيداً عن (القولبة) والتنميط، على أساس
من عرق، أو لون، أو منطقة.الناجح يا سيدي .. يفرض نفسه ..!
***************
التشاؤم.. ليس سلوكا جيدا. أمام أي واقع (سيء)، على المرء أن يبذل ما في وسعه، لتغييره، نحو الأفضل.
أعلم أنه .. إزاء (مسائل) كبرى، كالتي تطرحها هنا، لا يملك الأشخاص العاديون مثلنا .. شيئا، ولو قليلا ليقدموه.. لإحداث (تغيير) حقيقي.
لكن ..! ليس هناك .. في الدنيا، شر محض، و لا خير مطلق.
من هنا .. فإن استشراف المستقبل، بالبحث والإطلاع، على الجوانب الإيجابية.. في أي مسألة، يساعد الإنسان على النظر إلى الأمور، بمنظور أكثر اعتدالا، و أكثر وضوحا .. وهو ما سينعكس إيجابيا، على منهجه في التفكير، وأسلوب معالجته للقضايا، وحكمه على الأشخاص والأحداث .. وطريقته في الحياة، بشكل عام.الواقع السياسي، والاجتماعي، الذي أفرزه الاحتلال الأمريكي للعراق .. كارثي جدا. أمريكا لم تحتل العراق، وتسقط نظامه السياسي، وتدمر مقدراته .. فقط..! بل دمرت مجمل (النظام).. لدولة حديثة.
أعاد الاحتلال الأمريكي، العراق 50 سنة إلى الوراء :
تم إسقاط النظام، فلا توجد حكومة مركزية.
دمر الاقتصاد بالكامل.
تم حل الجيش.
تمت تصفية الأجهزة الأمنية.
نشأت ميليشيات طائفية، تقتل على الهوية، فتحول العراق إلى (غابة)، و بلد عصابات ..!
تمت تصفية الكفاءات الوطنية.. قتلا أو تهجيرا، باسم (اجتثاث البعث).مكن الاحتلال الأمريكي.. النظام الإيراني، من خلال الفئات الطائفية، من التغلغل في العراق العربي، والإمساك بجميع (مفاصلة). بل قامت الاستخبارات الإيرانية، والإسرائيلية، بتصفية كثير من الكفاءات والعقول العراقية العربية .. (السنية).
انطلقت إيران في استراتيجيتها، وحربها الإستخباراتية في العراق، من موقف قومي فارسي (شوفيني)، يكره العنصر العربي .. الذي أسقط حضارة (فارس)، على يد الفاتحين العرب. استعملت لذلك، للتضليل على العراقيين (الشيعة).. الغطاء (الطائفي) الشيعي ..! بل إن (الأحزاب) العراقية الكبرى ..(الشيعية)، المهيمنة على المشهد السياسي العراقي الآن، يقف على رأسها، أشخاص من أصول إيرانية ..!
أيضا .. أقامت إيران (ميليشيات) طائفية، مهمتها قتل العراقيين (العرب)، ممن يشك في ولائهم للعراق، وليس لإيران..! بل ذهب الحقد الإيراني، لأبعد من ذلك. مثلا : تم تتبع الطيارين العراقيين، ممن شاركوا في الحرب ضد إيران.. وقتلهم. أيضا .. تمت تصفية أساتذة جامعات، وعلماء عراقيين، ممن ترى إيران، أنهم (عملوا) لمصلحة النظام السابق ..!
كذلك ..أي شخصية عراقية، ذات توجه ونزعة عروبية .. مناهضة للهيمنة الإيرانية في العراق، تتم تصفيتها، بغض النظر عن انتمائها الطائفي. قتل عددا من زعماء العشائر العربية، ممن ينتمون للمذهب الشيعي، على يد هذه الميليشيات..!الموساد .. المخابرات الإسرائيلية، قامت بدورها، بتصفية عددا من علماء العراق، في مجال الذرة، والبحوث الكيميائية والبيولوجية.الذي أريد أن أؤكد عليه، هو .. أن الاختراق الإيراني في العراق، لم يكن ليحدث، لولا (سقوط) النظام العربي. بدأً من .. احتلال الكويت، ثم التدخلات و(العبث) الغربي في السودان ..إنتهاءً باحتلال إثيوبيا (الهزيلة)، لدولة عربية عضو في (جامعة الدول العربية) .. هي الصومال ..!
غياب مفهوم (الأمن القومي) العربي خطير جدا، وهو سبب لهذه التداعيات المدمرة في المنطقة.. التي أضعفت النظم السياسية، وأفقدتها (مصداقيتها)، أمام شعوبها .. فحولتها، إلى مجرد أجهزة بوليسية قمعية (كبيرة)، مما فاقم من ظاهرة العنف والإرهاب .
(الفيتو) الأمريكي، ضد أي تدخل، أو وجود فاعل في العراق .. لدول عربية (كبيرة)، لموازنة وردع الاختراق الإيراني، بوجهه الطائفي، و أطماعه القومية الفارسية. إضافة .. إلى تحول دولة عربية مهمة، مثل (سوريا)، إلى (جمهورية موز)، في خدمة السياسات والأطماع الإيرانية في المنطقة. كل ذلك .. يقود المنطقة إلى مزيد من الانهيارات .. الأمنية، والسياسية، ونذير شر، يبعث على (التشاؤم)..!لست بصدد تبرير (تشاؤمك)، أو تفنيده .. ولا تشجيعك على الاستمرار عليه ..!
لكني .. لا أظن أن الأمور ستسير وفق ما تريد أمريكا، أو تطمح إليه إيران ..! أمريكا (دُحرت) في العراق .. وستخرج راغمة. هناك استنزاف، وخسائر بشرية ومالية كبيرة جدا، لن تكون الإدارة الأمريكية، قادرة على تحملها. الجبهة الأفغانية تتطور بسرعة، لصالح طالبان، و(حلفاء) أمريكا الغربيين، يرفضون الدفع بمزيد من جنودهم، للمحرقة الأفغانية.
النظام الإيراني، لن يستتب له الوضع في العراق، رغم هيمنة (الميليشيات) الطائفية المرتبطة به.. عسكريا وسياسيا .. لسببين ..! الأول.. له علاقة بطبيعة (عقيدة) النظام السياسي، القائمة على الإقصاء، ونفي الآخر. النظام الإيراني، يعتمد عقيدة قومية شوفينية، ذات وجه (طائفي) تبشيري.. تعتمد كسب (الولاء)، من خلال ربط الفرد بـ(العقيدة) .. ببعدها الطائفي، الذي يقوم على (كره) الآخر المخالف له، في الوسط العربي السني .. والتربص به، وإثارة نعراته الطائفية، لتدمير نسيجه الاجتماعي، ولحمته الوطنية.
لن تنجح إيران، في مشروعها الطائفي في العراق، لأن (عقيدتها)، لا يمكن تطبيقها (سياسيا) في العراق.. العربي، الذي يمثل العرب(السنة)، نصف تكوينه السكاني، وينتمي إلى(عمق) سني عربي كبير ..! كما أن عشائر عربية (شيعية) كثيرة، ترفض الوجود الإيراني في العراق، وهيمنة الفرس .. عبر ممثليهم، من الأحزاب والميليشيات الشيعية. إضافة إلى استحالة ربط العراق .. ببعده الحضاري العربي .. تاريخيا وجغرافيا، بـ(منظومة) المصالح الإيرانية الفارسية.ختاماَ ..
لا أظنك ستموت جوعا .. إن شاء الله، ولست (اقتصاديا)، لأتحدث عن الاقتصاد وتبدلاته ..!
شكرا لك ..

********************
الاختلاف بين الناس، (ناموس) كوني. يستوي في ذلك المسلمون، وغير المسلمين : ” و لا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك “. الانقسام والاختلاف .. محل النقاش هنا، هو ذلك الذي يأخذ شكل التجمع والانحياز لفئة .. والافتراق عن آخرين، على أساس من موقف (فكري) .. يتطور مع الوقت إلى (عقيدة) ..!ينبع هذا الاختلاف عادة، نتيجة للتباين بين الرؤى والتفسيرات، تجاه نصوص دينية (مقدسة)، أو بسبب من أفكار أو أحداث تاريخية، صنعها (رجال)، لهم صفات (كاريزمية) .. يضفي عليها أتباعهم.. فيما بعد، صفة (الكمال)ن وهالة من القداسة.
بعض النصوص الدينية، كما يقول الفقهاء : ” حمال أوجه ” ..! لذلك .. تنشأ التفسيرات المختلفة، التي يعرف تأويلاتها (العلماء).. ويضعونها في محلها الصحيح. لكن بعض (الأتباع)، لأسباب مختلفة.. بعضها (شخصي)، يؤسسون عليها (طريقا) مختلفا .. ينتهي في الغالب، بحزب أو طائفة..!في تاريخ الأمم والشعوب .. بما في ذلك المسلمون، يبرز قادة عسكريون ومفكرون، بخصائص، وصفات، وقدرات متفوقة.. تميزهم عن بقية البشر العاديين. تخلد الشعوب غالبا، أثار هؤلاء الرجال وتاريخهم، وتصنع منه (ميراثا) .. ينقسم الناس، على أساس من فهمه وتفسيره.. فيتفرقون، إلى فئات وجماعات.تاريخيا .. إذا استثنينا الانقسام الواقع بين (السنة) و(الشيعة)، الذي يقوم على اختلافات، في بعض العقائد والأصول ..فإن التحزب والخلافات، بين بعض فئات المسلمين، سببه .. في الغالب، تعصب مذهبي، كالخلاف بين بعض أتباع المذاهب الأربعة : الأحناف، والمالكية، والشافعية، والحنابلة .. حول الاجتهاد، في مسائل فقهية، في بعض أمور العبادات.في العصر الحديث.. في الربع الأول من القرن العشرين تحديدا، ظهرت.. إثر سقوط، وتفتت الخلافة العثمانية الإسلامية، الحركات الإسلامية .. أو ما يسمى (جماعات الإسلام السياسي)، كرد فعل على نشوء (الدولة الحديثة).. بتوجهها القومي والعلماني. اتفقت هذه الحركات، في برنامجها العام، على هدف رئيس .. هو عودة الإسلام إلى الحكم، من خلال المطالبة والسعي، إلى إعادة (حكم الشريعة). الذي (اختلفت) عليه هذه الحركات والأحزاب الإسلامية، كان (الوسيلة) والآلية، لتحقيق هذا الهدف. هذا الخلاف تكرس، مع مرور الوقت، وتم (تكييفه) شرعيا .. في مناسبات كثيرة، لمنحه صفة (القداسة)، مما أفرز تباينا وتحزبا، بين (الأتباع)، من عموم المسلمين .. وانقساما بين الجماعات الإسلامية ..!

**************
الكتابة السردية، عمل (إبداعي). الإبداع .. في أبسط تعريفاته، هو أن يأتي الكاتب، بما لا يستطيعه الأفراد العاديون. اللغة المبدعة .. بالضرورة، نقيضٌ لـ(المباشرة)، ما دمنا (اتفقنا)، على أن الإبداع، شكلا من أشكال (التفوق) اللغوي.. الذي يميز الكاتب عن غيره.
كل الناس، يستطيعون أن يقولوا كلاما عاديا، لكن المبدع وحده، هو من يأتي بلغة (مدهشة) خلاقة .. قوامها، نفس الكلمات، التي يتحدث بها (كل) الناس ..!
كيف ..؟
هذا هو سر الإبداع ..!
المعادلة التي تطرحها هنا : إما أن تكون (غامضا)، أو أن تكون (مباشرا) ..! أنت بهذا، تجعل الإبداع قرينا للغموض .. وهذا توصيف غير دقيق. الغموض مسألة نسبية، تتفاوت بحسب (ثقافة) المتلقي. الرمز في العمل الأدبي .. مثلاً، بوصفه شكلا من أشكال الإبداع اللغوي، يستعصي فهمه على المتلقي .. محدود الثقافة .. فيعده (غامضا)، ويدهش المتلقي .. المتذوق، واسع الثقافة، فتزداد فتنته، وإعجابه بالنص.*
في سؤالك الثاني، لم أفهم ما تقصده تماما، بـ( الصور الفنية القديمة)..! لكن .. لا يمكن (اجترار) القديم، ثم الحديث عن (إبداع) ..! هل يمكن أن تتصور شاعراً (حديثاً)، يستعيد (صورا فنية)، قالها امرؤ القيس مثلا، عن الصيد وحمر الوحش، ويوظفها في قصيدته ..؟!مسألة (الإبداع) في العمل الأدبي، ليست مرتبطة فقط، بـ(مفهوم) الإبداع، بين زمن و آخر.. كما هو الحال، في مثال امرؤ القيس، وشاعر حديث. بل كذلك، بالفرق بين المعطيات (الثقافية) لكل بيئة. القيمة الفنية للعمل الإبداعي، تعتمد (معايير) ثقافية، للحكم على العمل الأدبي .. تصنعها البيئة نفسها، التي يوجد فيها (المبدع).
الشاعرعلي بن الجهم مثلا، القادم من (البادية). لم يرَ الخليفة العباسي في بغداد .. في شعره، المستوحى من عناصر الصحراء .. أي (قيمة) فنية، حينما قال :

أنت كالكلب في حفاظك للود *** وكالتيس في قراع الخطوب
ثم .. لما عاش الشاعر في بغداد، واستوحى مفردات بيئتها (الحضرية).. قال قصيدته، التي حملت (قيمة) فنية عالية .. ومطلعها :
عيون المها بين الرصافة والجسر *** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدريالزمن والبيئة مشترِكان، هما ما يحدد القيمة الفنية للعمل الأدبي. السياب والبحتري، شاعران (عراقيان). كلاهما عاش في بغداد، ووقف على ضفاف نهري دجلة والفرات، ورأى الماء، والخضرة.. والحِسَان. هل كان السياب، سيكون مبدعا، مذهلا .. في ( أنشودة المطر ) .. لو استخدم (مفردات) و (صور) البحتري ..؟!
الإبداع.. والقيمة الفنية، يُفهمَان ضمن السياق التاريخي، للعمل الأدبي. لذلك .. انتزاع أي عمل أدبي، من سياقه التاريخي .. لا يلغي قيمته الفنية والإبداعية. كما أن.. (إسقاط) مفاهيم إبداعية .. لزمن معين، على زمن، غير زمنها، لا يمنح العمل الأدبي، أي قيمة فنية، أو (إبداعية) ..!
لذا .. يبقى امرؤ القيس (مبدعا)، ضمن سياقه التاريخي، ومفردات بيئته، و في الوقت نفسه، لا يمكن لكاتب (معاصر)، أن يصنع عملا أدبيا، بقيمة فنية، وهو يستلهم لغة (ابن المقفع) ..!

*****************
أستاذي الدكتور عبدالملك .. أسعد الله أوقاتك،
هذا سؤالك (الأخير) :
المرأة ُ في ” ديمي ” ، و ” موضي ” ، و ” أم أحمد ” كيف َ كانت ْ هكذا ؟!
مجرَّد بؤس ٍ ، وانتظار َ قادم ٍ لايجيء ُ ، ودمعة َ عين ٍ تنهمر ُ !
حدثني عن المرأة ِ التي لاتشعر ُ معها بذلك ؟!حقا .. لم انتبه لذلك ..!
هل هو الرجل (المتواري)، خلف أمنيات كثيرة. يبحث عن (عالم) خاص به، و امرأة (مثال)، فيعيد (خلق) النموذج.. بإعادة تركيبه.. يلتقط أجزاء، من هاهنا وهناك ..؟
قبل 15 عاما كتبت : ” بانتظار .. الذي لابد أن يأتي ” .
في وهلة .. ظننت أني (أمسكته) ..!في “ديمي” .. كانت (العاشقة)، وفي “موضي” .. أرادها (البريئة) والتلقائية. أما “سارة” .. فهي (المُقاوِمَة). ثم كانت “عائشة” ..امرأة بـ(هدف)، لا تقبل الهزيمة، حتى لو خذلها الحبيب ..!
البؤس والخيبات .. وانتظار القادم، الذي لايجيء، و(إن كان) لابد أن يأتي .. وعين قرحها الدمع : هذا حديث (العاشق)، كما حكته ديمي. حين يحب بـ(براءة)، كما فعلت موضي. (يقاوم) السجن والسجان، كما صنعت سارة .. ويحمل (هدفه).. حبه وجرحه، ولا يقبل الهزيمة.. كالذي كانت عليه عائشة..!”حدثني عن المرأة التي لا تشعر معها بذلك ..؟! ” .
هي امرأة أشكلها الآن .. من :
ديمي، وموضي، وسارة، وعائشة. حشدت فيها كثيرا من المنى، لتعبر عن جمال مطلق .. لـ(نص) سأحتفل قريبا، بكتابته وقراءته .. وأشعر بنفسي معه .

*********************
• سؤال 3

• حين تزدهر (العــاميـــات) .. تتشظى الأمة، وتنقطع صلة أبناء الأمة الواحدة ببعضهم، ويضعف تواصل الأجيال، بتراثهم الحضاري ..!
• لا شك أن (اللغة)، هي أهم عناصر الهُوِيًة .. بعد الدين. لذلك .. يمثل فسح المجال لـ(العامية)، لتنمو وتنافس الفصحى، ظاهرة غير جيدة. يمكن أن يكون هناك اهتماما بالموروث الشعبي، لكن يجب حصره في نطاق محدود، لا يتجاوز التسلية والترفيه.• سؤال 4• قرأت للعـــــرب .. و غيـــر العــــــــــــــرب ..!*سؤال 5
ليس لي في النقد.. نصيب..!
أنا شخصيا، مع الانفتاح على كل مدارس النقد، ومصادر الفكــر عموما.

*سؤال 6
أنا قارئ متذوق .. أقرأ لأسـتمتع، ولست ناقدا ..!
اهتمامات الفرد، وتخصصه الأكاديمي .. تفرض عليه، وضع (أولويــات) لقراءاته.

• سؤال 7
لا أعرف أحداً، وإن كانت (الشللية)، في وسـائل الإعلام .. خصوصا الصحافة، تتعمد (الترويج) لكتــاب وأدباء معينين .. على حساب آخرين، دون اعتبار للقيمة الأدبية للشخص ..!
• سؤال 8
هذا حكم فيه تعميم، وتنقصه الدقة. نجيب محفوظ، روائي كبير ومتمكن ..!
• سؤال 9
أنا ضد الأسلمة في (كل) شيء ..!
في تقديري أن (المصطلح)، يمثل حاجزا، أمام انتشار العمل الإبداعي .. ورواجه. صحيح أن هناك (موقفا) إعلاميا، ضد (كل) ما هو إسلامي .. لأسباب (سياسية)، في المقام الأول. إلا أن (الجمهور)، كثيرا ما يتوجس من مفهوم الأسلمة، الذي تتم (شخصنته) في أحيان كثيرة. أمر آخر .. أن هناك (صورة ذهنية) غير جيدة، عن الأدب الإسلامي، من حيث قيمته الإبداعية، ومستواه الفني. ساهم في ترسيخ هذه (الصورة)، أعمالٌ (هزيلة) .. شعرا ونثرا، نسبت للأدب الإسلامي، لأسباب (شخصية) بحتة، لا علاقة لها بالإبداع ..!

أميل إلى (أدب) محافظ.. و(نقي)، يعزز منظومة القيم، التي أتى بها الإسلام، أو تلك التي كانت موجودة، قبل نزول الرسالة.. فدعى إليها، وأعلى من شأنها : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”..
دون الوقوع في (مأزق) الخطاب الوعظي المباشر ..!

**************
العزيزة كيزو .. أسعد الله أوقاتك،
شكرا عميقا لك .. هذا من حسن ذاتك ..!رحم الله هديل، كانت طيفا جميلا .. ما أسرع ما رحل ..!
والله .. لا أدري من الذي يحتاج، ليعلم الآخر الصبر. في (ظروف) معينة، تتبدل الأدوار ..!
الشجى يبعث الشجى ..لكن .. إذا تأملنا الذين حولنا، ممن (وصلوا) إلى أهدافهم، أعاننا ذلك على (المسير). في وقتنا الحاضر، هناك الكثير، مما نريد أن نحققه، لكن الوقت لا يكفي. أيضا .. زادت المنافسة، وكثرت الطرق غير (الشريفة)، التي يتوسل بها الناس، لتحقيق أهدافهم..!
أتصور أن معرفتنا بقدراتنا الشخصية : الذي لدينا، ونستطيع أن (نقدمه)، مقابل ما نقدر أن (نكونه).. يساعدنا في تحديد ما نريد، وكيف نبلغ ذلك الذي نريد. في أذهاننا.. جميعنا، أحلام وطموحات كثيرة. لكن .. ليس كل ما نطمح إليه، نستطيع أن نناله. هذه (الاستحالة) في بلوغ الأهداف والطموحات، جزء منها، له علاقة بإمكاناتنا وقدراتنا الفردية، وآخر لها علاقة، بمعطى اجتماعي أو سياسي في البلد.أحيانا .. تأتي المشكلة، حينما نستعجل قطف (ثمرة)، لم نحسن اختيار (بذرتها) ..! أي أننا لم نهيئ أنفسنا، لما نطمح إليه. مثلا : كيف يريد شخص، أن يكون كاتبا جيدا، وهو لا يقرأ..؟ كذلك .. نلوم من حولنا، لأنهم لا يدفعوننا إلى أعلى، دون بذل أي جهد من قبلنا ..لـ(ننهض) ..!
أمرٌ آخر، نحن .. أو أكثرنا، يدخل معترك الحياة، وهو يتخيل أن المعايير في بلدنا متكافئة ..! لا .. هذه ليست (جمهورية أفلاطون)، ولا (مدينة الفارابي الفاضلة)..! قد يكون لدينا (كل) المؤهلات، التي تخولنا لتحقيق هدف ما .. مثل الحصول على وظيفة، أو الفوز ببعثة دراسية. لكن الذي يحدث هو : ببساطة .. يحصل عليها، من هو أقل منك ..!
لا تبتئسي ..! هذه ليست نهاية العالم. لأن أكثر ما يقتل طموحاتنا، في بداياتها.. هو مثل هذا النوع من الإحباط، الذي يأتي من (جهلنا) بطبيعة مجتمعنا. مادمنا نملك الإرادة، وأعددنا أنفسنا جيدا، للهدف الذي نسعى إليه .. فسنصل، بإذن الله.

شكرا كثيرا لك .. ودعواتي.
*********************
أخي عبدالرحمن .. أسعد الله أوقاتك،بدأت لغة (التخوين)، منذ وجدت (الخيانة) ..!
في موروثنا العربي، كانت الخيانة .. يوم سار (أبو رغال) العربي، دليلا لجيش أبرهة الحبشي .. يقود الفيل، ليهدم الكعبة ..!في كتاب الله الكريم، ارتبطت (الخيانة) دائما.. بالنفاق : “ولا تكن للخائنين خصيما”، “و لا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم”. النفاق .. من حيث هو سلوك (خياني)، سلوك مزدوج، يقوم على (الولاء) المزيف، والمستتر أحيانا.. لجهة ما، مقابل تحقيق مكاسب مادية، وليس بسبب قناعات (أيدولوجية)..! لذلك .. نرى الناس يصفون المتزلف .. بأنه (منافق)، ولا يقصدون به المعنى (الشرعي) للكلمة.لو تأملت ..!
كم من (أبي رغال)، موجود الآن بيننا، يقودون .. بتوجيه من (أكثرمن أبرهة)، فيل الغزاة، إلى (ثغرات) في جدار بنياننا الثقافي، ومنظومتنا القيمية ..!

التخوين كذلك، سلوك (إقصائي) .. مثل التكفير..! يمارسه السياسيون كثيرا، ويوعز
ون لـ(أتباعهم) باستخدامه، ضد (خصوم) مفترضين.. أو لإسقاط (أشخاص)، ونزع الحصانة عنهم .. تمهيدا لتصفيتهم، ماديا أو معنويا ..!

أطرف ما في مصطلح (التخوين) وأدبياته .. أن (الخونة)، يستخدمونه أحيانا، لتخوين غيرهم، ممن (يقاومون) المشاريع الخيانية ..سواء أخذت هذه (المشاريع)، شكل السلام، أو الصلح، أو التطبيع..!
ليس هذا فحسب..! ستكتشف عزيزي، أن الوطن .. دائما، هو (قميص عثمان)، الذي يرفع، في حملات التخوين، والتخوين المضاد.
**********************
أخي الغالي عبدالرحمن ..قلت في ردي على مداخلة الأخ حسين العفنان، حول سؤاله عن (الرواية الإسلامية) .. إجابة تصلح لسؤالك هذا، ولعلك تعود إليها.الذي أريد أن أؤكده هنا .. مسألتين :• الأولى .. أن مصطلح (الفكر التغريبي)، يحتاج إلى تحرير، حتى لا تختلط رؤانا الشخصية .. بالحقائق ..!
• المسألة الثانية، لابد من التفريق في الأدب .. والإبداع بشكل عام، بين (الرسائل) المباشرة، التي تأخذ شكلا (وعظيــا) .. وبين خصوصية العمل الفني.
قد نجد أعمالا روائية.. ليس فيها إلا متعة اللغة، وجمالية العمل السردي، وهذا لا يعيبها..! ليس بالضرورة، أن يشتمل العمل الإبداعي على (رسالة). الرسالة .. بالمناسبة، يمكن أن تكون (جيدة) .. أو (سيئة).
قد نقرأ قصيدة، تشتمل على (غزل) مكشوف وفاضح، وقد نقرأ أخرى، تتضمن غزلا عفيفا. في كلتا الحالتين، ثمة (رسالة) ..! في العمل الروائي .. يمكن أن يحدث الشيء نفسه كذلك.
أحب أن أقول لك شيئا أخيرا : كلنا نتمنى أعمالا إبداعية، تعزز منظومة القيم .. تبني و لا تهدم. لكن دعنا نستمتع بما هو موجود، من الأعمال الإبداعية.. لغة، وخيالا، وعملا (فنيا)، بعيداً.. بعيدا جدا، عن الرأي السائد، أن الرواية يمكن أن تكون مثل (خطبة الجمعة).

*******************
العزيز عبدالرحمن ..ثمة مشكلة هنــــــــا ..!
هل نعيش نحن (الكبار)، في عالم أخلاقي (نقي) .. مثلما نشتهي ..؟ إذا كان هذا غير وارد، فالأطفال .. فإن أطفالنا، ليسو (بدعا) في ذلك.في حياتنا اليومية، منذ أن نولد، وحتى نموت .. نصادف، ونرى، ونقرأ أشياء، لا تتفق مع كثير، مما نؤمن به. هذا الذي (نؤمن) به، جزء منه ثوابت دينية.. لها علاقة بالحلال والحرام، وجزء آخر، قناعات شخصية، أقمناها معايير، للحكم على الأشياء.. تدخل في باب : ما هو مقبول، أو مرفوض اجتماعيا.. وألزمنا أنفسنا فيه.عدم (النقاء).. هذا الذي نراه، (يعكر) إيقاع حياتنا، و(يكدر) صفو حنينا العميق للكمال، ورغبتنا الملحة، بالإحساس بعالم (مثالي) .. لم يجعلنا نوقف عجلة الحياة، ونتوقف عن ممارسة أنشطتنا الإنسانية .. (احتجاجا)، إلى أن يكون لنا، ذلك (العالم) النقي، الذي نهفو إليه ..!
حينما أقول (مثالي) ..فإنني أعني، أن تحقق (الكمال)، أمر مستحيل. لم يحدث هذا، حتى والوحي ينزل، والمعلم الأول “صلى الله عليه وسلم”، بين أظهر المسلمين .. يتلُو ويُعَلًم ..!
في عهده .. بأبي هو وأمي، رُجِم زانٍ، وقُطِعت يد سارق، وشُرب الخمر ..وأُكِل الربا ..!

إذاً .. أمر الأخطاء، و(التجاوزات)، لا يقتصر على (عبارات) في كتاب. إذا كان الحال (كله) هكذا .. في جميع أمور الحياة، سيدي الكريم .. وفي (زمن) فاضل، فلا يجب أن نتوقع أن حال (كتاب الطفل)، وفي زمن (غير) فاضل .. سيكون مختلفا..!
السؤال الذي تطرحه : ” أحلم بكتاب لابني .. يأخذه من (الرف)، وأنا مطمئن “، أجزم أنك سترى، أن هذه المقدمة، لا تنفع معه .. وقد تراها، تبريرا غير منطقي.. لواقع سيء ..!
حسناً .. أنت في حياتك، سواء ما تعلق منها بالقراءة، أو السلوك العام. ألست (تنتقي)، ما تراه جيدا، و(تعيد) النظر في عملية الانتقاء، حينما تجد أن من تراه (أعلم) منك، يعطيك رأيا مختلفا..؟ الأطفال كذلك.. ينتقون ويختارون، ونحن (الكبار) .. بوصفنا (أعلم) منهم، نرشًد لهم عملية الانتقاء، و(نصحح) لهم ما اختاروه، مما يكون قد علق بأذهانهم، من معلومات خاطئة.

لو شئنا أن ننتظر، حتى يوجد الكتاب (النقي).. لنوفره لهم، فلن يتعلموا ..! مادمنا أيضا، نحن (الكبار).. لا (نوقف) سير عجلة حياتنا، ولا (نمتنع) عن مزاولة أنشطتنا، بدعوى أن المجتمع غير (إسلامي) .. تماما، ونختار في الوقت نفسه، ما يناسبنا من قيم، ونسمح لمن نثق بهم، أن (يصححوننا) .. فيجب أن نمنح هذه الفرصة لأطفالنا ..!
أضرب لك مثالا شخصيا. لدي عبدالرحمن(9سنوات) و رند (6سنوات). آخذهم إلى المكتبة، وأجعلهم يختارون ما (يشاؤون) من كتب، ثم بعد ذلك.. بعد قراءتهم لها، تبدأ (عملية) تقويم.. يقوم بها البيت كله. مرة اشتروا كتابا عن نوادر جحا. بعد أن قرؤوه، سمعتهم يتداولون (نكتة) غير جيدة. سألتهم .. وكانت مناقشة (ثرية) حول : ما يجوز وما لا يجوز ..! وجدت كذلك، أنهم هم أنفسهم، كانت لهم (ملاحظات)، على بعض ما ورد في الكتاب.
لا تنسَ أخي الفاضل، أن (الطفل) في بيئته، يتعلم منها .. منذ نشأته الأولى : الأسرة، والمجتمع الذي يختلط فيه، الممارسات، والسلوك، التي تتم أمامه. التوجيهات المباشرة، وغير المباشرة، التي يسمعها منذ أن يعي .. كلها توفر له (معايير) يحتكم إليها، ويعدل تفكيره وسلوكه على أساسها، وليس فقط (رقابتنا) المباشرة.
موقف أخير ..! مرة كنت أوصل هديل رحمها الله، إلى الجامعة. كان معها كتابا تقرأه أثناء الطريق .. حينما لا يكون بيننا حديث، أو حوار. عندما وصلنا الجامعة .. نزلت، ونسيت أن تأخذ الكتاب معها. أخذت أتصفحه، من باب الفضول، ورغبة أبٍ، في أن (يطمئن) على ما تقرأ ابنته. الكتاب، الذي اشترته هديل، في إحدى جولاتها في المكتبات، كان لليوناني نيكوس كازنتزاكي. لاحظت أنها، قد علمت بإكسات (x)، في مواضع كثيرة في الكتاب. تتبعت هذه (الإكسات)، فوجدتها ملاحظات عقدية أو أخلاقية .. أخذتها- رحمها الله - على بعض ما ورد في الكتاب. سُعدت واطمأننت : الحمامة تحلق في فضاء صحيح ..!
نجح التأسيس، لستَ بحاجة لأن تكون (حاضرا) دائما.. ولن تستطيع.

الذي أريد أن أقوله : أسس البنيان، و اضمن البقاء.
الجزء الأخير من سؤالك : هل يوجد للطفل مساحة، لدى القاص أو الروائي السعودي خاصة، والعربي عامة ؟
هناك محاولات جادة، من كتاب وأكاديميين سعوديين وعرب، للكتابة للطفل، ولتأسيس اتجاه، داخل المكتبة العربية، يهتم بهذه الشريحة المهمة. خاصة أن الكتابة للطفل، ليست عملا سهلا، كما قد يبدو ..!
****************
ســـكـر .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،في إجابة على مداخلة سابقة، أشرت سريعا، لما أظن انها.. يمكن أن تكون وسيلة عملية، لتطوير ملكة الكتابة لدى الكاتب، وإن كان الأمر يختلف من شخص لآخر. كما أني تحدثت عن هذا (الأمر)، بشكل أكثر تفصيلا، في لقاء لي مع مجلة ” الإسلام اليوم” .. أعدت نشره في موقعي، على الرابط التالي :

http://www.alhodaif.com/rtcl_stry.php?wrtng_id=138&pg=0
أرجو .. فضلا لا أمراً، أن تطلع عليه، عسى أن يكون فيه، ما يجيب على سؤالك .. ويفيـــد ..!
****************
أخي عبدالله.. أسعد الله أوقاتك،حينما خرجت من السجن، كانت (الفضاءات) .. كلها، مغلقة في وجهي :
مفصول من عملي، محاصر في رزقي، ممنوع من السفر، ممنوع من الكتابة ..!
لك أن تتخيل، كيف يعيش إنسان في وطنه، وهو لا (يتنفس). مكبل .. ويقال عنه، أنه (حر) ..!

رجل مثلي، تمثل (الكتابة) له .. الدم والهواء، ويمنع من الكتابة في الصحافة، بقرار (أمني) .. ويتم إقصاؤه، عن كل منابر الإعلام، على أساس من (تصنيف) أيدولوجي.. يلغي (الآخر) وينفيه.
كانت (الساحات العربية) له .. هبة السماء ..!

من خلال الكتابة في (الساحات العربية) .. استعدت ذاتي المصادرة، وتواصلت مع من يحبني وأحبهم، وعبرت عن نفسي .. وهموم وطني. كسرت الحصار، الذي فرض على (حريتي).. وتمردت على (وصاية)، ظن رؤساء التحرير، أنهم يستطيعون أن يمارسونها، على من (يغرد) خارج السرب ..!
هذا .. ما قدم لي موقع الساحات العربية. أما ما قدمته أنا له، فهذا هم يسألون عنه ..!
****************
لا أعرف (حملة) لـ(المطاوعة) .. على حد تعبيرك، ضد وزارة الصحة..! هناك تذمر شعبي واستياء كبير، على كافة المستويات، تجاه أداء وزارة الصحة .. وواقع القطاع الصحي بشكل عام، في بلد نفطي غني جدا، مثل المملكة ..!يموت الناس في ممرات أقسام الطوارئ في المستشفيات، في مدن كبرى مثل الرياض، وتعاني (مدن) الأطراف، من انعدام الحد الأدنى من الخدمات الصحية .. وهو أمر غير مقبول، ولا يمكن تبريره، في ظل طفرة نفطية، تضخ مليارات الدولارات في خزينة الدولة يوميا.

قضية الأخ محمد المقرن، تتلخص في معاناة زوجته في الحصول على (رعاية) صحية عاجلة.. تنقذ حياتها وحياة جنينها، في وقت رفضت المستشفيات الحكومية استقبالها، ووجد نفسه يرضخ لابتزاز المستشفيات الخاصة، لينقذ حياة زوجته وطفله. إذاً .. هي ليست (حملة مطاوعة)، بل قضية إنسانية لـ(المواطن) محمد المقرن ..! الفرق .. أن محمد المقرن، نجح في تصعيدها إعلاميا، بينما هناك ألوف المواطنين .. لا يستطيعون أن يوصلوا أصواتهم، ويعبروا عن معاناتهم.
***************
أنا أرفض (التصنيف) .. ابتداءً.
منذ استوى وعيي .. على سوقه، وبلغت (رشدي) الفكري، وأنا أعيش حال استقلال.. في مواقفي الفكرية، وفي قراراتي.أيضا .. لا أفهم، ولا اتفق مع عملية (خلط) المصطلحات : (مسلم ليبرالي، سلفي متنور) ..! كما أني، لا أحب الدخول في جدلية الانتماءات والتصنيفات. لدي من هامش الحرية والحركة .. في تفكيري وتصرفاتي، ما فيه متسع للجميع.. ويتأبَى على (الفرز) والاستقطاب.

التصنيف والفرز في ساحتنا الثقافية، شكل من أشكال (التطرف). أسست له حديثا في مجتمعنا.. عبر بعض الكتاب، في وسائل الإعلام.. (نظرية بوش)، واليمين المتطرف .. الكريهة : “من ليس معي فهو ضدي”..!
الذي يمارس التصنيف والفرز في مجتمعنا، هم في الغالب (أفراد)، يعبرون عن (معاناة) نفسية، تشكلت بفعل (مواقف) شخصية، ولا ينطلقون من إطار نظري بمنظومة (فلسفية) .. تقوم عليها أفكارهم. كما أنهم، لا يستندون لأي تيار شعبي. التطرف .. دائما (ضيق). في المدى الذي يتحرك من خلاله، وفي الرؤية التي يحملها، لاستيعاب الآخر المخالف.
أضرب لك مثالا : كيف يكون (الحكم) على تيار عريض، و(الموقف) من منظومة فكرية كبيرة .. ووصفها بالانغلاق والتطرف، من خلال ممارسة خاطئة لـ(رجل هيئة)..؟ في الجانب الآخر، يتم (تصنيف) شخص .. (علمانيا)، على أساس من تصريح له، يؤيد فيه قيادة المرأة للسيارة.
نحن إزاء فرز وتصنيف .. ينطلق من رؤية (متطرفة) ..!

إذاً .. التطرف حاضر في أي عملية تصنيف وفرز .
****
في “نقطة تفتيش”، أردت أن أقدم رؤية من (الداخل). هذا (الداخل) أدعي أني أفهمه، أكثر مما فعلت (الرؤى)، التي حاولت مقاربة موضوع (الجهاد والإرهاب) .. من وجهة نظر، منسجمة مع ما يسمى، الحرب الأمريكية على (الإرهاب).
اعتمدت في (رؤيتي) .. التي بثثتها في “نقطة تفتيش”، على معرفتي اللصيقة .. فكريا وحسيا، بتيار الشباب الجهادي، وبالتالي محاولة (تفكيك) الكيفية، التي يتشكل من خلالها (فكر التكفير). هناك منعطف (صغير)، يمكن تلافيه .. قبل أن يتحول (الجهادي)، بروحه الإيجابية، وطاقة روح التضحية الخلاقة.. التي لديه، إلى (مكفر)، بروح تدميرية..!
أيضا .. لم أعتمد، في مقاربتي للمسألة، نظرة (أحادية)، تعزل العامل الخارجي، المتمثل بالسياسة الإجرامية .. الأمريكية والصهيونية، في العالم العربي والإسلامي ..!

***
تخصصي إعــــــــــلام . تخرجت في جامعة الملك سعود، بكالوريوس في الصحافة. في الماجستير، كان تخصصي: (نظريات اتصال)، وفي الدكتوراه: (الصحافة والعلاقات العامة).
أعمل حاليا، في (قناة المجد الفضائية)، مديرا لإدارة ضبط الجودة.

أقرأ الآن كتابا في التخصص :
“Human communication theory :a new perspective”

انتهيت قريبا، من قراءة كتاب : ” عقل غير هادئ” ، لأستاذة علم النفس الإكلينيكي، الأمريكية (كاي جايمسون)، وترجمة الكاتب، صاحب اللغة الرشيقة.. الصديق المهندس حمد العيسى.
*******************
منذ رحلت هديل - رحمها الله – وأنا أحاول الكتابة عنها. كتبتُ .. و توقفت، ثم كتبتُ وتوقفت.
رحيل هديل .. أحدث (زلزالا) في كياني. آمــنت .. لكني عجزت أن استوعب (الغياب) ..! ليس سهلا، أن يضيع (عنوان) .. كنت تؤوب إليه، كــلما أشتد (هجير)، وطلبت (فيئــا)..!

هناك أشخاص يحتاجهم (عقلك)، وهناك أشخاص يحتاجهم (قلبك) .. وهناك من تحتاجهم، لأنك ببساطة تصبح .. بدونهم، بلا عنوان..! تحتاجهم لتفاصيل (صغيرة)، لا تستطيع أن تقولها لكل (أحد). لأنه .. ليس (كل) أحد، سوف يصغي إليك، ويستمع لتفاصيلك الصغيرة ..!
أضرب لك مثالا : في الأسبوع الماضي، كتب (غسان شربل)، مقالا جميلا في (جريدة الحياة) .. عن (الشهيد والقبر). منذ أمد ليس بالقصير، هجرت الصحف، وامتنعت عن شراء الجرائد. استوقفني مقال غسان شربل .. فاقتنيت الجريدة. طفقت أقرأ المقال، واستمتع باللغة العذبة المدهشة.
اشتهيت .. بكل جوع، في تلك اللحظة، أن يشاركني أحد (معين).. المتعة، فقفزت إلى ذهني هديل. لكني .. شعرت، كأنما ثقل هائل أُلقي على قلبي .. وسحقه : ليس ثمة (هديل).. تشاركك المتعة، وتلتقط أنت .. الدهشة، ممزوجة بابتسامة، من عينين تضجان بالحياة، ووجه ينضح بالبهجة..!
تذكرتها .. وتذكرت كيف استقبلتْ، عندما أعطيتها مبتهجا.. قبل أسابيع من رحيلها، نصا كتبه (محمود درويش) .. بلغة عبقرية، عن (غزة المُقاوِمة). لا أنسى أبداً، كيف احتفت هديل بالنص، و لا أنسى أبدا .. كيف قاسمتني الفرحةً، والمتعة .. ودهشة اللغة.
هي أشياء صغيرة.. هي ” أشياء لا تـشــتـرى ” ..!
هذه (الأشــياء).. التي لا نستطيع أن نستمتع بها، إلا بوجود إنسان (مختلف) .. هي ما عطل قدرتي على الكتابة عن هديل.. إذْ رحلت إلى سماواتها. تحلق .. لتطرق باب الجنة .. وتتركني وحيدا، على قارعة طريق.. فقدٍ و ألم، يعوي في جنباتها الحزن. حاجتي إليها .. تناديني وتصرخ، من هناك.. من (أعماق) البعيد : “أن تعال”، وليس ثمة (سبيل) إليها، ولا سلوى.. في (طريقي) الموحش، إلا (أغنية) واحدة :
” زادي قليل، مـــا أراه مبلغي * * * أ للزاد أبكي .. أم لطول مسافتي ..؟! ” .

لم (أنجح) حتى الآن .. وإن كنت أحاول، في إكمال، ما شرعتُ في كتابته عن هديل. لكن هناك (نجاحات)، وأعمال جميلة جدا عن هديل .. أُنجِزَت، وأخرى في طريقها للإنجاز.. يقوم بها (محبوا) هديل .. وهم كُثُر ..!
مؤسسة (وهج الحياة) للإعلام، على وشك الانتهاء، من إعداد عمل ثقافي، سيخرج في مجلد كبير.. سيحمل عنوان : ” باب الجنة :الأعمال الكاملة ” لهديل الحضيف. سيحوي المجلد، ما نشر في مدونتها (باب الجنة). إضافة إلى مجموعتها القصصية، والنص المسرحي .. ثم أصداء رحيلها، مما يحمل قيمة فنية وإبداعية.

أصدقاؤها .. من المدونين والمدونات، أنجزوا عملاً باهرا، بتأسيس ” جائزة هديل العالمية للإعلام الجديد “. الجائزة تم الإعلان عنها، و إطلاقها.. في مراحله النهائية.. وستكون حدثا إعلاميا كبيراً، وتظاهرة ثقافية على المستوى العربي. بعض الأصدقاء من رجال الأعمال، سيتبنون تمويل الجائزة، وإقامة (وقف) دائم لدعمها، وضمان استمرارها.
اتفقت مع (الندوة العالمية للشباب الإسلامي)، من خلال لجنة أفريقيا، التي يرأسها الدكتور خالد العجيمي .. على إقامة مركز ثقافي إسلامي (دعوي وتعليمي)، في إحدى الدول الأفريقية، باسم (مركز هديل). تكلفة المركز لن تقل عن خمسمائة ألف ريال (500000 )، ستكون نواته مبلغ خمسة وخمسون ألف ريال (55000 )، كانت في حسابها رحمها الله. ننوي إن شاء الله، إطلاق حملة لتأسيسه، في غضون الأسابيع القادمة. تلقيت من كثير من الأصدقاء ومحبي هديل، وعودا بدعم المشروع، حال اكتمال دراساته.
هذا جزء من أعمال (ستحكي) عن هديل – رحمها الله – وتروي قصتها .. لأجيـــال قادمة ..!
شكرا عميقا لك .
**************
أخي العزيز (فلسـفة) ..

أسعد الله أوقاتك. استمتعت كثيرا، بقراءة مداخلتك الباذخة.
اسمح لي أن أجيب على أسئلتك، بدون (ترتيب). السبب أن كل سؤال منها، يصنع حالة (مزاجية) خاصة به، تستدعي إجابة تناسبها .. وقتاً ومزاجاً ..!

فيما يتعلق بالكتابة للطفل، فإنه (فن) لا أجيده..! ذكرت في إجابة سابقة، على سؤال للأخ (عبدالرحمن2002)، أن الكتابة للطفل، ليست عملية سهلة .. كما قد تبدو ..! نحن .. غير أصحاب الاختصاص، نقيس .. في نظرتنا وتقييمنا لـ(كتاب) الطفل، على (تجربة) الطفل الصغيرة عمراً، والمحدودة ثراءً وأفقاً.
نرى أن (اللغة) التي يحتاجها، (تشبه) سنوات عمره، وحجم تجربته : مفردات قليلة، وحبكة ساذجة ..! لذلك .. (كل شخص) يستطيع أن يكتب للطفل ..!

هناك (متغيرات) نفسية ولغوية، تؤثر في إقبال الطفل على القراءة، واستيعابه .. لما يقرأ. من المهم كذلك، أن تتضمن الكتابة للطفل، على (تعليم)، و(ترفيه) .. وهذه معادلة تحتاج إلى خبرة، ومراس طويل.
**
سؤالك الآخر عن :
” أصحاب الروايات الذين يعتمدون على المحرمات، لتسويق أنفسهم”،
أجبت عليه بالتفصيل، في هذا اللقاء : السؤال رقم 16. أحيلك إليه .. لتلافي التكرار ..!

على هذا الرابط :
http://www.alhodaif.com/rtcl_stry.php?wrtng_id=138&pg=0
شكرا بحجم بهائك..
**************
يمثل العنف، ضد الطفل والمرأة في مجتمعنا، واحداً من أكثر (المسكوت) عنه.. بشاعة. إن كان (العنف) .. ضد الطفل والمرأة، ظاهرة عالمية، فإنه في بلدنا، (يتميز) بكونه ممارسة لا يوجد أي تشريع يردعها ..! ليس هذا فحسب، بل إن هناك ما يشبه الرضا و(التواطؤ)، بين النظام الاجتماعي، والجهات الرسمية .. تجاه سلوك، محرم شرعاً، ومدانٌ عالميا ..!
هناك أوضاعا تكرس مثل هذا السلوك .. الكريه واللإنساني. بعض هذه الأوضاع، يأخذ شكل (الأعراف) الاجتماعية، التي تحاول أن تتلمس لها (غطاءً) دينيا، عبر بعض القناعات الخاطئة. مثلا .. بعض المسلمات الاجتماعية، التي لا تناقش :
أن للأب أن يفعل بأبنائه (ما يشاء) .. ويمارس ضدهم، كل أنواع العسف، والظلم .. والعنف، على أساس من فهم خاطئ للحديث الشريف : ” أنت ومالك لأبيك”.

هذه الأعراف، تسللت إلى المؤسسات الرسمية، التي صارت ترى (عنفا) مطردا، يقع على الأطفال، ولا تحرك ساكنا. لم نرَ أي (تشريعات) تحمي الطفل. بل حتى المؤسسات (الأمنية)، لا تتدخل .. رغم البلاغات المستمرة، إلا حينما (يقتل) الطفل، كما حصل في عدد من الحالات، التي حدثت في الفترة الأخيرة.
في مقابل (التقصير) الرسمي، تجاه حماية الأطفال من العنف، لا توجد مؤسسات (أهلية)، تقوم بهذه المهمة. إما بسبب الإجراءات البيروقراطية الرسمية، التي تضع العراقيل، ضد تكوين مؤسسات مجتمع مدني .. بسبب الـ(فوبيا) الحكومية، من أي نشاط تطوعي شعبي. كما أن ثقافة العمل التطوعي، في مثل هذه الأمور، لم تتبلور بعد في مجتمعنا. جمعيات تحمي الأطفال من (العنف)، لا ينظر إليها، على أنها أكثر أهمية، من (جمعيات) تجمع بقايا الطعام، والملابس العتيقة، لتوزيعها على المحتاجين..!
العنف ضد المرأة في مجتمعنا، لا يقل قبحا وبشاعة .. عن ذلك الذي يقع ضد الأطفال. صدمني الخبر، الذي نشرته إحدى الصحف .. بطريقة بذيئة، عن فتاة سعودية، (هاربة) من أهلها.. أمسكت بها الجهات الأمنية، في بلد مجاور، تعيش مع مقيم عربي.
ابتداء .. أنا لا أدعي أننا شعب (نقي)، لا يقع أفراده في (الخطيئة)، و لا يقع منهم الخطأ . خصوصا .. ذلك السلوك، الذي يتعلق بالعلاقة بين الجنسين. الأمر الآخر، الذي أنا متأكد منه، أن المرأة السعودية عموما، وتلك الفتاة، بوجه خاص، ليست متعطشة لعلاقات (جنسية) محرمة، مع شخص أجنبي.. وهو ما يمكن أن يكون قد دفع تلك الفتاة للهرب، والإقامة مع رجل أجنبي في بلد آخر.
ثمة أمر آخر ..(سبب) مغيب، لم تشر إليه الصحيفة، التي نشرت الخبر ببلاهة، ليبدو الأمر، وكأن المرأة السعودية (كائنا جنسيا)، وامرأة ساذجة .. أستدرجت، بدافع من بحثها عن المتعة ..!
لم تذكر الصحيفة، كيف استطاعت فتاة، الخروج من بلدها لبلد آخر، وهي لا تحمل جواز سفر، أو أي أوراق ثبوتية ؟
هل هناك تواطؤ، من قبل أحد العاملين في المركز الحدودي .. لاستغلالها جنسيا .. وهو نوع من (العنف)، لتسهيل خروجها من المملكة ..؟

لم تحاول الصحيفة أن تتأكد، إن كان ثمة (عنف) وقع عليها من ذويها .. وهو ما أميل إليه، لتضطر إلى الهرب من أهلها وبلدها، وتعيش (رقاً) جنسيا، أستغل حاجتها..! أجزم يقينا، أن هناك أوضاعاً و(عنفا)، وليس طلب (المتعة) .. هو ما دفعها للهرب، وجعلها (تتحمل) أن تكون هدفا جنسيا ممتهنا. أنا هنا لا أبرر سلوكها، ولا اتفق كذلك، مع طرح قد يرى، أنها في سلوكها هذا، تبحث عن (حرية). الحال الذي آلت إليه (عبودية)، حولتها إلى متعة جنسية مجانية..!
كانت لي تجربة خاصة، أثناء تدريس الطالبات في جامعة الملك سعود، أطلعت من خلالها، على ممارسات (عنف) متنوعة، تقع على المرأة. بعض هذا العنف، يكون من نوع الأذى الجسدي، وبعضه يتمثل بظلم، وامتهان، وحرمان من الحقوق .. بسبب من أعراف اجتماعية بالية.
نوع آخر من العنف، تعرفت عليه من خلال تلك التجربة .. ويكاد لا يذكر، أو يتم تجاهله .. بسبب مفهوم العيب، أو (العار)، يأخذ شكل (الابتزاز الجنسي). يمارس هذا العنف أشخاص، يستدرجون الفتيات، باسم الحب.. لعلاقة سطحية عابرة. حين (تتورط) البنت، بمثل هذه العلاقة (العابرة)، تجد أنها وقعت (ببراءة)، ضحية عنف، يستغلها جنسيا .. ولفترات طويلة، بشكل يدمر حياتها إلى الأبد.
الفتاة التي هربت من (الجفاف العاطفي) في بيت أهلها، وصارت (تبحث) عن (الحب) عبر الهاتف أو الإنترنت، تنتهي أسيرة نوع من الاستغلال، و(الرق الجنسي)، الذي هو أبشع أنواع (العنف)..!
لا تستطيع الفتاة فكاكا..! فهي بين أهلها .. الذين لن يغفروا لها (هفوتها) البسيطة، من خلال معابثة، لم تحسب عواقبها .. لو أنها أرادت أن تعود لجادة الصواب، وبين ابتزاز (المجرم) الذي يريد أن يستغلها جنسيا، بتهديده بفضحها.
وقفت على حالات، من بينها قصة طالبة تعرضت لابتزاز، من شخص لديه (صورة) لها، وصلت إليه منها، في لحظة غفلة ..! لجأت إلي .. تريد خلاصا. شعرت بالأسى أنها لا تستطيع أن تنقذ نفسها إلا من خلالي .. أستاذها. قلت لها أخبري أهلك بموضوع الصورة، وينتهي الأمر. قالت : ” ما أقدر .. والله يذبحونني “..! أضطررت للحديث مع والدتها ..لإنقاذها، وشرحت لها الأمر .. قلت : ” البنت أخطأت خطأ بسيطا .. وعادت. أيهما أفضل، أن تسمحوا لها، وتتجاوزوا عن زلتها.. أم تضطروها للخضوع لابتزاز المجرم .. فيدفعها إلى آخر شوط الضياع والعار، الذي لا تريدونه، ولا تريده هي .. بسبب الخوف منكم ..!
كم وقفت عاجزا معذبا، أمام حالات، لم أستطع أن أصنع لها شيئا .. استغلت فيها (فتيات) بـ(عنف)، وبطريقة بشعة، ومعيبة، ولا إنسانية. صرن بين (أهل) لا يسمحون، أو يتجاوزون .. وبين (مجرمين) تسيرهم رغباتهم، مثل الحيوانات ..!
لو كان لدينا مؤسسات مدنية، و(تشريعات).. تحمي هؤلاء، هل سيكون لدينا، مثل هذا العدد الكبير .. غير المعلن، من (الضحايا)، لـ(عنف) يأخذ أصنافاً شتى ..!
الابتزاز الجنسي، يقع على المرأة والطفل .. ومن المفارقات أنه لا يصنف (عنفا) ..!
هل بعد هذا (العنف) .. من عنف ..؟!
شكرا لإثـارتك القضية ..!
*******************
أخي فلسفة ..
السلام عليك، بعد طول غياب ..!

للأسف .. لا أظن أن (القوانين) و التشريعات، التي يضعها (الساسة).. وهم جزء أساسي من مأساة العالم العربي .. قادرة على أن توقف (حمى) الفساد الفكري والأخلاقي، الذي تضخه وسائل الإعلام (العربية)، في شعوب (مهزومة) في كل شيء :
• سياسيا .. تعاني هذه الشعوب، من قمع واستبداد .. وتغييب كامل، لأبسط الحريات الشخصية..!
• اقتصاديا .. تفتك البطالة والتضخم، بشعوبنا العربية، حتى صار المواطن، يتسول (حقه) بأن يعيش بكرامة، ويتوفر له الحد الأدنى، من مقومات الحياة الإنسانية..!
• اجتماعيا.. تقبع الأمة العربية، في ذيل الأمم : تخلف علمي مخيف، وغياب تام لمؤسسات المجتمع المدني.

تأمل .. حتى في أولمبياد بكين (الرياضي)، ما هي إنجازات أكثر من 300 مليون عربي ..؟ رغم أن الرياضة، واحدة من (الأدوات) .. التي يتم بها (تغييب) الإنسان العربي عن واقعه ..!
أخطر ما يواجهه الوطن العربي.. في معركة (الوجود) .. ليس الصراع مع قوى (خارجية)، مثل الكيان الصهيوني، أو التمدد والاختراق الإيراني الفارسي الشُعُوبي .. أو حتى التدخل الأمريكي في مسائل (سيادية) ..!
هناك معركة (وجود)، تخوضها شعوب عزلاء منهكة ومحطمة، ضد إعلام (يقال) إنه عربي .. يستهدف الهُوية، ومنظومة القيم والأخلاق. هذه المعركة، يقودها ضد هذه الشعوب .. (سماسرة)، لا علاقة لهم بنظامه الثقافي، ومنظومته الفكرية. مؤهلهم الوحيد .. ثروات كدسوها، من السرقة، وتجارة (الرقيق الأبيض)، المعروض فضائيا. أذكر أنه في أحد المؤتمرات العلمية الإعلامية، تحدثت عن خطورة سيطرة (رأس المال) على الإعلام.
الذي نراه الآن.. ليس فقط، سيطرة رأس المال والتجار، على الإعلام .. وصياغة عقول الناس، والتأثير في (أساليب حياة) قائمة. بل هيمنة (رأس مال) .. بدون ضابط من دين أو خلق .. ناهيك عن أن يكون لديه، إحساس بمسؤولية حضارية وتاريخية، تجاه الأمة التي ينتمي إليها.

يتم تحويل الشعوب العربية، عبر هذا الإعلام ..الذي يحركه جشع (فردي) للكسب المادي، وترسم أجندته (دوائر) أجنبية مشبوهة، إلى (قطيع) من المهووسين جنسيا. هناك (حمى جنسية) يتم ضخها، في شعوب مهمشة، مسحوقة، مسلوبة حقوقها.. عبر (الفديو الكليب)، الذي يقدم (اللحم) الرخيص، ودراما مدبلجة، تكرس الغريزة المنفلتة .. بوصفها مظهراً للسلوك السوي، وتقدم الزنا، والخيانة الزوجية، ونكاح المحارم، على أنها مسألة (شخصية)، وسلوكا، يمكن (التسامح) معه.
• السعوديون أصلحوا عقائد الناس، وأفسدوا أخلاقهم ..!
نعم .. و لا ..!
السعوديون الذين سعوا لإصلاح عقائد الناس، كانوا (كتائب) من العقائديين، المسكونين بهم جميل، يسعون لنشر الحق، وإصلاح الناس .. محبة لهم، وشفقة بهم. لم يدفعهم لذلك، طمع مادي، ولا مصلحة متوقعة .. ولا مكاسب (سياسية) ..!
لننصفهم .. نقول : لم يكونوا رُسُلاً (ملائكة)..! بل (بشر) .. أخطأوا وأصابوا.
تداعيات أحداث سبتمبر، والحملة على الإسلام، باسم (تهذيب) الوهابية (المتطرفة) .. لتحقيق أهداف أيدولوجية، ومصالح شخصية وسياسية .. شوهت (رسالتهم) .
التاريخ (المنصف) فقط، هو من سيحكم عليهم. سيبين حجم مساحات (الإصلاح)، التي نشروها في الأرض، و سيعرض أين (أخطأوا) ..!

أما (السعوديون) الذين أفسدوا أخلاق الناس، فليس لهم من هذه الأرض، إلا (ملامحهم)، وبطاقات هوية .. وملايين البترودولار، التي سرقوها، من عرق المواطنين البسطاء.. الكادحين، الذين صنعوا بوجعهم، وانين نسائهم، وتقاسيم وجوه أطفالهم المتعبة .. هذا الكيان، وكان (نصيبهم) منه: إعلاما (فاجرا)، وغلاءً، وفقراً..ً وموتاً رخيصاً، في ممرات أقسام الطوارئ، في مستشفيات ليس لها نصيب من اسمها، إلا يافطة معلقة على واجهة مبنى..!

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

مفهوم التغريب

مفهوم التغريب




حينما يرد مصطلح (التغريب)، فهو يعني بالضرورة، صبغ المجتمع.. أي مجتمع، بالثقافة الغربية وأسلوب الحياة الغربي. يدخل في ذلك القوانين، والتشريعات، ومنظومة القيم..التي تسيَر حياة الناس، بما فيها دور الرجل والمرأة في الحياة العامة، وطبيعة العلاقة بين الجنسين، ونمط العيش والعمل، وطرائق التسلية والترفيه، وطريقة اللبس.. بل حتى الموسيقى والفلكلور.
 التغريب هنا، يختلف عن التحديث والأسلوب العصري والحديث للحياة، الذي هو التعاطي مع التقنية وأساليب الإدارة الحديثة، والاستفادة من منجزات الحياة العصرية. لأنه.. لو كان الغرب فقط، هو من ينجز التقنية ويصنع التقدم التكنولوجي.. لجاز لنا أن نصف ذلك بالتغريب. لكن التقدم والتطور التقني، منجز بشري أسهمت وتساهم فيه كل أمم الأرض. بل إن أمة مثل اليابان، لها إسهامات في هذا المجال، تفوق معظم الأمم الغربية، من دول الإتحاد الأوروبي.
الخلاصة أن هناك تغريبا ( westernization)، وهناك تحديثا (modernization).. والفرق بينهما واضح. إذ ليس كل تقدم علمي وتطور تقني يعد (تغريبا)، كما أنه ليس كل ما يأتي من الغرب، هو عصرنة و (تحديثا). من المؤكد بناء على ذلك، أن هناك فرقا بين التحديث والتغريب. التحديث باختصار، استيراد التقنية و(توطينها)، أما التغريب فهو عملية ثقافية، تقوم على نبذ القيم والثقافة الأصلية، وإحلال القيم الغربية مكانها. التحديث  شكل من أشكال (المثاقفة)، أما التغريب فهو انسلاخ و(استلاب) حضاري، وتكريس للتبعية.


<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> الزعم بأن التغريب (وهم) اخترعته مجموعة لتحارب أخرى، أو لتفرض سيطرتها على المجتمع، هو إدعاء ساذج جدا، للالتفاف على عملية معقدة وممنهجة جدا. مثل هذا الإدعاء يمكن ترويجه والضحك به على العوام، لاستغفال بسطاء الناس، لكنه لا يصمد أمام النقد والاستقراء الموضوعي. كما أنه ليس أمرا سريا، يتناجى به أشخاص في مجالسهم الخاصة. صحيح أن التخطيط لعملية التغريب، أمر يتم داخل غرف مغلقة، لكن تنفيذها يحدث أمام الناس، وفي الناس أنفسهم: في سلوكهم، وأسلوب حياتهم، ومؤسساتهم التعليمية والصحية والخدمية.. بل حتى في مسائل دينهم وهويتهم الثقافية. يلمسه المشاهد في مظاهر اجتماعية (تكرس) كأمر واقع، عبر دفع الفعاليات الثقافية والاجتماعية في اتجاه واحد، ومن خلال فعل مؤسساتي يفرض بقرارات تخدم توجها محددا، لايملك الناس أمامها حيلة، ولا يستطيعون لها دفعا. بعضها يتعلق في حقهم في التعليم، أو حقهم في المشاركة الثقافية والاجتماعية، أو حتى حقهم في الوظيفة والعيش الكريم.  

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> اعتبر فوكوياما في مقولته “نهاية التاريخ”، أن سقوط الأنظمة الشيوعية في الإتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية سابقا، وفشل النظرية الاشتراكية وتطبيقاتها في البلدان التي نشأت فيها.. مثل روسيا والصين، هو بحد ذاته (نجاح) للقيم الغربية المتمثلة بالديمقراطية في النظم السياسية، وحرية التعبير للأفراد، واقتصاد السوق في النظام الاقتصادي.. مقابل النظام الشمولي ودكتاتورية الحزب الواحد، ومصادرة حق التعبير، والملكية الخاصة، والاقتصاد الموجه في المعسكر الشيوعي. فوكوياما.. بناء على ذلك، رأى أن مسيرة تاريخ الحضارة الإنسانية، قد وصلت حدها، وبلغ أوجها ونهايتها، وأنه لم يبق شيء يمكن أن تسعى إليه البشرية، أو تتطلع له ..بعد هذا (التقدم) الذي أحرزته وتحقق لها، من خلال الحضارة الغربية. فوكوياما في ما سماه “نهاية التاريخ”، قاس وقارن بين ما عليه المجتمعات والنظم الغربية، وبين النظرية الماركسية، المصادمة للفطرة البشرية. نظرية حملت بذرة فنائها من بداية تشكلها، الذي فرض كواقع عبر ثورات دموية، و(عاشت) لستة عقود في ظل أنظمة قمعية متوحشة. ثم سقطت بسقوط تلك الأنظمة البوليسية، التي وفرت لها الحماية.
رغم أن مقولة فوكوياما، قد تم الرد عليها ودحضها في حينها، إلا أن الوقائع التي حدثت في السنوات العشر الأخيرة، نسفت (النظرية) من أساسها. على المستوى الأخلاقي سقطت الليبرالية الغربية في امتحان إدعاءاتها بالحرية والديمقراطية، وانكشف عوارها في أتون الحروب الدموية التي أشعلتها في العراق وأفغانستان، حيث القتل المخيف للأبرياء وتدمير مجتمعات بأكملها. شاهدنا (كذب) الساسة الغربيين، ليس على العالم (غير الليبرالي)، الذي يعتبرونه ..بمعاييرهم (الثقافية) أقل منهم، بل حتى على شعوبهم ومؤسساتهم التشريعية والأكاديمية. كذبة أسلحة الدمار الشامل، التي كانت مبررا لغزو العراق، سقطت ورقة التوت، وتعرت نظما تدعي الحرية والدفاع عن حقوق الانسان.. تسيرها مشاعر صليبية دفينة، وتنطلق بدافع من شهوة التسلط الامبريالي، وسلوك عصابات المافيا .. حيث الهيمنة والمال والمصالح الشخصية، فوق كل معيار أخلاقي.
 لم تكن فظائع المعتقلات العراقية، و(سجن أبو غريب) الرهيب، أو القتل العشوائي للأطفال والنساء في القرى الأفغانية والباكستانية، بطائرات بدون طيار.. هي السقوط الوحيد المدوي لليبرالية الغربية. بل شاهدنا أيضا، كيف سعت (الليبرالية) الغربية لحجب الحقيقة، وتكميم الأفواه.. بمنع وسائل الإعلام، وقتل الصحافيين.. لتغطية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي تتم باسم الحرية وإقامة الديمقراطية، في العراق وأفغانستان.
اقتصاديا .. أسقطت الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة، عمود الليبرالية الغربية الثاني.. الاقتصاد، حين عصفت الأزمة بقلعة الرأسمالية العالمية، وضربت هزاتها الارتدادية اقتصاديات العالم، وأوقفت كثيرا من المجتمعات على شفير إفلاس. كانت هذه الأزمة وكذبة الحرية والديمقراطيات في حروب العراق وأفغانستان، هي الرد الأبلغ على مقولة نهاية التاريخ.. التي يدعي دهاقنة الليبرالية الغربية، أن الحضارة الإنسانية انتهت عندها.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> لا أستطيع أن أدعي أن حملات استهداف المجتمعات العربية المسلمة, من قبل الغرب.. تلك التي بدأت عسكرياً بالحروب الصليبية, تسير في سياق (مؤامراتي).. بحسب الترتيب الذي ذكرت. المؤكد أن الغرب.. وهو في السياق التاريخي امتداد لـ(الروم)، دخلوا في صراع حضاري مع المسلمين.. لم يتوقف, منذ الفتح الإسلامي لمنطقة الشام الكبرى, التي تضم بيت المقدس وأكنافها: سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
التغريب..   ليس بالضرورة حلقة في سلسلة. لكنه جزء أصيل من أحلام الهيمنة والسيطرة، وتكريس مناطق النفوذ للامبريالية الغربية، عبر ما يسمى بالقوة (الناعمة).. حينما لم تعد الجيوش والقوة العسكرية صالحة لمثل هذه المهمات. في الذاكرة الجمعية لأوروبا (الروم) والغرب عموما، هناك توجس وخوف ونفور، يأخذ شكل الكراهية أحياناً.. من كل ما هو إسلامي. ليس على المستوى الشعبي فقط، بل حتى النخب. أطروحات صامويل هانتنقتون حول ” صراع الحضارات”.. حينما جعل الإسلام خصما للحضارة الغربية، وليس شريكا في البناء، أبرز مثال على هذا الشعور الصليبي القلق المتوجس من الإسلام..من حيث هو ثقافة وحضارة، تستعصي على التدجين والاحتواء. هذا القلق من الإسلام، لم يتوقف عند الحذر منه ومحاورته، بل تكرس عبر مساع حثيثة لاختراقه وإضعافه وهزيمته.  

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> بعث الحضارات القديمة.. التي سبقت الإسلام، وإثارة الفروقات العرقية والطائفية، ليست شكلاً من أشكال التغريب، إنما هي عملية إضعاف للهوية الإسلامية، وإحلال هوّيات بديلة، وتشجيع الولاء والانتماء.. لغير الإسلام. تشجيع ودعم الانتماء لغير الإسلام وقيمه الأصيلة، وإعلاء الولاء لحضارات قديمة، هو شكل من أشكال التفتيت، الذي يراد به تمزيق وحدة المسلمين. كما أن الانتماء لحضارات بادت، سوف يعزز التبعية للغرب. لأن مثل هذا الانتماء يمثل خصما حضاريا للإسلام الذي هزمها وحل محلها، وبسبب أنه أيضا مفرغ من أي قيمة أخلاقية أو نظام اجتماعي، فإن البديل المرشح ليملؤه ويمنحه (حياة)، هو المفهوم الثقافي الغربي، بنظامه القيمي والاجتماعي. الغرب كذلك، سيرعى مثل هذه الدعوات عبر مؤسساته (العلمية)، ويصنع منظمات (حقوقية) تدافع عن دعاتها، ويوفر لها دعما (ماديا) باسم الثقافة.. وهو ما يؤدي بالضرورة إلى التغريب.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> لست من أنصار نظرية (المؤامرة)، مثلما أني لست مع القائلين بـ(الخصوصية) المحضة للمجتمع السعودي، التي تجعله مجتمعا ملائكيا، تتربص به الشياطين. إلّا أن الحقيقة التي لا يماري فيها إلّا جاهل أو صاحب غرض، أن هناك معطيات تاريخية وحضارية، تفرض على المملكة العربية السعودية، قدراً لا تستطيع أن تقفز فوقه. المملكة هي قلب الجزيرة العربية ..بلد الحرمين ومهد الرسالة ، و حصن الإسلام. هناك من يريد أن يكون لها خياراً غير الإسلام، ويتحدى بذلك ناموساً كونياً .. فهل يقدر على ذلك..؟
 المجتمع السعودي يتعرض لمحاولات تغريب حثيثة.. هذه حقيقة. هناك محاولات منظمة لحرفه عن قدره ومساره، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما قيل عن مشاركة مزعومة لبعض السعوديين في تلك الأحداث، حيث حُمَلت المملكة .. دولة، وشعباً، وثقافة.. وزر تلك الأحداث، وجعلت المشاركة المفترضة لعدد من السعوديين فيها، ذريعة للانقلاب على كامل المنظومة الدينية، والنسق الثقافي، وأسلوب الحياة. هناك (أجندة خارجية)، وراء الحملة المنظمة والمستمرة على كل مايحمل طابعا إسلاميا : المؤسسات الدينية، الجمعيات الخيرية، المناهج الدراسية، المراكز الصيفية، والوضع المحافظ والمحتشم للمرأة.. وهناك (وكلاء محليون) لتسويقها. إذا كان فوكوياما يرى أن في “نهاية التاريخ”، وهيمنة (الليبرالية).. كما هي نتاح غربي محض، قدر لأمريكا والغرب، فإن “نهاية التاريخ” هذه .. بمضامينها (الغربية)، ليست قدرا للمملكة.. ولن تكون. ليس غير الإسلام .. منهجا وطريقة حياة، قدر للمملكة.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> الذي يحدث في المجتمع السعودي نوعان من التحولات. تحولات اختيارية، وهي نتيجة طبيعية لأي مجتمع حي، يتفاعل و يتثاقف مع الأمم والثقافات الأخرى. نرى مظاهر هذا التحول في استيعابنا لأساليب الإدارة الحديثة، وفي توطين التقنية واستخدامها في كافة مناحي الحياة، وفي تحقيق منجز تنموي غير مسبوق في مجال تعليم المرأة، دون الوقوع في مأزق الاختلاط القبيح. نراه في أننا دولة ومجتمع عصري، أكثر بكثير من دول ومجتمعات كثيرة، اجتاحتها موجات التغريب، ولم تفلح في عصرنتها وتحديثها. نرى كل ذلك، ونحن ما زلنا مجتمعا محافظا، لم تشوه وجهه مظاهر التفسخ والانحلال، التي يصنعها التغريب.
  النوع الثاني من (التحولات)، هو (توجيه) قسري يفرض فرضاً بقرارات، لا تترك مجالاً للاختيار، انطلاقاً من رؤية فوقية تقول: “نحن نفهم أكثر منك، ونعرف ما يصلح لك.. ونختار لك الأفضل”. تحولات تغتنم ما تظنه (فرصة تاريخيه)، صنعتها ظروف طارئة، لتعيد صياغة وتشكيل المجتمع وفق رؤيتها.. بوحي من أجندة خارجية.
إن ما يجعل المجتمع السعودي أكثر رفضا ومقاومة لمشاريع التغريب، ليس لأن لديه شيئاً مختلفاً يميزه عن غيره من المجتمعات العربية، غير تلك التي فرضتها حقائق الجغرافيا والتاريخ.. وشرعية النظام السياسي. إن كون المملكة هي بلد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومهد الرسالة الخاتمة، يجعل من الاستحالة قدرا.. أن تنجح فيه  مشاريع التغريب. كما أن شرعية النظام السياسي، الذي استلهم واستوعب.. في بداية نشوئه وتأسيسه هذه الحقائق، تقف خطاً أحمرا، وجدارا صلدا، أمام محاولات يائسة، يعتقد أصحابها أن للتاريخ (غفلة)، يمكن العبث فيها بصيرورته.   

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> ليست المسألة أن الأفكار والقيم الغربية تخيف أو لاتخيف. من حق كل أمة ومجتمع أن يعيش حياته وفق الثقافة والقيم التي يؤمن بها، ويرتضيها أفراده لأنفسهم، ومن واجب قادته ورموزه والعقلاء فيه، صيانة معتقداتهم وقيمهم، وحماية أبناء شعوبهم من هجمة وتهديد (الثقافات المهيمنة). كل الأمم الحية تفعل ذلك. التبعية الفكرية والاستلاب الثقافي أخطر أشكال (الاستعمار) وشكل صارخ من أشكال العبودية، يؤدي إلى رهن مقدرات الأمة للمستعمر الخارجي. الهند التي حققت قفزة علمية وتقنية تثير الإعجاب، بثقافتها الهندوسية الغالبة، التي تقوم في جزء كبير منها على الخرافة، وأشكال من الوثنية البدائية، لا تتردد في مقاومة التغريب، ولا (تستحي) من ثقافتها تلك. بل لم يفكر أحدا من نخبها أن يتبرأ من ثقافته، أو يعزو إليها شكلا من أشكال التخلف.
 القيم الوافدة تصبح مصدر خوف وقلق، حينما تتم قولبتها في قوانين، وتفرض على الناس بدعوى التطور. عندما يوضع الفرد في موقف يطالب فيه أن (يستحي) من ثقافته.. ليتبرأ منها، بوصفها شكلا من أشكال الإعاقة، مسؤول عن كل مظاهر التخلف، وأن عليه أن (ينسلخ) من كل ما آمن به.. وظن يوما أنه دين وحضارة له، ويعتنق منظومة أفكار يقرر غيره.. بغير إيمان منه هو، وضد إرادته الشخصية، أنها هي ما يحتاجه، إن أراد أن يكون (مواطنا سويا) يتمتع ببعض الحقوق. حينما  يفقد الفرد حقه في الاختيار، ويصبح أمام تغيير قسري للذي يؤمن به .. فيجب أن نخاف. لأنه ليس أخطر على استقرار المجتمعات، من فرض (الأجندات الشخصية)، بوصفها اختيارا جماهيريا، ومصلحة وطنية.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> المرأة عنصر جوهري في أي عملية تحول، أو تغيير اجتماعي. كما أن التغريب في خطواته الأولى، لا يستهدف الأفكار والثوابت المقدسة مباشرة، بل يستهدف نمط السلوك وأسلوب الحياة، قبل أن يتحول إلى منظومة قيم وطريقة تفكير، يتم (فرضها) عبر شرعنتها وتقنينها. لذلك .. تكون المرأة هدفا سهلا ومنطقيا، لحملات التغريب. الدور الجوهري والأساسي للمرأة في الأسرة والمجتمع، يجعل تغريبها عبر استغلال أشكال ظلم تقع عليها، أنسب الأساليب وأسرعها وأكثر مظاهرها وضوحاً. لأن (المثال) الذي سيقدم حينها، الحديث بصوت مرتفع عن، (ظلم) نعاني منه المرأة السعودية، مقابل (المكتسبات) التي حققتها المرأة الغربية، وفي مقدمتها حريتها المطلقة.. التي تعني ضمنا، الحرية (الجنسية).

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> التظاهرات الثقافية، أو المنتديات الفكرية والاقتصادية، التي تتحدث عنها، ليست معبرة عن حالة أو وضع تحتاجه المرأة السعودية، بقدر ما تمثل (أنموذجا) لترويج حالة مراده ومقصودة.. لخدمة (أجندة) مشبوهة، يمكن تطويرها إلى ظاهرة، ومن ثم تمريرها لتكتسب قبولا شعبيا، وصفة رسمية..ومن بعدها تكون واقعا لا يمكن تغييره. لم يناقش أي من هذه التظاهرات أو المنتديات، المشاكل الحقيقية للمرأة السعودية. هناك مشاكل طلاق، وعضل، وتعد على الميراث، وتعليق للمرأة، وحرمانها من حقها في حضانتها لأطفالها، وغمط لكثير من حقوقها التي كفلتها لها الشريعة. هناك أرامل ومطلقات أذلهن الفقر، ليست من اهتمام هذه التظاهرات والمنتديات. هناك بطالة بعشرات الألوف بين نسائنا الجامعيات.. تستغل لدفع المرأة لتعرض نفسها، في بيئة موبوءة بالاختلاط. هذا ماتهتم به هذه المنتديات. إنها تظاهرات ومنتديات (نخب)، تشتهي أن تفرض أجندتها على العموم، لتعيش بشكل (طبيعي)، حياتها وشهواتها التي اعتادت عليها في عطلها الصيفية، وحياتها الخاصة.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> الإعلام السعودي ليس واحداً. هناك بعض القنوات الفضائية التي يملكها سعوديين، تقوم بدور (تغريبي) خطير.. على مستوى العالم العربي كله. إعلام يمارس هجوماً ممنهجاً ضد الثوابت الأخلاقية للمجتمعات العربية المسلمة، وأسهم في خلق جيل كامل، يعاني من تشوهات عميقة في سلوكياته وطريقة تفكيره، بسبب سيل (الرسائل) الإعلامية المنحرفة، المصادمة لنسقه الديني ومنظومته الأخلاقية .. الذي تنهمر عليه، من خلال البرامج والدراما الغربية. لقد أصبح عددا من الفضائيات (السعودية)، معبرا للثقافة (الهابطة) ونمط الحياة الغربية، ووسيلة لتطبيع العلاقات المحرمة بين الجنسين، من خلال كم هائل من البرامج والدراما الغربية المترجمة والمدبلجة. هناك (اغتراب) حقيقي داخل المجتمع، لدى نسبة عالية من الأجيال الشابة، بسبب الثقافة الهجينة التي تخلقها بعض الفضائيات، وبعض مواقع الانترنت.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]--> لا شك أن تعدد المرجعيات الإسلامية، يوجد حالة من الارتباك في الشارع الإسلامي. رغم أن تعدد الأراء والاجتهادات في التراث الفقهي الإسلامي، حول مسائل معينة في العبادات والمعاملات، هي واحدة من أبرز السمات الجميلة، ومظاهر التنوع والتيسير في الفكر الإسلامي. الذي حدث أن هذا التنوع والتيسير، استخدم من قبل البعض للانقلاب على الأولويات، وتم توظيفه لخدمة أراء ومواقف واجتهادات شخصية، أكثر منه إثراء للحوار مع الغرب، والتفاعل مع الثقافة الغربية، والاستفادة من إيجابياتها.
هناك أيضا قاعدة فقهية مهمة .. وهي: “درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة”. تجاهل هذه القاعدة المهمة، هو جزء مقصود من لعبة العبث بالأولويات، وتسويق بعض المفردات السلوكية على البسطاء.. بمعزل عن سياقها الثقافي، وهو ما يصنع الجدل الذي تحدثت عن وجوده. هو كذلك، ما يدخل فئات من الشعب في معارك هامشية مع بعضها، تستنزف فيها طاقتها وتهدر قدراتها، وتعطل عجلة التنمية.

<!--[if !supportLists]-->·        <!--[endif]-->من المؤكد أن أعمال العنف والإرهاب، أعطت وكلاء المشروع الأمريكي في المنطقة فرصة تاريخية، لإحداث خرق في جدار الثقافة المحلية، والسعي لاختراق بنية المجتمع ونسيجه الأخلاقي. كانت أعمال الإرهاب مسوغاً لتمرير (أجندة) مخطط لها، فاستهدفت معظم الظواهر والمؤسسات الدينية، بدعوى أنها تمثل (محاضن) للإرهاب. كما تم تسويق المفاهيم والسلوكيات الغربية الحالية، باسم تجفيف منابع (التطرف)..!
ليست القضية أن يروج وكلاء المشروع الأمريكي، ممن يسمون بالليبراليين، لفكرة سخيفة: مسؤولية الإسلام عن الإرهاب (!!). القضية هي أن يتبنى بعض العقلاء هذه الفرية. أليست المناهج التي (تتهم) بأنها مسؤولة عن التطرف، هي نفس المناهج التي درسها ونفس المدارس التي تخرج فيها كل مسؤولي الدولة قبل أحداث سبتمبر ؟!! كم عدد الذين اعتنقوا الفكر المتطرف من السعوديين، وانخرطوا في أعمال عنف.. مقارنة بعدد المواطنين الذين تخرجوا من نفس المدارس، وتعلموا نفس المناهج، التي تتهم بأنها مسؤولة عن (الإرهاب)؟!!
استهداف الظاهرة الدينية في الداخل .. فكرا ونشاطا ومؤسسات، ليس إلا صدى لحملة عالمية قادتها الإدارة الأمريكية اليمينية السابقة في حربها على الإسلام، باسم الحرب على الإرهاب، الذي دشنته في غزو أفغانستان والعراق. المتدينون في المملكة ظاهرة أصيلة، تجدها في كل مظاهر التنمية: أطباء متميزون في المستشفيات، علماء وأساتذة مبدعون في الجامعات، مهندسون وصيادلة وقانونيون .. ومن كبار التجار ورجال الأعمال. لذلك .. فالمزايدة على التقدم والتطور والتنمية باسم (الليبرالية)، ومحاربة التشدد دعاية فارغة، للتستر على أهواء شخصية، وأجندة خارجية.

د. محمد عبدالرحمن الحضيف

الخميس، 27 أكتوبر 2011

مقيد بفرح..متحرر من يأس

لم يعد لي من ليالي الحزن سوى الاسم..
ولم اعد اكترث للحظات اليأس..
تحررت حتى من الأنا المكبلة حينا من الدهر بسلاسل من يأس..
ساعات الصباح الاولى اصبحت اراها كما هي..
ولم يعد يؤرقن الليل كما كنت قبلا..
صباح الخير يافرحي العائد من سجون المستحل..
صباح الأنا ياأجمل شئ يشبهني..
تقول لي: اكتب شيئا لليأس..
قلت: كتبني على اوراق الخريف العمري وملني..
قالت: وعن الفرح؟
قلت: هاأنا اكتب فرحي فرحا بلم الشمل..
خطة الطريق التي تحثني على المضي قدما..تسير كما ارغب..
شكرا لله ياذات المساءات الجميلة..

الخميس، 22 سبتمبر 2011

وطني..دام عزك..

غرابة افكاري..!

ابيات لاادري كيف كتبت لكنها هكذا اتت..
افكار غريبه ولشدة غرابتها احببت ان تشاركوني هي..

اسعد بنقدكم:

غرابة افكاري..,,
الفقر ماعابني والمال يتبعني..
واللاش ماصار لي والهيس وش لي به..

والعلم لولا العقول يهد مايبني..
والجهل جهلي ليا مازاد جهلي به..

والذيب مايحترم لولا انه يعني..
خطوات الاقدام ونفوس اهل الخيبه..

اصحب من الناس من لامل مايجني..
واقرب من اللي صلاة الوتر تسري به..


ان كان مالك هدف صرت انت يالمعني..
لاشئ لانك بلا قيمه ولاهيبه..

قرب هنا باخذك في سيرة وطعني..
باعلمك درس ينبت بك مية شيبه..

همة صلاح البطل لالحين تجبرني..
ارفع له القبعه والكفو يسمي به..

حرر فلسطين لاجل البيت واعطاني..
انا وغيري دروس العز والطيبه.

واشيب عيني على حال العرب نحني..
للواقع الراس وبلا شكه وريبه..

خلك من العرب وافهم بس واتبعني..
ردد معي:كل علم لاش وش لي به..

الرجل لاصار يهدم ذات مايبني..
عز آهله واهمس احلى الجهل جهلي به..



مالذي همس به؟!

مالذي به..,؟!

حين وداعه..
كنت اقرب اليه من انفاسه..
حين وداعه:
كان يعمل على اعادة انفاسي المسلوبه..

..
قبل ان تقلع روحه من مطار دنياي قال شيئا..
اعاده قبل رحيله مرتين..
في المرتين..كنت استرق السمع لكنني فشلت..
كان يقولها مبتسما..
ربما كان يوصيني على روحه التي استودعني هي..
او ربما كان يطمأنني على روحي التي سترحل معه..
لاادري..
او ربما كان يوصيني خوفا من ان يكون اللقاء الأخير..
رباه ماذا قال؟.!
هل تراه كان صامتا ويهمس بشفتيه وصوت انفاسه يعلو عواء حنجرته..
آآآهـ ليتني ادري..
يقولون انه وصل الى حيث ينوي وانا لم اعرف بعد..

تشير الساعة الى الساعة التي كانت تجمعنا كل ليله..
حتى احاديثه القديمه وشريط ذكرياتي معه لايعود..
احاول معرفة شئ همس به..

لم تعد شركة الاتصالات التابعه للعشق تعمل على نقاء الارسال..
لذا فشبكات الارسال معطله..
لست مستاء..
ففي وطني حتى لو كانت الشبكات تعمل ..فمنفاه معطل تماما..
اكاد أجن ..افكار تحاصرني..وتعاويذ يتردد صداها معي..
ومزامير يرتفع وقعها..وأنا اصرخ:

مالذي همس بـــــــــــــــــــــــــــــــــــه؟.!
مالذي به..,؟!
............................

الاثنين، 22 أغسطس 2011

εïз هـ ـ ـرٍوٍب مـن شـ ـ ـذرٍات الحـ ـ ـيــآ‘ة εïз•°•.

أحـياناً ،، وفـي أحـد أزقـة منعطـفات حيـاتنا .. لا يكـون ملجـأنا من شـذرات
مشـاكلنا .. وترانـيم أحزاننـا إلا الهـروب ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا كان فى هروبك حياة جديدة لكبريائك ،
وكرامتك التى أهدرت تحت مسميات الحب والحنين والغيرة ومصطلحات
اخرى مزخرفة لا انتهاء لها ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت بأن الحزن بدأ ينسج خيوطه حول قلبك النقى
ويخنق بقايا الفرح فيك وبأنهم أصبحوا مصدرا عظيما لهذا الحزن ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت بأن احساسك تجاههم غباء وخيالك بهم غباء
ولهفتك عليهم غباء لا يفوقه غباء وبأنك بدأت تتحول مع الوقت الى
مهرج مضحك ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت بأن الطريق المؤدى اليهم بدأ يشعر بك وبأن الارض التى تقف عليها
أمامهم بدأت تشعر بك وبأن الجدران المحيطه بك معهم بدأت تشعر بك
ومازالوا هم فى طور اللاشعور بك ..

.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت ان المنطق يرفض احساسك وبأن قيمك ترفض أحساسك
وبأن نقاءك يرفض أحساسك وبأن احساسك يرفض نفسه ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا باءت محاولاتك للوصول الى قلوبهم بالفشل وباءت محاولاتك لتجاهلهم
بالفشل وباءت محاولاتك لنسيانهم بالفشل ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا ضاق عليك الحلم وضاق عليك الامل وضاق عليك النبض
وضاق عليك المكان وضاعت ملامح الزمان فى عينيك ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا أكسبوك عادات الحزن وفتحوا قابليتك للالم ودربوك على الحزن والانكسار وعلموك البكاء بلا انتهاء ..

.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت بأنك فجرت ينابيع الغرور فى داخلهم وبأنك ضخمتهم حد الانفجار
وتقزمت أمامهم حد التلاشى فأصبحو أضخم من أن يروك أمامهم
وأصبحت أصغر من أن تراهم ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا لاحظت أنك بدأت ان تتلوث كى تصل اليهم وبدأت لا تشبه نفسك
كى ترضيهم وبدأت ترقص فوق النار كى تبهرهم وبدأت تخون كى تلفت εïз ـرٍوٍب ـذرٍات الحـ ـيــآ‘ةهم ..


εïз ـرٍوٍب ـذرٍات الحـ ـيــآ‘ة

اذا اصبح ليلك فى بعدهم نارا عظيمة واصبح يومك معهم نارا أعظم
وأصبحت تضاريس وقتك وسويعاته معاناة لا تنتهى ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا اكتشفت أن شيئا ما فى داخلك بدأ ان يموت وأن شيئا ما فيك بدأ يذبل
كالورد المقطوف وانك بدأت تنتهى كالسراب فى اخر الطريق ..

.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا لاحظتهم يتلذوذون باذلالك ويتعمدون نكرانك
ويقفزون فوق رفت حلمك الجميل بهم وكأنهم أصدروا حكما خفيا باعدامك ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا لمحت أثار البكاء عليهم فوق وسادتك او شعرت بسمهم
يسرى فى عروق قلبك او اكتشف خنجرهم الغادر فى ظهرك المطمئن لهم ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا سمعتهم يتهامسون بما ليس فيك ويلصقون بك من التهم
ما لا تعلم ويقذفونك بالباطل ويرمون براءتك بذنب الذئب ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا اصبح احساسك فانوسا مشتعلا فى عينيك
واصبح صوتك المرتعش لا يعبر عنك واصبح صمتك المصطنع لا يسترك..

.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا طال انتظارك فوق محطات صراعهم ولمحت قطارات ايامك
تفر أمامك كالجواد الغاضب وشعرت بأن لا شئ بقى معك سوى ظلك المنطفئ ..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت بأنهم بدؤا يسيئون فهمك ويمزقون تاريخك
ويشوهون عراقة احساسك ويطفئون مصابيح طريقك اليهم..
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
اذا شعرت بان نفسك لا تستحق منك كل هذا الشقاء
وبأنهم لا يستحقون منك كل هذا الاحساس ..




εïз ـرٍوٍب ـذرٍات الحـ ـيــآ‘ة

اذا شعرت بهذه الاسباب :: -
.•°•εïз إهـ ـ ـرب εïз•°•.
الى الله ارجع اليه لانك وصلت لمرحلة ذابت فيها الذات
واختفى كل امل لديك سوى خالقك ..



تحياتيـ وٍاحترٍاميـ لكمـ

أقــوا ل جميلة:للشيخ/د..عائض القرني


بسم الله الرحمن الرحيم


اقوال جميلة قرأتها للدكتور عائض القرني
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


تفاءل و لو كنت في عين العاصفة


غدا يزهر الريحان و تذهب الاحزان و يحل السلوان


ذهبك دينك و حليك اخلاقك و مالك ادبك


اهجر ليت و سوف فانها مقدمات الفشل


جمال الاصابع في عقدها بالتسبيح


كل الناس سوف يعيشون صاحب القصر و صاحب الكوخ و لكن من السعيد


الشباب الى هرم و الجمال الى ذبول و التقوى الى فلاح


اذا اقبلت الهموم و تكاثرت الغموم فقل لا اله الا الله


تذكر انك على سفر فتجهز بزاد


دع الظالم لمحكمة الاخرة حيث لا حاكم الا الله


المرض رسالة فيها بشرى و العافية حلة لها ثمن


اغرس في الثانية تسبيحة و في الدقيقة فكرة و في الساعة عملا


دمعة تائب خير من مئة ركعة لمعجب


اجمل شئ في غرفتك سجادتك و مصحفك


ترك المعصية جهاد و المداومة عليها عناد


فكر قبل اخراج الكلمة فرب كلمة قاتلة


كوخ بايمان و لا قصر مع طغيان


ربما يأتي غدا و نحن في عالم الاخرة


احذر دعاء المظلوم و دموع المحروم


في كل مكان تجد ظلاما في حياتك ما عليك الا ان تنير المصباح في نفسك


من اشترى ما لا يحتاج اليه باع ما يحتاج اليه


لا تيأس من نفسك فالتحول بطئ و ستصادفك عقبات تخمد الهمة فلا تدعها تتغلب عليك




روآآآئع جميلة
مما رآآآق لي
أتمنالكم التوفيق
وشهر مبارك

احذر من رمي الحجاره في الماء

احذر من رمي الحجارة في الماء ,



في أحد الأيام و قبل شروق الشمس.. وصل صياد إلى النهر
وبينما كان على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر..
كان عبارة عن كيس مملوء بالحجارة الصغيرة فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا
و جلس ينتظر شروق الشمس.....


كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله.. حمل الكيس بكسل و أخذ منه حجرا و رماه في النهر
و هكذا أخذ يرمى الأحجار.. حجرا بعد الآخر.. أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء




ولهذا استمر بإلقاء
الحجارة في الماء حجر.. اثنان.. ثلاثة.. وهكذا
سطعت الشمس.. أنارت المكان.. كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا حجرا واحدا بقي في كف يده
وحين أمعن النظر فيما يحمله.. لم يصدق ما رأت عيناه
لقد.. لقد كان يحمل كيسا من ألمااس !!


نعم





يا إلهي .. لقد رمى كيسا كاملا من الماس في النهر و لم يبق سوى قطعة واحدة في يده
فأخذ يبكي.. لقد تعثّرت قدماه بثروة كبيرة كانت ستقلب حياته رأسا على عقب..
و لكنّه وسط الظّلام رماها كلها دون أدنى انتباه !!!!!
.....
ألا ترون



إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة

في يده !! .. كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضا..
وهذا لا يكون إلا للمحظوظين وهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين..
وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبدا..
يرمون كلّ ماسات الحياة ظنا منهم أنها مجرد حجارة !!!!
.....



الحياة كنز عظيم و دفين.. لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها
حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة.. سخرنا منها واستخف الكثيرون منا بها
وهكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف و نختبر ما هو مختبئ فيها من أسرار وجمال وغنى


ليس مهما مقدار الكنز الضائع.. فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة
فإنّ شيئا ما يمكن أن يحدث. !! . شيء ما سيبقى خالدا.. شيء ما يمكن انجازه..
ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخرا أبدا..
وبذلك لا يكون هناك شعور لأحد باليأس


لكن!


بسبب جهلنا وبسبب الظلام الذي نعيش فيه افترضنا أن الحياة ليست سوى مجموعة من

الحجارة !!!
والذين توقفوا عند فرضية كهذه قبلوا بالهزيمة قبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير والبحث والتأمل ....
.....



الحياة ليست كومة من الطين والحجارة ... بل !
هناك ما هو مخفي بينها وإذا كنت تتمتع بالنظر جيدا
فإنك سترى نور الحياة الماسيّ يشرق لك لينير حياتك بأمل جديد.


و هذا حاااال بعض المتسرعين !!!

بدري عليك..!

سأترك صغائر الأمور لأسمو..
كلمات في نهايات الصغائر....!!


..................


الا على طاري اللي قلته البارح..
معقوله انت الصغير اللي كبر توه..

صدق الحكي مؤلم الا قاسي وجارح..
والله يامثلك لأطفي ناره وضوه..

من وقتها والفكر ياصاحبي سارح..
اقول وشلون اعكر بالفكر جوه..

....................


لاتقول..!!
يعني كبرت؟..من متى بالله صرت..
صارت حروفك كبيره..وانفعالاتك خطيرة..
بس مشكلتك خطيت..وجيتني..
تبغى الصراحه: والله بدري عليك..

مثلك لو انه همني كان جحيته..
واعتذرت بوسط بيته..
واحتريت الطيب..الا واحتريته..
بس:والله بدري عليك..

يااكبر العالم جسم..
واصغر العالم فهم..
ياتنعدل..يااعلمك وشلون تصبح محترم..
تدري عاد: والله بدري عليك..,,!!